هآرتس: الهجوم الغربي على سوريا انتصار جديد للأسد
كتبت- هدى الشيمي:
ترى صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الرئيس السوري بشار الأسد حقق انتصارًا جديدًا وفاز بقلوب وعقول شعبه، وتأييد أغلب الدول العربية. وفي هذا السياق، كانت الهجمات الثلاثية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فجر أمس السبت، على بعض المنشآت العسكرية والمدنية في سوريا بمثابة هزيمة للتحالف الثلاثي، ومكسب جديد للأسد.
قالت هآرتس، في تحليل منشور اليوم الأحد على موقعها الإلكتروني، إن فإن التحالف الثلاثي لم يعلم أن ضرباته على العاصمة دمشق، ستدفع بالسوريين إلى الشوارع من أجل الاحتفال بالنصر الذي حققه جيشهم، ولم يدركوا أنه سيؤدي إلى قلب الرأي العام السوري لصالح الأسد، بغض النظر عن كم المشاكل التي تعاني منها بلادهم.
وحسب الصحيفة، فإن ألد أعداء الأسد وجدوا صعوبة في الاستمتاع بالهجوم الغربي على سوريا، مُشيرة إلى ضرورة التمييز بين مواقف بعض قادة الدول العربية من الضربات الغربية، بما في ذلك بعض دول الخليج، والوعي العام لمواطني العالمين العربي والإسلامي الذي أعربوا بوضوح عن رفضهم لما حدث في سوريا أمس.
لم يبذل الدبلوماسيون السوريون أي مجهود من أجل حشد المواطنين أو قادة الدول العربية فيما تعلق بالهجوم على دمشق وأحد ضواحيها، فما لبثت أن بدأت القوى الدولية في شن الهجوم حتى أطلق عليه السوريون وغيرهم من المواطنين في البلدان العربية اسم "العدوان الثلاثي"، وشبهوه بالحرب التي شنتها فرنسا وإسرائيل وبريطانيا ضد مصر عام 1956.
وأشارت هآرتس إلى أن صمود المصريين معًا، ودعم الاتحاد السوفيتي منح ناصر نصرًا سياسيًا كبيرًا، جعله أكثر شعبية في مصر والوطن العربي، وفي بعض الدول في أمريكا اللاتينية وآسيا.
إلا أن السيناريو هذه المرة مختلف تمامًا، وتقول هآرتس إن الأسد حاكم مُستبد ورث النظام عن والده، وارتكب جرائم ضد شعبه لا يمكن أن التغاضي عنها، ولا يمكن لأي شخص أو أي دولة تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان الوقوف إلى جانبه، أو تبرير أعماله، ولكن بينهما ما تزال دوافعه واضحة، وتأكيده على أنه سيفعل كل ما يلزم للبقاء على رأس السلطة، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي سيفشلون في التخلص منه، أو تحقيق مصالحهم في المنطقة.
وتقول الصحيفة إن محاولات دول الغرب اظهار انفسهم مدافعين عن الديمقراطية وحقوق الانسان غير منطقية، لاسيما وأنهم لم يفعلوا شيئا لوقف حمامات دم، ويواصل ترامب دعمه للحكومة الإسرائيلية على حساب الشعب الفلسطيني. وتؤكد هآرتس أن دماء الشعب السوري لا تختلف كثيرًا عن الفلسطنيين أو اليمنيين، ومع ذلك فإن موقف الزعماء الغربيين في الصراع السوري يتحكم فيه مصالحهم الشخصية، ومكاسبهم المرجوة.
في سوريا وأغلب الدول العربية، بما في ذلك الدول التي تعارض نظام الأسد، من الواضح أن الضربات الغربية لن تغير موازين القوة في المنطقة، ومن غير المتوقع أن تسهل عملية التوصل إلى اتفاق سياسي جديد يعبر عن الشعب السوري، ولكنه كان مجرد استعراض قوى.
إذا كان الغرب يهتم حقًا بمصلحة الشعب السوري، لدعم قادته المعارضة الديمقراطية في البلاد، التي كانت تسعى لتأسيس دولة ديمقراطية حديثة، ينعم فيها كل المواطنين بالحرية، إلا أن ترامب وحلفائه، حسب الصحيفة، يعملون على تحقيق مصالحهم، وأهدافهم في المنطقة.
وتقول هآرتس إن الموقف الذي يتخذه الآن ترامب وحلفائه لن يؤدي إلى استقرار سوريا، أو تأسيس أنظمة تقوم على الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط، وبإمكانها تحدي الأنظمة الاستبدادية.
فيديو قد يعجبك: