إعلان

محللون فلسطينيون: العنف المفرط مع غزة يؤكد "الغل الدفين" لدى الاحتلال

08:25 م الأربعاء 25 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

غزة - (أ ش أ)

أكد محللون فلسطينيون، أن الاستخدام المفرط للقوة والعنف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة في مسيرات العودة والتي انطلقت منذ يوم الأرض في 30 مارس المنصرم ومستمرة إلى الآن، له دلالات رصدتها منظمات ومراكز حقوقية محلية ودولية ووسائل الإعلام المختلفة، وهو أثار تساؤلات عن سبب سقوط عشرات الشهداء وآلاف المصابين في القطاع بالقنص المباشر والمتعمد لمتظاهرين سلميين رغم أنهم لم يشكلوا أي خطر يذكر على جنود الاحتلال وفق ملاحظات المحللين والمراقبين الفلسطينيين.

وقال الباحث في الشئون الإسرائيلية أنس أبوعريش، لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن الجنود الإسرائيليين بداخلهم قدر عال من الغل والحقد تجاه الفلسطينيين تحديدا في القطاع، مشيرا إلى أنه عندما ينظر الجندي إلى الآلاف من الحشود البشرية، ربما تختلط لديه مجموعة من المشاعر ما بين الرهبة والخوف أو أنه يتذكر الحروب على القطاع وإخفاقات الجيش الإسرائيلي وانسحابه ومستنقع الحرب.. فهو يخشى أن يتم قتله، أو حتى أسره ليكون مصيره كالجنود المأسورين، واستطرد "إذا اجتاز المتظاهرون الحدود ربما يتدفق الآلاف وتسحقه"، منبها في المقابل إلى أنه لو حدث واجتازوا الحدود بالفعل وأصبحوا وراء الخط الأخضر يمكن لذلك أن يضع إسرائيل على المحك الأخلاقي، لأنه من المتوقع حينئذ أن تقع مجزرة وإبادة جماعية مما سيسبب معضلة كبرى لإسرائيل.

فيما قال الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن لـ/أش أ/ إن استخدام العنف غير المبرر في قطاع غزة يعكس منظور الاحتلال علما بأن الاحتلال له ممارساته العنصرية أيضا في الضفة الغربية كالقتل بدم بارد ومواجهة الفلسطينيين على الحواجز باستخدام القوة المفرطة أيضا،.

وأوضح محيسن "هناك منظوران سياسيان واستراتيجيان مختلفان تجاه الضفة والقطاع، لكن الأهم من ذلك إن استخدام القوة المفرطة مع غزة له دلالة تعبير عن رعب دولة الاحتلال من فكرة سلمية الاحتجاجات والاندفاع نحو الحدود لتذكير ضمير العالم إن ثمة حق عودة أقرته الشرعية الدولية في القرار 194".

وأضاف أن هناك تقريرا رفعه الجيش الإسرائيلي قبل عام ونصف إن الجيش يستطيع أن يتعامل مع 4 آلاف متظاهر سلمي لكنه لن يستطيع أن يتعامل مع أعداد أكبر من ذلك وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تأخذ إجراءات استراتيجية أو سياسية لحل تلك المشكلة خصوصا عندما وصلت أعداد المتظاهرين ومنذ الجمعة الأولى إلى أكثر من 10 آلاف شخص.

وأكد أن استخدام إسرائيل للقوة المفرطة، هي محاولة لكي الوعي الفلسطيني وردعه عن الاندفاع السلمي نحو الحدود للفت انتباه العالم إلى حقيقة يبدو أنها غابت عن الأجندة السياسية لمدة طويلة وهي "قضية اللاجئين" وخاصة بعد سلوك الإدارة الأمريكية وانحيازها الواضح فيما يتعلق بقضية القدس واللاجئين من خلال دفعها لإلغاء وكالة الغوث "الأونروا " من خلال تجفيف مواردها. .

من جانبها قالت أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بغزة الدكتورة عبير عبد الرحمن لـ/أ ش أ/ إننا نتحدث عن مسيرات سلمية شعبية.. عن فلسطينيين عزل يذهبون إلى الحدود بصدور عارية رافعين الأعلام الفلسطينية، مشيرة إلى أن الاستراتيجية التي رسمتها إسرائيل تحديدا مع غزة هي استراتيجية الردع الذي حققتها بعد 3 حروب آخرها عدوان 2014 واستراتيجية اقتصادية هي الحصار والإغلاق على القطاع.

ولفتت الدكتورة عبد الرحمن إلى أن إسرائيل لا زالت تتعامل بنفس النسق مع المتظاهرين في غزة إلا أنهم عندما خرجوا بشكل سلمي، أحدثوا حالة من الإرباك في دوائر صنع القرار في إسرائيل وهو ما دفع ليبرمان وقيادة جيش المنطقة الجنوبية إلى دعوة الجيش للتعامل بقوة مفرطة.


وقالت انه ومنذ أول يوم خرجت فيه الجماهير الفلسطينية في يوم الأرض وإلى يومنا هذا يخرج الآلاف من المتظاهرين السلميين وينظمون الفعاليات الشبابية والثقافية ومهرجانات التراث والدبكة والشعر وحفلات الأعراس والزفات الفلسطينية.. كل هذا عبارة عن رسائل يحاول الفلسطينيون إيصالها إلى العالم باللغة التي يفهمها أننا نؤمن بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان وأننا جزء من هذا العالم الذي ينادي بأحقية الحياة لكل إنسان متواجد على هذه الأرض ونمتلك الكثير من مقومات الحياة والفرح ونسعى ونبحث عن سبل العيش..إننا شعب يستحق الحياة ولدينا الرغبة في العيش بسلام وأمن ولدينا تطلعات في مستقبل أفضل ومن حقنا العيش على هذه الأرض بسلام، معربة عن اعتقادها أن العالم الآن تفهم هذه اللغة وهذا ما نشهده من حجم الشجب والاستنكار لما تقوم به الآلة العسكرية لمواجهة الفلسطينيين.

في السياق أكد الدكتور أسعد جودة عضو لجنة التواصل الدولي في مسيرة العودة بالقطاع، لـ/أ ش أ/ أن إسرائيل تتعامل مع القطاع ومنذ البداية بعنف مفرط ولا يريد إطلاقا أن يكون الحال سلميا لأن معنى سلمية المواجهة أن الرواية الإسرائيلية ستختلف لتصبح الأكذوبة الإسرائيلية ودعايتهم موضع تساؤل.. مشيرا إلى أن إسرائيل تريد القتال بالسلاح لأنها تتفوق في هذا المجال، تريد قصف الكثير من الناس لإجبارهم على الرد باستخدام السلاح لتصنع معادلة رد النار بالنار.

وأكد أن سلاحنا الجديد والنوعي والاستراتيجي "السلمية " هو بالنسبة لإسرائيل مهلك لأنه - ولو بعد حين- سيعريها، لاسيما بعد سقوط آلاف المصابين وعشرات الشهداء.. وتساءل "ماذا سيقول العالم عن المشهد؟، لا يستطيع أن يدافع مهما بلغت درجة علاقته بإسرائيل.. لا يستطيع أن يبرر هذا القتل لأنه لا منطق له خصوصا أنه مصور بالكاميرات سواء بإعلامنا الفلسطيني أو عبر الوكالات الأجنبية".

واستطرد قائلا إسرائيل دفعت وما زالت تدفع المليارات على الإعلام لتشويه الصورة الحقيقية ولتقول أنها تقاتل إرهابيين وقتلة ومسلحين وهو ما بدأ يتكشف حاليا، فإسرائيل قوة زائفة تقتل وترهب شعبا أعزل.. مشددا على أن إصرار الشعب الفلسطيني على السلاح السلمي هو المعضلة لدى إسرائيل، وهي حاليا تعمل ليل نهار على تبرير القتل الكثير لتحفظ لنفسها حق الرد وأنه مبرر.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان