"مذبحة في غزة وحفل في القدس".. كيف تناول إعلام الغرب يوم افتتاح السفارة؟

كتب - هشام عبد الخالق:

افتتحت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الإثنين، سفارتها في إسرائيل بموقعها الجديد في القدس، وذلك بعد ما يقرب من خمسة أشهر من إعلان الرئيس دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونيته نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

كان من أبرز الحضور في حفل افتتاح السفارة، ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا، وزوجها جاريد كوشنر مستشار ترامب، ووزير المالية ستيفن ميونشن.

بالتزامن مع حفل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، اندلعت مظاهرات واحتجاجات في أحدث فعاليات "مسيرة العودة الكبرى"، التي انطلقت على حدود غزة، وهو ما أسفر عن استشهاد 55 شخصًا وإصابة الآلاف.

الصحف العالمية ووكالات الأنباء لم تترك الأمر يمر مرور الكرام دون أن تُعلق عليه، خاصة بعد سقوط هذا العدد الهائل من الشهداء، فيما يُعد أعنف الأيام التي تشهدها فلسطين منذ 2014.

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كان عنوانها تقليديًا إلى حد كبير، حيث قالت في تقرير يرصد أحداث اليوم: "إسرائيل تقتل أكثر من 50 فلسطينيًا في غزة".

وتابعت في تفاصيل التقرير: "قتل الجنود الإسرائيليون 55 فلسطينيًا تظاهروا اليوم على حدود قطاع غزة، وأصابوا أكثر من 2400 آخرين، في أعنف أيام الحرب على قطاع غزة منذ 2014".

عنوان صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لم يختلف كثيرًا عن سابقتها، حيث جاء كالتالي: "إسرائيل تقتل العشرات على حدود قطاع غزة في وقت افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس".

وجاء في تفاصيل التقرير: "أصيب أكثر من 2400 فلسطينيًا طبقًا لتعداد وزارة الصحة الفلسطينية في المظاهرات التي شهدها قطاع غزة اليوم، والتي كانت بدأت منذ الثلاثين من مارس وخلّفت العديد من القتلى منذئذٍ".

وتابعت: "انطلقت مظاهرات اليوم بالتزامن مع افتتاح مقر السفارة الأمريكية الجديد في القدس، وكان التعارض بين الاحتفال وعمليات القتل التي يتعرض لها الفلسطينيون واضحًا على الرغم من أن المسافة لا تتخطى 40 ميلًا فقط".

أما صحيفة الجارديان البريطانية فخصصت افتتاحيتها للحديث حول عمليات القتل في غزة، تحت عنوان: "أوقفوا قتل المدنيين العُزل".

وجاء في الافتتاحية: "من غير المقبول على جنود أي دولة، خاصة تلك التي تتمتع بحكم ديمقراطي، أن يقتلوا المتظاهرين خاصة العزل منهم والذين لا يشكلون خطرًا حقيقيًا عليهم، ولكن يبدو أن الجنود الإسرائيليين قاموا بهذا على الحدود بين غزة وإسرائيل".

صحيفة الإندبندنت البريطانية، قالت في تقرير رصد أحداث اليوم في فلسطين: "البيت الأبيض يرفض حث إسرائيل على ضبط النفس بعد مقتل 55 فلسطينيًا في اشتباكات قطاع غزة".

وقالت الصحيفة في تفاصيل التقرير: "رفض البيت الأبيض إدانة إسرائيل على ما يحدث، بعد أن قتل جنودها 55 فلسطينيًا، ورفض كذلك دعوتها لضبط النفس، وبدلًا من ذلك ألقى باللوم على حماس، ووصف المظاهرات بأنها "محاولة دعائية شنيعة"، وأن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها".

الصحف الإسرائيلية بالطبع كان لها دورًا كبيرًا في تغطية الأحداث التي تحيط بها، فرصدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ردود الفعل الدولية حول ما يحدث في قطاع غزة، وقالت في عنوان تقرير لها: "إنها مذبحة! العالم يستنكر ارتفاع أعداد القتلى في مظاهرات قطاع غزة".

وفي التفاصيل، أوضحت الصحيفة أن مظاهرات اليوم التي قام بها الفلسطينيون ضد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وعمليات القتل التي قام بها الجنود الإسرائيليون بحقهم، ولدت العديد من الإدانات الدولية، مع دعوات لإسرائيل بضبط النفس ضد الفلسطينيين.

وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، عبرت عن احتفال ترامب بنقل السفارة في عنوان قائلة: "ترامب ومساعدوه يحتفلون بالسفارة في القدس في الوقت الذي تحترق فيه الحدود".

وقالت في التفاصيل: "أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومساعدوه بافتتاح السفارة في القدس، اليوم الاثنين، واصفين إياه بـ "اليوم العظيم"، في الوقت الذي سقط فيه عشرات الفلسطينيين قتلى في مظاهرات على الحدود الإسرائيلية الفلسطينية".

وتابعت الوكالة: "قضت الحركة التي قام بها الرئيس ترامب اليوم، الفرصة في أن تكون الولايات المتحدة عنصرًا حياديًا في إتمام صفقة للسلام في الشرق الأوسط، وفي الوقت الذي أدان فيه القادة المسلمون عملية النقل بشكل خفيف، فإن سياسة ترامب الجديدة ترضي اللوبي المؤيد لإسرائيل في الحزب الجمهوري".