لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المسؤولون يسعون إلى كشف المستور فى فضيحة لقاح حمى الضنك بالفلبين

03:32 م السبت 24 فبراير 2018

حمى الضنك

مانيلا (د ب أ)

أحس روبرتو ميلانيس بقشعريرة، وهو يشاهد طبيبا على شاشة التلفاز يدعو إلى التحلي بالهدوء، على خلفية تقارير تفيد بأن أول لقاح لحمى الضنك أو "الدنج" في العالم قد يكون له صلة بوفاة ثلاثة أطفال في الفلبين.

ويقول ميلانيس، وهو كهربائي، 49 عاما، إن ابنته، 12 عاما، تلقت جرعتين من لقاح حمى الضنك "دينجفاكسيا" ضمن برنامج التطعيم في مدرستها العام الماضي.

ويعد لقاح"دينجفاكسيا" أول لقاح فى العالم ضد حمى الضنك، الذي يصيب 390 مليون شخص على مستوى العالم سنويا.

ويضيف ميلانيس:"إن اكتشاف أن الأطفال يلقون حتفهم بعد تحصينهم بلقاح "دنجفاكسيا" يبدو كما لو أنه كابوس..إنني قلق حقا على ابنتي، لقد كانت مريضة مؤخرا".

ويستطرد ميلانيس قائلا، إن ابنته أصيبت بعدة نوبات من الحمى وآلام شديدة في المعدة واضطراب في الجسم منذ تطعيمها باللقاح.

ويشعر الآباء في شتى أنحاء البلاد بالقلق إزاء صحة أطفالهم، فيما تحقق السلطات في سلامة لقاح "دنجفاكسيا"، الذي طرحته شركة الأدوية الفرنسية "سانوفي باستور".

وأثارت هذه الموجة من الجدل أيضا شكوكا في برامج الحكومة الأخرى للتطعيم، حيث رفض الآباء والأمهات المذعورون تطعيم أطفالهم ضد أمراض مثل الحصبة.

وأعرب بعض خبراء الصحة عن أسفهم لأن الفلبين أصبحت "خنزيرا غينيا" ، بالنسبة لشركة "سانوفي" التي قامت بالتسويق للقاح "دينجفاكسيا" على الرغم من المخاوف بشأن سلامته وفعاليته.

ويقول أنتوني ليتشون، وهو طبيب قلب، ومن المدافعين عن الصحة الذين عارضوا استخدام "دنجفاكسيا": "أصبح أطفالنا فئران تجارب لهذا اللقاح".

وكانت الفلبين أول دولة في العالم تستخدم "دنجفاكسيا" للتطعيم الشامل، من بين 11 بلدا فقط، وافقت على بيعه وتوزيعه واستخدامه منذ عام 2015.

وتم تطعيم أكثر من 830 ألف طفل فلبيني، تبلغ أعمارهم 9 سنوات فما فوق، باللقاح على ثلاث جرعات، اعتبارا من نيسان/ أبريل 2016 إلى كانون أول/ ديسمبر من العام الماضي، عندما تم تعليق برنامج التطعيم.

وأوقفت الحكومة بيع وتوزيع اللقاح بعد أن كشفت "سانوفي" في 29 تشرين ثان/ نوفمبر الماضي أن بيانات جديدة، أظهرت أن الأطفال الذين لم يصابوا من قبل بحمى الضنك، قد يكونون عرضة للإصابة بسلالة أكبر خطورة، إذا تم تطعيمهم بـ "دنجفاكسيا".

ومنذ ذلك الحين، فحص مكتب النائب العام الفلبينى ما لا يقل عن 15 حالة من حالات الأطفال الذين لقوا حتفهم بعد تطعيمهم بـ "دنجفاكسيا"، بدءا من "أنجيليكا بيستيلوس" التي تبلغ من العمر 10 سنوات، والتي لقيت حتفها في كانون أول / ديسمبر الماضي.

ولم يكن لدى "بيستيلوس" أي تاريخ من الإصابة بحمى الضنك، ولكنها كانت تعاني من مرض الذئبة، والذي قد يمنعها من التطعيم باللقاح، وفقا لما ذكره إروين إرفى، خبير الطب الشرعى التابع لمكتب النائب العام الفلبينى.

وقد رفع مكتب النائب العام الفلبينى دعوى مدنية تطالب بنحو 80 ألف دولار لوفاة بيستيلوس ضد شركة "سانوفي" ومسؤولين حكوميين سابقين بمن فيهم الرئيس السابق "بينينو أكينو".

ويحقق المسؤولون الفلبينيون في مخالفات محتملة في تسجيل وشراء "دنجفاكسيا" خلال حكم "أكينو".

ويتساءل "ليتشون"، المدير الطبي السابق بشركة الأدوية الأمريكية "فايزر" عن سبب التسرع في الموافقة على "دنجفاكسيا" واستخدامه للتطعيم الشامل.

ويقول ليتشون: " منذ أن تم تسجيله في الفلبين، استغرق الأمر أربعة أشهر فقط قبل أن يستخدم (دنجفاكسيا) في التطعيم الشامل".

ويصاب بمرض حمى الضنك سنويا، نحو 200 ألف شخص في الفلبين، معظمهم من الأطفال ، حيث تفيد منظمة الصحة العالمية بأن البلاد تعد من الدول الأعلى في معدل الوفيات بسبب ذلك المرض فى جنوب شرق آسيا.

وخلال الفترة من كانون ثان/ يناير إلى تشرين ثان/ نوفمبر من العام الماضي، تم الإبلاغ عن 657 حالة وفاة في أنحاء البلاد.

ونفت شركة "سانوفي" الادعاءات بحدوث مخالفات فى تسجيل اللقاح وشرائه فى الفلبين، وتعهدت بالتعاون مع السلطات للتحقيق فى الحالات المشتبه فيها.

وقال "توماس تريومف" رئيس فرع الشركة بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في تحقيق لمجلس الشيوخ، إن الشركة مستعدة لتحمل النفقات وتعويض الضحايا إذا تبين أن "دنجفاكسيا" هو سبب وفاتهم.

وقال وزير الصحة فرانسيسو دوكي، إن برامج تطعيم حكومية أخرى، عانت بسبب "دنجفاكسيا".

وأضاف دوكي في تحقيق أجراه مجلس الشيوخ ، إنه في إحدى المناطق، انخفض معدل التطعيم من 87 في المائة إلى 57 في المائة.

وأردف قائلا:" نحن نرى الآن آثارا خطيرة للغاية [للفضيحة]، وأعتقد أنه يتم تغذيتها دون داع بسبب الهستيريا التي يبدو أنها تأتي من بعض الدوائر".

وقالت لجنة التحقيق التي شكلتها وزارة الصحة إنه في 3 حالات على الأقل من بين الـ 14 حالة وفاة التي تم فحصها، وجد أن هناك "صلة عرضية" مع "دنجفاكسيا". وأشارت اللجنة إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة للتأكد من وجود صلة.

وتقول الدكتورة جولييت سيو أجويلار، طبيبة الأطفال التي ترأس لجنة التحقيق: "نريد إجراء المزيد من الدراسات حتى نعرف ما حدث فعلا...أعتقد أن العالم كله ينظر إلينا".

وبالنسبة لأولياء الأمور مثل ميلانيس، يجب أن يتحمل المسؤولية شخص ما: "من هو المسؤول عما سيحدث لأطفالنا؟"

ويوافق "ليتشون" على أن الحكومة بحاجة إلى اتخاذ إجراءات ضد شركة "سانوفي" والمسؤولين.

ويستطرد قائلا :" لا يمكن استعادة الثقة، إلا إذا كانت هناك عدالة ناجزة، مع كشف النقاب عن الحقيقة وتعويض الضحايا، ويجب أن تكون هناك مساءلة كاملة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان