لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سجال في إسرائيل بشأن خطط ترحيل 40 ألف لاجئ

03:59 م الإثنين 19 فبراير 2018

اللاجئون الأفارقة في إسرائيل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تل أبيب - (د ب أ):

الأمر واضح بالنسبة للاجئ الإريتري تِكليت ميشائيل، إنه يدرك أنه لن يرحل من إسرائيل قبل أن يدخل السجن "وعندما أضطر للبقاء في السجن سيضطرون لإطعامي، ليس هذا أمرا سيئا"، حسبما رأى الإريتري البالغ من العمر 29 عاما، صاحب الهامة الطويلة والشعر الهائج، أثناء جلوسه في غرفة للشؤون الاجتماعية في تل أبيب، مضيفا: "خطتي هي البقاء وعدم الذهاب إلى أوغندا أو رواندا".

ليس ميشائيل سوى واحد من بين ما يصل إلى 40 ألف مهاجر أفريقي تهددهم الحكومة الإسرائيلية بالسجن اعتبارا من نيسان/أبريل المقبل أو بالترحيل إلى بلد أفريقي آخر. وفقا لتقارير إعلامية فإن الحكومة الإسرائيلية أبرمت اتفاقات مع أوغندا و رواندا بشأن هؤلاء اللاجئين.

معظم هؤلاء اللاجئين من اريتريا، في حين ينحدر الباقي من السودان بشكل خاص.

ولكن إسرائيل لا ترحل اللاجئين إلى هذين البلدين.

قدم تِكليت ميشائيل إلى إسرائيل عام 2007 بعد أن هرب من التجنيد الدائم في بلاده وهو التجنيد الذي شبهته الأمم المتحدة بالـ "استعباد".

عمل الشاب الإيريتري في إسرائيل في النظافة ثم أصبح طباخا، يدفع الضرائب ويستأجر منزلا حسب روايته.

غير أن الحكومة الإسرائيلية لم تسمح للإريتريين بالتقدم بطلب الحصول على اللجوء سوى عام 2013، ولم يتلق الشاب ميشائيل ردا حتى الآن "لذلك فأنا معلق في الهواء".

يضطر الشاب الإريتري للتقدم كل شهر بطلب للحصول على تأشيرة عمل جديدة، ولم يحصل على مساعدات من الدولة.

تطالب هيئة شؤون الهجرة والسكان في إسرائيل الـ "متسللين" القادمين من السودان وإريتريا بمغادرة البلاد طواعية.

وقالت الهيئة على موقعها الإلكتروني إن من يغادر البلاد بحلول أواخر مارس المقبل سيحصل على ما يعادل نحو 2800 يورو إضافة إلى بطاقة السفر وإن السلطات ستتعامل مع الأفارقة المتخلفين بعد انتهاء هذه المهلة.

توزع الهيئة منذ مطلع فبراير الجاري إفادات بالترحيل على كل من يريد تمديد إقامته من الرجال غير المتزوجين والرجال الذين ليس لهم أبناء.

كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حسابه على موقع فيسبوك مطلع يناير الماضي يقول: "وافقت الحكومة اليوم على خطة عمل تسمح بتخيير أي مهاجر غير شرعي بين شيئين، إما تذكرة الطائرة أو السجن".

غير أن كلا من أوغندا ورواندا أعلنتا بالفعل أنهما لن تقبلا لاجئين إلا إذا قدموا إليها طواعية حيث كتب وزير الدولة في الخارجية الرواندية، أوليفر ندوهونجيريه، على صفحته بموقع تويتر: "لن تقبل رواندا أبدا لاجئا أفريقيا يتم ترحيله رغما عنه".

وفقا لنتنياهو فإن نحو 60 ألف مهاجر قدموا من أفريقيا لإسرائيل قبل بناء سور على الحدود مع مصر.

وقال نتنياهو إنه تم ترحيل 20 ألف مهاجر من هؤلاء.

وتعتبر إسرائيل هؤلاء الأفارقة مهاجرين غير شرعيين ولا توافق على قبول طلبات لجوئهم سوى في أندر الحالات.

وكانت قد هددت إسرائيل هؤلاء المهاجرين بالسجن عام 2015 بالفعل إذا لم يغادروا إسرائيل.

كما ترحل إسرائيل المهاجرين الذين يعيشون بمفردهم إلى معسكر حولوت في صحراء النقب، وهو معسكر يحوم حوله الجدل.

وفي عام 2017 قررت أعلى محكمة في إسرائيل أنه ليس من حق إسرائيل أن توقف مهاجرين في هذا المعسكر إلى أمد غير معلوم لمجرد أنهم لا يريدون مغادرة إسرائيل.

وطلب من الشاب الإريتري تكليت ميشائيل أكثر من مرة حسب قوله أن يسجل نفسه في معسكر حولوت.

وقال الشاب إنه استطاع تجنب العيش في هذا المعسكر لأسباب صحية.

وتعتزم إسرائيل إغلاق هذا المعسكر في إطار خطط الترحيل.

ومن ناحية أخرى وصفت درور سادوت، المتحدثة باسم الخط الساخن لمساعدة اللاجئين والمهاجرين في إسرائيل، كلا من أوغندا ورواندا بأنهما غير آمنين للمرحلين مشيرة في ذلك لتقارير معنيين وقالت إن بعض هؤلاء حاول السفر من هناك إلى أوروبا.

تقول سادوت إن بلادها "تستطيع بالطبع إيواء 40 ألف إنسان، فهذا العدد أقل من 5ر0% من المجتمع".

ولكن هناك أصوات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل تخشى على الطابع اليهودي للدولة خاصة في ضوء حقيقة أن معظم الإريتريين مسيحيون والسودانيين مسلمون.

عن ذلك يقول وزير الداخلية الإسرائيلي أري ديري: "إن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين مسؤولية يهودية".

ولكن كانت هناك في الأسابيع الماضية معارضة ضد خطط الحكومة في إسرائيل حيث ناشد ناجون من الهولوكوست الحكومة الإسرائيلية أن تبدي وجها إنسانية تجاه هؤلاء المهاجرين في ضوء تاريخ الشعب اليهودي. وأوضح حاخامات إسرائيليون أنهم يعتزمون إخفاء لاجئين على غرار ما فعلت الفتاة اليهودية آن فرانك في الحقبة النازية.

و وبخت تامار ساندبرج من حزب ميرتس اليساري حكومة بنيامين نتنياهو قائلة: "أنتم أصدقاء للنازيين".

كان تكلت ميشائيل يحلم بمستقبل كعداء في إريتريا عندما استدعاه الجيش لأداء الخدمة العسكرية، كان الشاب الإريتري قادرا على خوض سباق 400 متر إلى 10 كيلومتر وقال "ولكن حياتي تغيرت بشكل تام، من لاعب قوي له أحلام إلى جندي يؤدي الخدمة الإجبارية".

أضاف الشاب: "غادرت بلادي بعد أن رأيت أنه لا توجد لي فرصة للعيش فيها".

ولا يعتزم الشاب البالغ من العمر 29 عاما البدء مرة أخرى من حيث انطلق.

فيديو قد يعجبك: