لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نجا من 7 محاولات للقتل.. فراس "مُراسل الغوطة" إلى العالم

05:08 م الإثنين 05 مارس 2018

فراس العبدالله

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

"نحن بأمان حتى اشعار آخر".. ينطقها فراس العبدالله بصوت مُنهك مع ختام كل فيديو، وراء المنازل المُتهدّمة والدخان المتصاعد يقف الشاب السوري ناقلًا الصورة كما هي دون تزييف، يحرص فراس على نقل ما يحدث في الغوطة الشرقية، منذ أن بدأت الهجمة الأخيرة في 21 فبراير الماضي.

تُفيد تقديرات بأن حوالي 709 مدنيين قتلوا منذ تكثيف القوات الحكومية والقوات الروسية الحليفة لها حملتها على الغوطة الشرقية.

 

 كأنه الرجل الأخير العائش على هذه الأرض يسير فراس في طرقات مدينة دوما، يلفّ حول رقبته الكوفية الحمراء التي تدرأ الدُخان عنه، صمت شديد يُحيط به مع آثار دالة على أن معركة حدثت هنا، يتحدث بالإنجليزية ناقلًا معلومات عن الغارة الأخيرة بالمدينة باختصار، لا يستغرق الفيديو الدقيقة، وأحيانًا يصل إلى ثلاث، اختار فراس أن يكون خطابه مُوجهًا للعالم، منذ صغره كانت اللغة الإنجليزية قريبة منه "والدي خريج كلية الآداب في اللغة الإنجليزية، كما استمعت لدردشته مع أصدقائه الأجانب".

 آمن الشاب أن الإنجليزية هي لغة العالم الأولى، لذا اختار اختصاصه الدراسي فيها "أنا في السنة الثانية بآداب انجليزي بجامعة حلب".

unnamed

هوى فراس التصوير منذ صغره "كان لديّ كاميرا سوني ديجيتال صغيرة"، مع اندلاع الثورة السورية، في 15 مارس 2011، حمل الشاب هاتفه لينقل ما يحدث في الغوطة الشرقية من مظاهرات وأحداث، جاء اختياره لمجال الإعلام "إيمانًا بأهمية السلطة الرابعة في إحداث تغيرات"، كما أنه رغب في وضع بصمته الخاصة في العالم عبر القضية السورية، وليُطور من مهاراته حصل على دبلوم في الصحافة الإلكترونية، من جامعة إيست ويسترن الأمريكية، كذلك تمكّن من شراء كاميرا خاصة به ليستمر بنقل الوقائع على الأرض.

في كل مرة يغطي فيها فراس ما يحدث يُعدّ نفسه جيدًا، يحمل حقيبة ظهره التي "تحوي حاسبي المحمول وفيها عدستي وميكروفون"، ولا غنى له عن دفتر وقلم يُدوّن فيها ما يهمه.

 

كما نقل فراس منظر المباني المُتهدّمة، كان لمنزله نصيب، في الخامس من فبراير الماضي تدمّر بيته، خلال ثلاثة غارات روسية، وبنفس النبرة الحيادية التي ينقل بها الشاب الأخبار كأي اعلامي محترف، يُخبر العالم بما حدث لمنزله الخالي من أفراده "وقتها كنت أجري إحدى المداخلات التليفزيونية عندما جاءت النفاثات الروسية لترمي بجحيم صواريخها على حيّنا وتدمر شارعنا ومنزلنا"، يقول فراس إن السكن قد تعرّض مسبقًا لعدة ضربات "خرجت عائلتي منه قبل يومين فقط، لو كان أحد هناك لما خرج حيًا"، طيلة الفيديو المرصود عن الهجوم على بيت فراس لم يظهر هو، لكنه وجّه الكاميرا إليه بنهاية الفيديو مُبتسمًا، ورافعًا علامة النصر.

كما حدّق الخطر بوجه بيته، كان فراس على موعد مع أكثر من 7 محاولات قنص، فخطر الموت ليس بعيد عنه، عشرات الشظايا من القذائف كانت تسقط على بعد أمتار منه أثناء تغطيته للغارات الجوية. بالنسبة لفراس لم تكن الهجمات الأخيرة هي الأصعب فقط "كل الفترات صعبة لأننا أصلًا في حصار، ونحن نمر بأسوئها"، فالقصف لم يتوقف بعد، كما أن الأسعار المعيشية في تزايد مستمر.

في الهجمات الأخيرة نقلت المواقع العالمية عن فراس المقاطع التي يرصدها، أشهرها المقابر التي لجأ إليها سكان الغوطة، يشعر الشاب أن تغطيته الإعلامية تجد مردودًا إيجابيًا "الكثير كان لديه الشعور بالمساعدة والعجز في نفس الوقت"، كما أن العالم يُصغي له، حيث لمس ما يحرك دولًا؛ كالهجوم بغاز الكلور الأخير على مدينة دوما "كنت أنا الوحيد الذي وثق تلك الحادثة، واستندت معظم الصحف العالمية ذات الجمهور الحكومة على شهادتي".

فيديو قد يعجبك: