لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد قرار القدس.. ضربات أمريكية متواصلة لفلسطين وعباس متمسك بـ"السلام"

08:14 م الجمعة 23 فبراير 2018

الرئيس الفلسطيني والرئيس الامريكي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

تتواصل الضربات الأمريكية نحو الشعب الفلسطيني واحدة تلو الأخرى منذ إعلان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب مدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل.

فبعد القرار المثير للغضب، أعلنت واشنطن منع ملايين الدولارات عن منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وصرح نائب الرئيس مايك بنس بأنه لا يمكن أن يتخيل القدس عاصمة لإسرائيل دون أن تضم حائط البراق أو كما يطلق عليه الحائط الغربي.

تضاربت التصريحات الأمريكية بشأن موعد نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، فتارة يقولون إنها ستحتاج إلى عامين على الأقل لدراسة المكان والتأمين، ومرة أخرى يقولون إن الأمور قد تستغرق ثلاث سنوات، حتى خرجت وسائل إعلام عبرية لتعلن أن الولايات المتحدة ستعلن نقل السفارة إلى المدينة المحتلة في 14 مايو المقبل تزامنًا مع الذكرى السبعين لإعلان قيام إسرائيل.

وأكدت وكالتا رويترز وأسوشيتد برس عن مسئولين أمريكيين الخبر المتداول، وأشارت التقارير إلى أن موقع السفارة سيكون في ضاحية أرنونا بالقرب من فندق دبلومات الشهير في القدس.

وفي أول رد فعل فلسطيني، قال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة، اليوم الجمعة، إن أي خطوة أحادية الجانب لن تعطي شرعية لأحد وذلك تعليقًا على قرار نقل واشنطن لسفارتها في تل أبيب إلى القدس في مايو المقبل وتزامنًا مع النكبة الفلسطينية.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن الخطوات أحادية الجانب لا تساهم في تحقيق السلام. وتابع أن خطاب الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن الدولي قبل ايّام "المستند على الشرعية الدولية، هو مفتاح السلام الجدي والوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم".

وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة ستعلن نقل السفارة إلى المدينة المحتلة في 14 مايو المقبل تزامنًا مع الذكرى السبعين لإعلان قيام إسرائيل.

يأتي الإعلان عبر مسئولين بالبيت الأبيض عقب أيام من إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن خطة سلام جديدة بالمنطقة لا تعتمد على واشنطن فقط كوسيط، ومؤكدًا خلاله أن أزمة القدس واللاجئين لن يكون هناك مفاوضات إلا بحلها وإعلان قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وكان أستاذ العلوم السياسية بجامع القدس، أيمن الرقيب، صرح بأن الخطوة الأمريكية تعد مواصلة لخطواتها نحو شطب قضية القدس، مشيرًا في تصريحات لمصراوي أن الاعتماد على الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ليس أهم حاليًا من تنسيق الجبهة الداخلية وإنهاء الانقسام.

ويرى الرقيب أن موعد إعلان الإعلام العبري والغربي عن موعد نقل السفارة بعد كلمة عباس هو إثبات أن الأمريكيين جادون في إعلان العداء المتواصل. كما أشار إلى أن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي حتى الآن لم يعد مجديًا وسط كل ما يحدث، داعيًا إلى وقف كل التواصل مع الاحتلال.

وأضاف الرقيب أن واشنطن مصرة على إكمال ما قرر ته بشطب ملفي القدس واللاجئين. والإعلان عن هذا القرار بالتزامن مع نكبة فلسطين يعد تعديًا لكل الخطوط الحمراء ويجب أن تكون المواقف الفلسطينية العربية أكثر جدية.

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الماضي اعتراف واشنطن بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي أثار حفيظة الدول العربية والإسلامية وتظاهر مواطنون في شوارع عواصم على رأسها مصر والأردن وتونس وتركيا. كما تشهد المدن الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة مظاهرات حتى اليوم منذ القرار.

وواجه الاحتلال الإسرائيلي المظاهرات الفلسطينية بعنف شديد أسفر عن استشهاد العشرات وكان أبرزهم الشهيد القعيد في قطاع غزة إبراهيم أبو ثريا. كما اعتقلت قوات الاحتلال المئات.

دعا الرئيس عباس إلى جلسة عاجلة في مجلس الأمن وأدان أعضائه بالكامل عدا الولايات المتحدة القرار الأمريكي، واستخدمت مندوبة واشنطن نيكي هايلي حق الفيتو للاعتراض على الإدانة وهاجمت المنظمة الأممية وقالت إن الولايات المتحدة أكبر المانحين للأمم المتحدة ولن تقبل أن يتم معاملة إسرائيل بشكل سيئ في مقرها.

وواصلت هايلي ومعها السفير الإسرائيلي بالمنظمة داني دانون في الدفاع عن القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس، وفي جلسة عامة للأمم المتحدة أعلنت دول العالم بأغلبية ساحقة رفض القرار الأمريكي وطالبت بالالتزام بالشرعية والقرارات الدولية التي تعتبر القدس الشرقية محتلة من الجانب الإسرائيلي ولا يجم حسم أمرها إلا بعد التوصل لاتفاق سلام بين الطرفين.

لم تبالِ أمريكا وأعلن الرئيس دونالد ترامب بعدها أن بلاده لن تدفع الأموال لدول لا تقف بجوار واشنطن في الأمم المتحدة، وقطع أكثر من نصف المساعدات التي كانت تمنحها إدارته إلى منظمة الأونروا التي تعمل على أزمة اللاجئين الفلسطينيين، وعلق 65 مليون دولار من أصل 125 مليونًا.

يرى أيمن الرقيب، أن الولايات المتحدة أعلنت عن موقفها بوضوح وماضية في التصرف بناء على ذلك، وقال إن "الأهم حاليًا من الذهاب لمجلس الأمن والأمم المتحدة هو السعي نحو توحيد الجبهة الداخلية، وقال الرقيب أن ذلك "أفضل من مضيعة الوقت في الحصول على قرارات من مجلس الأمن".

وأضاف أيمن الرقيب: "ندرك أن الاحتلال متواجد لكن الخطير هو أن تعترف أمريكا بالقدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال. نقل السفارة أمر وارد بأي وقت بعد قرارهم فواشنطن حسمت أمرها والتردد الفلسطيني والعربي ساهم في ذلك.

وتابع أنه على سبيل المثال أعلن ملياردير إسرائيلي أنه مستعد ليدفع تكاليف السفارة بأكملها، في حين لم يدفع العرب ما يكفي لدعم صندوق الشعب الفلسطيني.

فيديو قد يعجبك: