مجلة أمريكية: كيف ساعد وزير الخارجية البريطاني روسيا في قضية اغتيال الجاسوس؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة (ذي أتلانتيك) الأمريكية إن روسيا بذلت مجهودًا كبيرًا، خلال الشهر الماضي، لنفي التهم الموجهة إليها بتسميم العميل الروسي المزودج السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية.
وذكرت المجلة أن الحكومة البريطانية زعمت استخدام روسيا لغاز "نوفيتشوك"، وهو غاز أعصاب يستخدم في الجيش، وفي المقابل اتهمت موسكو بريطانيا وحلفائها بنشر الكراهي والعداء ضدها في كل مكان، وصل بها الأمر إلى حد توجيه الاتهامات إلى لندن باغتيال العميل الروسي.
ولكن مع غياب الأدلة التي تؤكد هذه الإدعاءات، كانت الجهود الروسية لنفي الاتهامات عن نفسها غير مُجدية، حتى تدخل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.
ففي يوم الأربعاء الماضي، أكدت وزارة الخارجية البريطانية أنها حذفت تغريدة على موقع تويتر، بتاريخ 22 مارس، تزعم أن مختبر الدفاع البريطاني حدد مصدر غاز الأعصاب المُستخدم في الهجوم.
واحتوت التغريدة المحذوفة، على عبارة: "خبراء عالميون من مختبر العلوم والتكنولوجيات الدفاعية "DSTL" في بورتون داون، حددوا بدقة" أن المادة المستخدمة في سالزبوري، أنتجت في روسيا". حسب زعم الخارجية البريطانية.
وجاء الحذف بعد يوم واحد، من إعلان جاري آيتكنهيد، رئيس المختبر العسكري البريطاني في بورتون داون عدم تمكنهم من تحديد مصدر الغاز، موضحًا أن هذا الغاز يتطلب "أساليب متطورة للغاية"، وأن ذلك يتطلب قدرات جهة تابعة للدولة.
وترى المجلة أن التباين الذي حدث في تصريحات وزير الخارجية وبيان المختبر البريطاني، جعل الموقف أكثر صعوبة، لاسيما وأن جونسون اتهم روسيا في مقابلة مع إذاة دويتشه فيله الألمانية، بتسميم سكريبال.
وعندما سُئل جونسون عن كيف يمكن للحكومة البريطانية التأكد من أن الغاز المُستخدم في الهجوم جاء من روسيا، قال إن العلماء في بورتون داون توصلوا إلى هذه النتيجة.
وكما المتوقع، استغلت موسكو الفرصة، وطالبت لندن بالاعتذار منها، وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية، أمس الأربعاء إن "نظريتهم لن تتأكد بأي حال لأنه من المستحيل أن تتأكد".
وتابع: " عليهما بشكل أو بآخر تقديم اعتذاراتهما إلى الجانب الروسي".
وفي بريطانيا، اتهم جيرمي جوربين، زعيم حزب العمال البريطاني، جونسون بالمبالغة في حجم الأدلة التي تملكها لندن ضد موسكو.
وحتى الآن، يبدو أن الجهود التي تبذلها روسيا في هذا الشأن محدودة، وتقول المجلة إن موسكو دعت لإجراء تحقيق مشترك مع بريطانيا والولايات المتحدة بشأن محاولة اغتيال سكريبال، إلا أن اقتراحها قوبل بالرفض في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأكد الاتحاد الأوروبي، في بيان صادر عنه، تضامنه مع بريطانيا، مُضيفا أن التلميحات الروسية ضد دول الاتحاد، بما فيها اتهامها للمملكة المتحدة بأنها قد تكون وراء الهجوم، غير مقبولة تمامًا.
فيديو قد يعجبك: