لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

طبول الحرب تدق: الأسد يترقب انتقام "ترامب"

02:41 م الثلاثاء 10 أبريل 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

لم تعد الهجمات الكيميائية المميتة حدثًا مُستغربًا داخل الأراضي السورية، فالدولة التي مزقتها الحرب الأهلية شهدت منذ عام 2011 هجمات بالأسلحة الكيميائية وأخرى "يُشتبه" في أنها بالأسلحة الكيميائية، اختلفت مدى قوتها وعدد ضحاياها، لكن جميعها مرّت دون مُحاسبة وأو عقاب للفاعل.

بحلول ليل السبت الماضي، كان قاطنوا دوما بالغوطة الشرقية من المدنيين وفصائل المعارضة السورية، على موعد مع قصف جديد -يُعتقد أنه بالغازات السامة- إذ صدرت تقارير عدة عن مصادر طبية ومراقبين ونشطاء، أكدت وقوع هجوم كيميائي، لكن التفاصيل لاتزال غائبة.

ويأتي الهجوم بعد فشل المفاوضات الروسية مع تنظيم "جيش الإسلام" للخروج من المدينة وتسليمها للرئيس السوري بشار الأسد، الحادث الذي تزامن مع الذكرى السنوية للهجوم الكيماوي على خان شيخون بمحافظة إدلب، والذي أوقع قرابة المئة قتيل.

ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية في دوما، مقاطع فيديو تظهر الأطباء وهم يحاولون إنقاذ أطفال ونساء يعانون من تأثير التعرض للهجوم الكيماوي، وتشير بعض التقارير إلى أنه يبدو مزيجًا من غاز الكلور وغاز الأعصاب.

وأدى الهجوم الكيميائي المزعوم على مدينة دوما، آخر معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، إلى مقتل 70 شخصًا، اختنقوا حتى الموت، بحسب منظمة الخوذ البيضاء الدفاع المدني في مناطق المعارضة والجمعية الطبية السورية الأميركية "سامز".

وفي رد فعل مُكرر، التقى أعضاء مجلس الأمن الـ15، الاثنين، في جلسة طارئة في نيويورك، لمناقشة الهجوم، بعد أن دعا 9 أعضاء في مجلس الأمن لعقد هذه الجلسة بمبادرة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وكان من المفترض أن تضمن روسيا نزع سوريا مخزونها من الأسلحة الكيميائية في سبتمبر 2013، لكن اتهامات وجهت إلى نظام الأسد بشن عدة هجمات كيميائية على معاقل المعارضة.

توعّد أمريكي

عقب القصف؛ توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برد حازم على قتل السوريين بالأسلحة الكيميائية.

وأفصح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن قرار للبيت الأبيض خلال 48 ساعة مقبلة، فيما أعلنت "نيكي هالي" سفير أمريكا لدى الأمم المتحدة أن الولايات ستتحرك سواء استجابت الأمم المتحدة أم لم تستجب.

وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده لديها العديد من الخيارات العسكرية للرد على ما يجري في سوريا، وأنه سيتخذ قرار قويا "الليلة أو بعدها بقليل" بشأن الهجوم الكيماوي الذي وقع قرب دمشق.

وقال مسؤولون أمريكيون إن خطة التحرك العسكري قيد الإعداد، بينما أكد خبراء أن بريطانيا وفرنسا وربما دولاً من الشرق الأوسط ستكون ضمن حلف عسكريًا للتدخل في سوريا، بعد استخدام الغازات الكيماوية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء "رويترز".

وتوقع خبراء أن تركز الضربات على منشآت عسكرية مرتبطة بما تناولته التقارير السابقة وتم استخدامها في إطلاق الأسلحة الكيماوية في سوريا، لتشمل قاعدة الضمير الجوية، والتي تحوي الطائرات المروحية للجيش السوري، من طراز مي _ 8 والتي تم استخدامها في الغارات على "دوما".

وتتضمن خطط الهجوم الأمريكية المحتملة، ضرب قاعدة حميم الجوية في شمال غرب سوريا، والتي ذكرها البيت الأبيض في بيانه الذي جاء في الرابع من مارس الماضي، معتبرًا أنها نقطة انطلاق القصف للطائرات العسكرية الروسية في دمشق والغوطة الشرقية.

وفي سلسلة من التغريدات الأحد انتقد الرئيس الأميركي دعم كل من إيران وروسيا لنظام الأسد، وخص بالذكر في سابقة من نوعها الرئيس الروسي بوتين ملقيا عليه اللوم في دعم نظام بشار. وقال ترامب "الكثير من القتلى بمن فيهم النساء والأطفال قُتلوا في هجوم كيميائي طائش في سوريا، إن الرئيس بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان".

كما حمّل ترامب المسؤولية للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وقال: "لو كان الرئيس أوباما نفذ الخط الأحمر الذي رسمه على الرمال لكانت الكارثة السورية قد انتهت منذ فترة طويلة، ولكان الأسد الحيوان مجرد تاريخ".

واقترح ترامب عبر موقع "تويتر" فتح مناطق للإغاثة الطبية والفحص وقال: "إنها كارثة إنسانية أخرى دون أي سبب".

ماكرون على خُطى ترامب

واتفق الزعيمان الفرنسي والأمريكي على ضرورة القيام برد على الهجوم، وفي اتصال هاتفي جرى لاحقًا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعا الرئيسان المجتمع الدولي إلى"رد حازم" على "الهجوم الكيماوي".

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن ماكرون وترامب ناقشا "التطورات التي وقعت منذ الهجوم الكيميائي الذي استهدف في 7 أبريل سكان دوما في الغوطة الشرقية والنقاشات الجارية في مجلس الأمن الدولي" حول هذه القضية.

فيما قال مندوب فرنسا، فرانسوا ديلاتر خلال جلسة مجلس الأمن حول الهجوم: "نعلم أن السلطات الروسية قد أكدت عدة مرات أن قواتها المسلحة متواجدة في الغوطة الشرقية على الأرض وفي الجو.. ولا تقلع أي طائرة سورية من دون إبلاغ الروس بذلك. إن تلك الهجمات نُفذت إما بموافقة صامتة أو واضحة من روسيا".

تأهب سوري

وسط مخاوفهم من الرد الأمريكي الوشيك، رفعت الحكومة السورية، اليوم الثلاثاء، والميلشيات المتحالفة معها حالة التأهب العسكري إلى أقصى درجة، واتخذوا إجراءات احترازية في قواعد ومواقع عسكرية بجميع أنحاء البلاد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات السورية الحكومية تتحصن في مواقعها لمدة 72 ساعة.

بينما ذكر نشطاء شرقي سوريا أن مقاتلين إيرانيين وأعضاء من ميليشيات حزب الله اللبنانية أخلوا مواقعهم في مدينة البوكمال، القريبة من الحدود مع العراق.

روسيا تدحض الهجوم

الحليف الأهم والاستراتيجي للرئيس السوري؛ موسكو؛ نفت إمكانية قصف الحكومة السورية بالأسلحة الكيميائية، مؤكدة كعادتها عدم استخدامها أو حليفها

وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف رفض الولايات المتحدة ودول أخرى الحديث عن ضرورة القيام بتحقيق نزيه أو النظر بواقعية

بخصوص مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في سورية بانه موقف غير بناء مشددا على أن موسكو لن تتخلى عن جهودها الدبلوماسية لتسوية هذا الأمر.

وقال بيسكوف في تصريح للصحفيين اليوم في موسكو: “إنكم ترون الموقف غير البناء كليا والذي اتخذته بعض البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة التي ترفض بصورة مسبقة النظر في الوقائع لمشاهدة الحقيقة بأم عينها وتمضي بلصق التهم حول استخدام المواد الكيميائية السامة".

وبدوره أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو ستقدم اليوم مشروع قرار لمجلس الأمن بشأن إرسال خبراء إلى دوما للتحقيق في مزاعم استخدام الكيميائي.

فيديو قد يعجبك: