مصادر أمريكية: ترامب يدرس تقديم "مكافأة إجبارية" للسعودية بسبب سوريا
كتبت- رنا أسامة:
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الخميس، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس تقديم ما وصفته بـ"مكافأة إجبارية" للسعودية، من أجل إرسال قوات عربية إلى سوريا تحل محل القوات الأمريكية، مع إعلان ترامب عن رغبته في سحب قواته.
ونقلت السي إن إن عن مصادر أمريكية وصفتها بـ"المسؤولة"، قولها إن إقناع السعودية بالمشاركة سيأتي بثمن، مُضيفة أنه "في حال أبدت المملكة استعدادها للمشاركة في إرسال قوات عربية إلى سوريا، سيتعيّن على الولايات المتحدة تحديد ما الذي ستقدمه في المقابل".
وقال مصدر مطلع إن أحد الخطط التي يدرسها حاليًا مجلس الأمن القومي الأمريكي هو تقديم عرض للسعودية بأن تصبح دولة بدرجة "حليف رئيسي خارج حلف سمال الأطلسي (الناتو) إذا وافقت على إرسال قوات وتقديم مساهمات مالية للتمويل اللازم".
الأمر الذي اعتبرت السي إن إن "اعترافًا رسميًا بوضع السعودية كشريك استراتيجي عسكري مع الولايات المتحدة على درجة حلفاء رئيسيين مثل إسرائيل والأردن وكوريا الجنوبية".
وفي هذا الشأن، رأى نيكولا هيراس، خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، أن "وضع حليف رئيسي خارج الناتو هو بمثابة ريشة على رأس عدة دول، وسيعزز دور الولايات المتحدة كضامن لأمن السعودية". وأضاف أن ذلك "سيضع على الورق ما كان اتفاق نبلاء".
كانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نشرت تقريرًا، قبل يومين، افادت خلاله بأن إدارة ترامب طلبت من الإمارات والسعودية وقطر المساهمة بمليارات الدولارات، وإرسال قواتها إلى سوريا لإعادة الاستقرار، ولاسيما في المناطق الشمالية.
الأمر الذي وصفته الدكتورة بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري، بأنه "أمر في غاية الغرابة".
وقالت في لقاء مع قناة روسيا اليوم، الأربعاء: "أمر غريب جدًا أن تقوم دولة احتلال غير شرعي بتوجيه دعوات لأطراف أخرى كي تأتي وتحتل البلد أيضا"، مؤكدة أن هذا الأمر سيكون سابقة في العلاقات الدولية.
كما ردّ وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على تقارير محاولة تشكيل قوة عربية لإرسالها إلى سوريا، الثلاثاء، بالقول إن "هناك نقاشات مع الولايات المتحدة منذ بداية هذا العام"، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وأشار إلى أن السعودية قدّمت لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مُقترحًا يقضي بأنه "في حال ارسلت الولايات المتحدة قوات، فإن المملكة ستفكر كذلك مع بعض الدول الأخرى في إرسال قوات كجزء من هذا التحالف".
وأضاف أن "الفكرة ليست جديدة، لدينا كذلك لدينا مقترحات لأعضاء من دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب في السنة الماضية لإدارة أوباما، وأجرينا كذلك نقاشات مع الولايات المتحدة حول ذلك وإدارة أوباما في النهاية لم تتخذ إجراء بخصوص هذا المقترح".
وكشف ترامب، في نهاية مارس الماضي، عن رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا إلا أنه تراجع عن اتخاذ الخطوة سريعًا بعد تحذيرات من القيادات العسكرية الأمريكية ومستشاري الأمن القومي. وفي مطلع أبريل الجاري، قال ترامب: إن "السعودية مهتمة جدًا بقرارنا. وقلت، حسنا، كما تعلمون فإذا كنتم تريدوننا أن نبقى فربما يتعين عليكم أن تدفعوا".
وفي إعلانه عن توجيه ضربات عسكرية للنظام السوري بعد اتهامه بشن هجوم كيماوي مزعوم في دوما، قال ترامب: "طلبنا من شركائنا تحمل مسؤولية أكبر لتأمين منطقتهم، بما في ذلك المساهمة بمبالغ كبيرة من الأموال للموارد والمعدات ومختلف جهود محاربة داعش".
يأتي ذلك على خلفية الضربات الصاروخية التي وجهّتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، السبت الماضي، ضد أهداف عسكرية ومدنية في سوريا، ردًا على هجوم كيماوي مزعوم وقع على مدينة دوما بالغوطة الشرقية قبل أسبوع.
وأعربت السعودية عن "تأييدها الكامل" للضربات العسكرية مُعتبرة أنها جاءت ردًا على ما وصفته بـ"جرائم النظام السوري".
وحمّل مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية (واس)، نظام الرئيس بشار الأسد، مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية، متّهمًا المجتمع الدولي بالتقاعس عن اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد هذا النظام.
فيديو قد يعجبك: