لماذا طالبت السعودية أمريكا بالإبقاء على قواتها في سوريا؟
كتب – محمد مكاوي:
مع دخول الأزمة السورية عامها الثامن، تحول الخطاب الرسمي السعودي المتشدد في رحيل الرئيس السوري بشار الأسد فورًا إلى الاقتناع ببقائه، ومطالبا أيضًا ببقاء القوات الأمريكية على الأراضي السورية رغم رفضها السابق لوجود القوات الروسية والإيرانية والتركية.
فخلال زيارته إلى الولايات المتحدة، استبعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رحيل الأسد عن السلطة، كما دعا إلى أن يحافظ الجيش الأمريكي على تواجده في سوريا على المدى المتوسط.
وقال ولي العهد السعودي في مقابلة مع مجلة "تايم" الأمريكية: "بشار باق"، معربا عن اعتقاده أنه ليس من مصلحة الرئيس السوري "ترك الإيرانيين يفعلون ما يحلو لهم" في سوريا.
وعلى مدى سبع سنوات شددت المملكة السعودية مرارا على ضرورة رحيل الأسد وكذلك القوات الروسية والإيرانية من الأراضي السورية.
واعتبر ولي العهد أنه من الضروري أن يحافظ الجيش الأمريكي على وجوده في سوريا. وأضاف للمجلة الأمريكية: "نعتقد أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم تكن على المدى الطويل".
ورأى أن بقاء القوات الأمريكية على الأرض السورية هو "الجهد الأخير لمنع إيران من الاستمرار في توسيع نفوذها".
"محاولة للإصلاح"
يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، اللواء المتقاعد أنور عشقي، أن موقف المملكة السعودية تجاه الأزمة السورية ثابت ولم يتغير.
ويقول عشقي في اتصال هاتفي مع مصراوي من جدة، الأحد، إن "ما يهم السعودية هو الشعب السوري وكذلك عدم هيمنة أي دولة خارجية على القرار السوري".
ويعتقد عشقي أن تصريح ولي العهد السعودي المرحب ببقاء القوات الأمريكية هو "محاولة لإصلاح الوضع المعقد في سوريا، على أساس ألا تنفرد روسيا أو إيران بسوريا".
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في كلمة في ولاية أوهايو، يوم الخميس، على نحو مفاجئ، قرب انسحاب قوات بلاده من سوريا. وقال "بعد أن قضينا على داعش، فإننا سننسحب قريبا جداً من سوريا، لنترك الآخرين يعتنون بها".
"عداء إيراني"
لكن أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، مصطفى كامل السيد يرى صعوبة في انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، لأن التصريح خرج من الرئيس ترامب وحده دون التشاور مع الكونجرس.
ويقول كامل في اتصال هاتفي مع مصراوي، "أعتقد أن أصدقاء إسرائيل في أمريكا سيضغطون لعدم انسحاب القوات الأمريكية من سوريا حفاظا على أمن إسرائيل".
وأما عن موقف السعودية المرحب بالقوات الأمريكية في سوريا والرافض للقوات الروسية والتركية والإيرانية، يعتقد أستاذ العلوم السياسية أن العداء السعودي تجاه إيران دفع الأمير محمد بن سلمان لإطلاق هذا التصريح.
ويرى كامل السيد أن التصريح السعودي حول بقاء الأسد في السلطة مرهون برحيل القوات الروسية والإيرانية وميليشات حزب الله، وهو "شبه مستحيل تحقيقه".
ودخلت القوات الروسية رسميا الحرب في سوريا في سبتمبر من عام 2015، بعد طلب من الأسد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يعتبره متابعون نقطة مفصلية في الأزمة السورية.
وأعلنت تركيا في عملية عسكرية داخل الأراضي السورية وتحديدا في منطقة "عفرين" شمالي سوريا ضد الأكراد، وهي الخطوة التي رفضتها السعودية وأغلب الدول العربية والغربية.
وخلفت الحرب الدائرة في سوريا منذ مارس 2011، أكثر من 350 ألف قتيل ومئات آلاف الجرحى، فضلا عن ملايين الناحين واللاجئين، وهي الأزمة التي وصفت بالأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
فيديو قد يعجبك: