كيف ستبدو وزارة الخارجية الأمريكية بعد رحيل تيلرسون؟
كتبت - هدى الشيمي:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي الجديد، سيتولى منصبه قريبًا، وهو الآن يبحث عن موظفين مثاليين للانضمام إلى فريقه، يحملون الاراء ووجهات النظر ذاتها التي يحملها هو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعلن ترامب، أمس الثلاثاء، إقالته لوزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون وتعيين بومبيو، مدير مكتب الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) خلفًا له، على أن تكون جينا هاسبل، المديرة الجديدة لمكتب الاستخبارات، وهي أول سيدة تتولى هذا المنصب.
وذكرت الجارديان أن بومبيو وصل إلى منصبه بدعم هائل من الـ(سي آي إيه)، لاسيما وأن كل من عمل معه ينظر إليه على أنه بطل ومدير فعّال، ويؤكدون أنه لديه العديد من المقومات التي تخوله بأن يكون المتحدث باسم ترامب وممثل أمريكا في الأوساط العالمية.
واختلف ترامب وتيلرسون حيال العديد من القضايا الدولية، على رأسها الملف النووي الإيراني، وأزمة دول الخليج ومصر مع قطر، والعقوبات المفروضة على فانزويلا، وطريقة تعامل الرئيس الأمريكي مع العديد من الأمور الداخلية منها أحداث تشارلوتسفيل.
وتتساءل الجارديان عما ستكون عليه السياسية الخارجية الأمريكية بعد تولي بومبيو المنصب، وفيما يلي أبرز توقعاتها:
· إيران:
كان الاتفاق النووي الإيراني أحد الأسباب الرئيسية التي عجّلت برحيل تيلرسون من وزارة الخارجية. وكان الرئيس الأمريكي قد طالب الكونجرس وحلفائه الأوربيين بإصلاح الاتفاق قبل موافقه على التوقيع على أي تنازل آخر بخصوص العقوبات المفروضة على إيران.
إلا أن الدول الست، التي توقع على الاتفاق النووي الإيراني، بما فيهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا، يصرون على أنه لا يمكن التفاوض بشأن خطة العمل المشتركة، والتي تنص على رفع العقوبات عن إيران مقابل الحد من برنامجها النووي. ودخلت الخطة حيز التنفيذ يوم 16 يناير عام 2016.
وكان تيلرسون من مؤيدي خطة العمل المشتركة، إلا أن بومبيو تعامل معها بالطريقة ذاتها التي اتبعها ترامب. وترجح الصحيفة أن يؤدي موقف ترامب وتيلرسون من الاتفاق النووي الإيراني وخطة العمل المشتركة إلى تدمير الجسور المشتركة بين واشنطن وحلفائها الأوربيين.
· كوريا الشمالية
شدد تيلرسون على ضرورة التواصل مع بيونجيانج، إلا أن البيت الأبيض قوّض جهوده في هذا الشأن، ورفض ترامب الجلوس على طاولة المفاوضات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، حتى أعلن قبول دعوة كوريا الشمالية لعقد قمة، في مايو المُقبل.
وبحسب الجارديان، فإن آراء بومبيو المتشددة إزاء كوريا الشمالية، وتأكيده على ضرورة تغيير النظام الكوري الشمالي الحاكم قد يخلق حاجزًا بين البلدين، ويعرقل الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة.
وتقول الصحيفة إن بومبيو إذا ساعد ترامب على القضاء على خطة العمل المشتركة مع إيران، فإن بيونجيانج لن تثق أبدا في الجانب الأمريكي، ولن تُقبل على إبرام صفقة مع الولايات المتحدة.
· روسيا
خلال الحملة الانتخابية عام 2016، علق بومبيو، والذي كان عضوًا في الكونجرس عن الحزب الجمهوري، على رسائل البريد الإلكتروني المسروقة الخاصة بالحزب الديمقراطي التي نشرها موقع ويكليكس. وبعد توليه رئاسة مركز الاستخبارات المركزية، قال إن اختراق البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي كان جزءًا من حملة روسية لتشويش على نتائج الانتخابات، وشدد على ضرورة تصدي أمريكا لما تفعله روسيا في سوريا وأوكرانيا.
ولكن بعد توليه وزارة الخارجية، تقول المجلة إنه يتعين عليه الاختيار ما بين التصدي لما تفعله روسيا في الدول الأجنبية، وعلاقته بترامب.
فيديو قد يعجبك: