لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الكويت والفلبين.. أزمة بدأت بـ "جثة في الفريزر" وانتهت باعتذار

09:54 م الثلاثاء 24 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

جددت دولة الفلبين اليوم الثلاثاء، ممثلة في سفيرها لدى الكويت ريناتو بيدرو، اعتذارها عن انتهاك سيادة الكويت من خلال ما قامت به السفارة مؤخرا من تهريب عاملات منزليات من بيوت كفلائهن؛ وذلك عقب اعتذار رسمي قدمه وزير خارجية الفلبين في وقت سابق اليوم.

وجاء هذا الاعتذار الثاني كآخر تطورات المشادات الكلامية بين الدولتين، عقب مقتل عدد من العاملات الفلبينيات في الكويت، كان أشهرهم "جوانا ديمافيليس" البالغة من العمر 29 عامًا، والتي عُثر على جثتها في ثلاجة داخل منزل مشغلها في فبراير الماضي.

البداية

في أعقاب العثور على جثة العاملة الفلبينية، أصدرت الفلبين أمرًا بفرض حظر على إرسال عمال فلبينيين إلى الكويت، وقال الرئيس الفلبيني، رودريجو دوتيرتي: "سأبيع نفسي للشيطان للبحث عن المال، حتى يتمكن العاملون في الكويت من العودة إلى وطنهم والعيش بشكل مريح هنا"، مضيفًا أنه مستعد لاتخاذ "خطوات جذرية" لحماية الفلبينيين العاملين في الخارج، كما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

ووضع دوتيرتي عدة شروط لرفع الحظر المفروض على إرسال العمال الفلبينيين إلى الكويت، وذلك في محاولة لتأمين حماية كافية للعمالة هناك، وشملت الشروط أن "لا تقل رواتب الخدم عن 120 دينارًا، وثماني ساعات راحة يوميا، والسماح لهم بالاحتفاظ بجوازات سفرهم وهواتفهم النقالة، إضافة إلى العمل في منزل واحد".

حكم الإعدام

في أوائل أبريل الجاري، حكمت محكمة كويتية بالإعدام شنقًا بحق زوجين كانا يعيشان فيها وهما اللبناني نادر عصام عساف، وزوجته سورية الجنسية منى حسون، بعد إدانتهما بجريمة قتل الخادمة الفلبينية جوانا ديمافاليس، التي عُثر على جثتها في "فريزر" شقة الأول، بحسب ما ذكرت "سي إن إن".

وفي بيان، رحبت وزارة الخارجية الفلبينية بهذا الحكم في بيان قائلة: "السلطات الكويتية أعلمت وكيل الوزارة بشؤون العاملين المهاجرين، سارة لو أريولا، بقرار المحكمة خلال اجتماع بالكويت"، مضيفة أن السفارة الفلبينية بالكويت حصلت على نسخة من قرار المحكمة.

تهريب العاملات

لم يمضِ وقت طويل على هذا الحكم الذي هدّأ العلاقات بين البلدين، حتى عادت الأمور للتفجّر مرة أخرى، خاصة بعد انتشار مقطع فيديو يوضح استخدام فرق التدخل السريع الخاصة بالفلبين في تهريب عاملات بلادهن من منازل مملوكة لأشخاص كويتية.

ويظهر في الفيديو عناصر فِرق التدخل السريع، أثناء قيامها بتهريب العاملات الفلبينيات في سيارات تحمل لوحات دبلوماسية، بعدما اشتكين من تعرضن لمعاملة سيئة، في الوقت الذي ينتظر فيه أحد موظفي ذلك القسم التابع للسفارة الفلبينية، على رصيف أمام أحد المنازل، ثم تخرج خادمة من الباب مسرعة وتحمل حقيبة سفر ممتلئة، وفي ثوانٍ يركبان السيارة الدبلوماسية، وينطلق بهما السائق، وسط أصواتهما التي تعكس تخوفهما من انكشاف أمرهما.

بعد انتشار الفيديو، أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية الكويتية "أن التصريحات وتصرفات بعض العاملين في سفارة الفلبين، تمثل إخلالًا وتجاوزًا للأعراف الدبلوماسية التي تحكم علاقات البلدين"، حسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.

استدعاء السفير

واستدعت الخارجية الكويتية، الجمعة الماضية، السفير الفلبيني، ريناتو بيدرو أوفيلا، من أجل تسليمه مذكرتي احتجاج، بشأن ما قالت الوزارة إنها تصريحات "مسيئة إلى الكويت" أدلى بها مسؤولون فلبينيون، وفقا لـ"وكالة الأنباء الكويتية".

وأدت تصريحات للسفير الفلبيني، ريناتو بيدرو أوفيلا، والتي كشف فيها عن تشكيل السفارة لما سماه "فرقة طوارئ" للتدخل لإنقاذ العاملات الفلبينيات من منازل كفلائهن الكويتيين، إلى إثارة التوتر بين البلدين، حيث ذكر السفير أن أغلب العمليات التي تنفذها "فرقة الطوارئ" التابعة للسفارة تتم بالتنسيق مع السلطات الكويتية، وأفاد بأن بعضًا من تلك العمليات يتم بواسطة هذه الفرقة مباشرة، لمنع ما سماه حدوث "جريمة الفريزر" من جديد.

صحيفة "الأنباء" الكويتية، كشفت - نقلًا عن مصادر أمنية - تفاصيل الإيقاع بـ3 من المتورطين في تهريب الفلبينيات من منازل كفلائهن، حيث اعترفوا بأنهم ضمن فريق مكون من 9 أشخاص جاءوا إلى البلاد قبل شهر وتلقوا أوامر بسرعة المغادرة.

وأضافت الصحيفة، أن قوات الأمن تمكنت من ضبط 3 منهم بينهم السائق الذي كان يصور عملية التهريب واثنان من المتورطين، تبين في الاعترافات أنهما يعملان بالاستخبارات الفلبينية وتلقيا تكليفات بالقيام بمهمة وصفاها بأنها "قومية"، تتمثل في إعادة بعض "المضطهدات" من الفلبينيات، حسب قولهما.

اعتذار الخارجية

اليوم الثلاثاء، قدّم وزير خارجية الفلبين، آلان بيتر كايتانو، اعتذاره رسميًا للكويت بشأن "أفعال اعتبرتها الأخيرة انتهاكًا لسيادتها، بعدما أنقذت سفارة مانيلا​عدة عمال من المنازل التي كانوا يعملون بها".

وأشار كايتانو، إلى أن "الكويت قبلت تفسير الفلبين بعدما التقى السفير الكويتي لدى مانيلا، مع الرئيس رودريجو دوتيرتي، أمس الإثنين، في مدينة دافاو جنوب البلاد، وأجرى محادثات مع كايتانو اليوم في مانيلا"، مضيفًا أنه "تم الاتفاق على إجراءات مع السلطات الكويتية لتفادي تكرار هذه الأحداث التي نُشر مقطع مصور لها على مواقع التواصل الاجتماعي".

فيديو قد يعجبك: