لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الاتفاق النووي الإيراني: ترامب فعل ما أرادته السعودية وإسرائيل

08:37 م الأربعاء 09 مايو 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- سامي مجدي:

قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن إسرائيل والمملكة العربية السعودية وأعداء إيران الآخرين لطالما رغبوا في نسف الاتفاق النووي، حيث يرونه يقوض الاستراتيجية التي تقول إن العالم ينغي عليه أن يجابه طموحات طهران في المنطقة.

وأضافت الوكالة في تقرير نشرته الأربعاء أن حل الاتفاق يمكن أن يأتي بنتائج عكسية ويؤجج المزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط. أيضا إذا مضت إيران في إعادة إحياء برنامجها النووي، فإن السعودية تهدد بإطلاق برنامج تسليم نووي ردا على البرنامج الإيراني.

نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده وأعلن الثلاثاء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات على طهران، بالرغم من المحاولات الأوروبية لإقناعه بالعدول عن هذا القرار.

وفي رد على انسحاب ترامب، أكد الرئيس الإيراني روحاني التزام بلاده بالاتفاق، لكنه حذر من أنها قد تستأنف " التخصيب الصناعي اللامحدود إذا لزم الأمر". كما واجه القرار ردات فعل متناقضة؛ فالدول الأوروبية الشريكة في الاتفاق أعربت عن أسفها لانسحاب إدارة ترامب من الاتفاق، فيما رحبت به إسرائيل والدول الخليجية.

أشارت أسوشيتد برس إلى الخصمين التقليديين، السعودية وإسرائيل وكليهما حليف للولايات المتحدة، وجدتا أرضية مشتركة في انتقاد الاتفاق الموقع في 2015، والذي عملت عليه إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي.

ولا يعني قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق انهياره على الفور – فالشركاء في أوروبا لا زالوا يدعمونه، كذلك مسألة انهياره تعتمد في جزء كبير منها على رد الفعل الإيراني، بحسب الوكالة. لكن انسحاب الولايات المتحدة أضعف الاتفاق بشدة ويمكن أن يفسح الطريق أمام حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين بأن يتخذوا نهجا أكثر عدائية تجاه طهران.

وقال زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا إن قرار ترامب يمثل تهديدا للجهود العالمية لمنع انتشار الأسلحة النووية، لكن السعودية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رحبا بالخطوة الأمريكية.

ولفتت أسوشيتد برس إلى أن نتنياهو سعى ناشطا لنسف الاتفاق من البداية حتى وقت التفاوض عليه. وقال صراحةً إن العالم سيكون أفضل حالاً من دون أي صفقة مما يصفه بالاتفاق "المعيب بشكل قاتل" الذي تم التوصل إليه خلال إدارة أوباما.

وذكرت الوكالة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يضغط من أجل مواجهة ضد إيران التي تعزز من حضورها العسكري في سوريا حيث تدعم الرئيس بشار الأسد. ويحذر نتنياهو من أن إيران ستستخدم قواتها وأسلحتها هناك لتهديد إسرائيل.

وقال في اجتماع لمجلس وزرائه هذا الأسبوع، "إننا مصممون على وقف عدوان إيران ضدنا حتى لو كان هذا يعني صراعا. الآن أفضل من وقت لاحق."

ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل وراء الضربات الجوية على القواعد الإيرانية في سوريا في الأسابيع الأخيرة والتي قتل فيها جنود إيرانيين وسوريين. وكان قادة إيران حذرين في اتخاذ أي رد فعل انتقامي ضد الاستفزازات الإسرائيلية عندما كان الاتفاق يحظى بدعم من القوى العالمية الكبرى.

تقول الوكالة إن ذلك قد يتغير إذا انهار الاتفاق. وتنقل عن مسؤولي أمن إسرائيليين قولهم إن الجيش رفع حالة التأهب خوفا من رد إيران.

ويعتقد يويل جوزانسكى، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل، أن الاتفاق الحالي به "الكثير والكثير من المشاكل"، لكن هناك تداعيات من الخروج منه، بما في ذلك احتمالية تصعيد العنف والاضطراب في المنطقة.

وقال "ليس في سوريا فقط، بل أيضا في الخليج وفي أماكن أخرى. قد يعني هذا شرق أوسط أكثر اضطرابا."

ويقول مؤيدو الاتفاق إنه يضع قيودا صارمة على المنشآت النووية الإيرانية التي تجعلها غير قادرة على إنتاج قنبلة خلال فترة تنفيذ الاتفاقية. لقد أكد المفتشون الدوليون مراراً وتكراراً أن إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.

غير أن منتقدي الاتفاق يعترضون على انقضاء الشرط بما قد يسمح لإيران باستئناف تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة في غضون 15 عاما، إذا لم يتم التفاوض على تمديده أو التوصل إلى اتفاق بمدة أطول. ويمكن لأوروبا أن تنضم إلى الولايات المتحدة في إعادة فرض العقوبات إذا فعلت إيران ذلك.

كما يشير هؤلاء المنتقدون إلى قضايا لم يعالجها الاتفاق، على سبيل المثال برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودعمها للجماعات المسلحة في المنطقة ونفوذها التوسعي. إلا أن مهندسي الاتفاق يقولون إن هذه القضايا يمكن أن يتم التفاوض عليها بشكل منفصل ولا يجب نسف الاتفاق بسببها.

وقالت الوكالة إن السعودية أيضا تواجه إيران بشدة على جبهات عدة تحت قيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي عزز من سلطاته في المملكة.

ونقلت عن الأمير محمد قوله في مقابلة مع شبكة سي بي إس الأمريكية مؤخرا إنه إذا طورت إيران قنبلة نووية، فإن المملكة "من دون شكل" سوف تتبعها بأسرع ما يمكن. ويعتقد على نطاق وساع أن إسرائيل لديها ترسانة نووية رغم أنها لا تعترف بذلك علنا.

ولفتت الوكالة إلى أن السعودية مؤيدة بشكل شبه كامل لترامب ونهجه المتشدد.

وقال توماس ليبمان، الخبير في الشؤون السعودية والشرق أوسطية، إنه أخفق في فهم كيف تستفيد المملكة من انهيار الاتفاق. وأضاف أن "السعوديين في الواقع بحاجة إلى الحذر. إيران ثلاثة أضعاف سكان المملكة العربية السعودية، ولديها قوات مسلحة لديها خبرة في الحرب، ولديها حليف في اليمن: الحوثيون."

وتقود السعودية تحالفا عربيا ضد المتمردين الحوثيين في اليمن منذ مارس 2015، بعد أن اجتاحوا العاصمة صنعاء أواخر 2014. والرياض تتهم إيران بتسليح الحوثيين وإمدادها بالصواريخ أو بتكنولوجيا تطوير الصواريخ التي يطلقها المتمردون على السعودية وأحدثها اليوم الأربعاء حيث قالت المملكة إنها اعترضت صاروخين باليستيين فوق الرياض.

وقال ليبمان "ما أستطيع قوله هو أن هناك في الواقع صراعا من أجل مستقبل إيران فيما بين الإيرانيين... دعوا هذا الصراع يلعب دوره".

ولفتت الأسوشيتد برس إلى أن إسرائيل بدورها مستمرة في محاولة تعزيز الضغوط الدولية على إيران. يقول الباحث الإسرائيلي جوزانسكى "إسرائيل منذ سنوات عديدة تستعد للعديد من السيناريوهات فيما يتعلق بإيران... إسرائيل لا تجلس هادئة ولا تفعل أي شيء."

على الرغم من أن إسرائيل لم تعترف بذلك، فمن المعتقد على نطاق واسع أن الموساد كان وراء اغتيال خمسة علماء إيرانيين على الأقل في السنوات التي سبقت مفاوضات عام 2015.

وفي الأسبوع الماضي، عرض نتنياهو ما قال إنها عشرات الآلاف من الوثائق السرية حول البرنامج النووي الإيراني، سرقها الموساد. ويعتقد كثيرون أن نتنياهو عرض المعلومات لإرسال رسالة إلى إيران حول قدرات الموساد.

فيديو قد يعجبك: