لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيكولا ساركوزي: قبطان فرنسا الذي "غرق في بحر القذافي"

07:06 م الخميس 22 مارس 2018

ساركوزي خضع ليومين من الاستجواب بشأن تمويل حملته ا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بي بي سي

منذ عهد الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان ومن يتولى سدة الرئاسة يحصل على فترتين باستثناء الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي كان أول من أخفق في نيل فترة ثانية عام 2012.

ولكن يبدو أن ذلك الاخفاق لم يكن آخر مشاكله بل ربما كان أولها فبعد خسارته أمام الاشتراكي فرانسوا هولاند، فتحت السلطات الفرنسية عام 2013 تحقيقاً في مزاعم مفادها أن حملة ساركوزي استفادت من ملايين اليوروات من أموال غير مشروعة قدمها الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

وقد وجه القضاء الفرنسي في الآونة الأخيرة اتهامات إلى ساركوزي بشأن قضية تمويل ليبي لحملته الانتخابية، وتتعلق التهم التي يحقق بها معه بـ "التمويل غير القانوني لحملته الانتخابية" و"إخفاء أموال عامة ليبية" و"الفساد السلبي".

وقد أفرج عن ساركوزي مساء الأربعاء بعد توقيف احتياطي استمر 26 ساعة وإخضاعه ليومين من الاستجواب بشأن تمويل حملته الانتخابية الرئاسية عام 2007.

وينفي ساركوزي (63 عاما) ارتكابه أي فعل خاطئ في هذه القضية، قائلا إن الليبيين الذين يتهمونه اليوم يريدون الانتقام منه لإصداره قرارا بنشر مقاتلات فرنسية خلال الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي في عام 2011.

كما نسبت له صحيفة لوفيغارو القول إن مزاعم تلقيه أموالا لتمويل حملته الانتخابية من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي جعلت حياته "جحيما".

قبطان في العاصفة

وصف ساركوزي نفسه خلال فترة رئاسته بأنه "قبطان سفينة في قلب العاصفة" لكن ذلك لم يمنع ارتفاع معدلات البطالة إلى أعلى مستوياتها خلال 12 عاما في فترة حكمه، وذلك بالرغم من أنه كان في طليعة من قدموا حلولا أوروبية للأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، وأسهم في تأسيس قمة مجموعة العشرين التي تضم أكبر الدول الاقتصادية في العالم.

غير أن الإصلاحات التي شهدتها فترة حكمه لم تقدم شيئا يذكر لإقناع الناخبين، والتي كان منها رفع سن التقاعد من 60 إلى 62 عاما، وإصلاح شؤون الجامعات، وتعديل النظام الضريبي لتشجيع العمل الإضافي وتشجيع تملك المنازل.

ولم يكن ساركوزي، وهو السياسي المخضرم الذي قاد حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، يشعر بالقلق على ما يبدو من إثارة غضب نشطاء حقوق الإنسان من خلال سياسات الهجرة القاسية التي يتبعها، أو إثارة غضب المجتمع التقليدي داخل فرنسا من خلال حياته الخاصة المليئة بمظاهر الترف.

سياسي مقاتل

وكان لمنصب وزير الداخلية الذي شغله ساركوزي والذي كان يتمتع فيه بقدرات حسم عالية دورا بارزا في صناعة اسمه في عالم السياسة الداخلية في فرنسا.

وأسهم ساركوزي في انقسام الرأي العام الفرنسي بشكل كبير، ليس فقط من خلال تبنيه مواقف متشددة بشأن السياسات المتعلقة بالهجرة، ولكن أيضا عندما تحدث عن أزمة السكن ووصف الشباب الذين يقطنون الضواحي الشعبية في باريس بـ "الرعاع".

وكان هذا التعبير الحاد الذي أطلقه ساركوزي قبل أعمال الشغب التي وقعت عام 2005 له دور في اثارة غضب النقاد الذين وضعوه داخل نفس الإطار الذي وضعوا فيه زعيم اليمين المتشدد آنذاك جان ماري لوبان.

وقام ساركوزي كرئيس للبلاد بالدفع نحو اتخاذ تدابير للحد من الهجرة غير الشرعية، بما في ذلك الترحيل الجماعي للمهاجرين الوافدين من رومانيا، والذي أثار جدلا واسعا في البلاد.

وعلى الساحة الدولية، وصف ساركوزي غالبا على أنه أطلنطي، نسبة إلى حلف شمال الأطلنطي، وذلك رغم أنه كان معارضا للحرب في العراق.

لكن في مارس/آذار عام 2011، كانت فرنسا أول من أرسل طائرات حربية لتنفيذ أعمال ضد قوات الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في ليبيا، والتي قادت التدخل الأجنبي في ليبيا الذي أدى في نهاية المطاف إلى تمكين المقاتلين الليبين من تحقيق النجاح.

واستطاع ساركوزي أيضا أن يحقق وساطة ناجحة عام 2008 لإنهاء الصراع بين روسيا وجورجيا.

وكان أدائه عندما كان يرأس دورة الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر يوصف بأنه آداء حاسم.

وفي تعامله مع الأزمة المالية العالمية عام 2008، تعهد ساركوزي بمعاقبة المضاربين المخالفين، ودافع عن دور الدولة القوي في دعم الاقتصاد.

وساهم كذلك من خلال قيادته لرد الفعل الأوروبي في إنشاء قمة مجموعة العشرين لجمع أكبر الاقتصاديات في العالم، كما أسس لعلاقات عمل وثيقة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وقال نيكولاس دومينيك، أحد كتاب السير الذي كتبوا سيرة ساركوزي، إن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كان له تأثير كبير على ساركوزي.

وأضاف دومينيك في وصفه لساركوزي: "كان ساركوزي ينظر بدقة إلى الطريقة التي تمكن بها بلير من عرض مبادئه السياسية."

بلير

ومثل صديقه البريطاني توني بلير، كان ساركوزي يعمل في مجال المحاماة، وخلافا لغالبية الطبقة الفرنسية الحاكمة، لم يذهب ساركوزي إلى المدرسة الوطنية للإدارة، ولكن تدرب على العمل في المحاماة.

وكان ساركوزي ابن لمهاجر مجري وأم فرنسية من أصل يوناني يهودي، وعمد كاثوليكيا رومانيا ونشأ في باريس.

وبدأ ساركوزي حياته السياسية كعمدة لضاحية نيولي الراقية في باريس من عام 1983 وحتى عام 2002.

ولفت ساركوزي انتباه الجماهير في فرنسا عام 1993 عندما تدخل بنفسه لتحرير أطفال كانوا رهائن لدى شخص مختل عقليا في روضة للأطفال، والذي قتل لاحقا على يد قوات الشرطة.

ورغم أنه كان في البداية مدعوما من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، إلا أن أصبح اليد اليمني فيما بعد لرئيس الوزراء إدوارد بالادور بين عامي 1983 و1995 عندما كان وزيرا للموازنة.

وعندما أعلن ساركوزي عن دعمه لبالادور مرشحا للرئاسة عام 1995، تسبب ذلك في خلاف طويل مع شيراك الذي تمكن ساعتها من الفوز.

ووجه شيراك انتقاده لساركوزي بشكل مباشر في مذكراته ووصفه بأنه "سهل الاستثارة، ومتهور، ولديه ثقة مفرطة، ولا يسمح بالشك، وأقل من كل ما يظنه بنفسه."

الحياة مع كارلا

مر ساركوزي بتجربة الطلاق مرتين قبل زواجه من عارضة الأزياء الشهيرة كارلا بروني، ولديه ابن من زوجته الثانية سيسليا ألبينز، وابنان من زوجته الأولى ماري دومنيك.

وكانت غرامياته مع زوجته كارلا بروني محل اهتمام إعلامي عندما أصبح رئيسا للبلاد عام 2007، وذلك خلافا للتقاليد الرئاسية في فرنسا والتي لا تتدخل في الأمور الشخصية للرؤساء.

وأنجبت كارلا طفلة، وهي جوليا في عام 2011 ولكن ظلت فترة حملها بعيدة عن الأضواء الإعلامية ووسائل الإعلام، وكان ذلك بمثابة عودة واضحة إلى الشكل التقليدي للرئاسة الفرنسية.

وعلى الرغم من الإنجازات التي حققها وهو في منصبه، عانى ساركوزي انخفاضا كبيرا في شعبيته انتهى بخسارته الانتخابات.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: