العالم في 2019: هل تدوم الرومانسية بين الكوريتين؟
كتبت – إيمان محمود
في ضوء سلسلة من التوقعات الاقتصادية والاستراتيجية لمجلة "إيكونوميست" البريطانية في العام المقبل؛ 2019، تحدثت المجلة عن مُستقبل الصراع النووي الأكبر في العالم مع كوريا الشمالية؛ قائلة إن التطورات الإيجابية بينها وبين الولايات المتحدة ستستمر خلال العام المُقبل "وقد تكون هناك جائزة نوبل لزعيمي البلدين، مع صانع المباراة بين الصديقين؛ الرئيس الكوريا الجنوبي مون جيه إن".
وقالت المجلة البريطانية مُتعجبة "هل يمكن أن يكون الأمر حقيقيًا بعد مرور عام فقط على قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، بجذب البلدين إلى الصراع مع تفكير حول مَن لديه الزرّ النووي الأكبر؟".
توقعت المجلة أن يستمر كيم في 2019 في تعليق التجارب النووية والصاروخية، وسوف يصبح أول زعيم كوري شمالي يتوجه إلى العاصمة الكورية الجنوبية؛ سيول، بعد ثلاث قمم مع مون في العام 2018.
وخلال تلك الاجتماعات؛ ألقى مون خطابًا مفتوحًا أمام 150 ألف كوري شمالي، في مايو الماضي، الحدث الذي كان بمثابة تطور غير عادي للدولة المُغلقة، لكن هذا المشهد لم يكن مُثيرًا كمشهد اجتماع الزعيمين الأمريكي والكوري الشمالي، في سنغافورة، بحسب ما قالته المجلة.
تلك اللقاءات ولّدت إعلانًا مشتركًا؛ وعد فيه كيم بتفكيك ترسانته النووية مقابل ضمانات أمنية وعلاقات سلمية مع أمريكا، توقعت المجلة أن يستمر ثناء ترامب على إخلاص كيم وبريقه العام، في أوائل عام 2019.
أما كوريا الشمالية، فتقول المجلة إن تشككها سيبقيها مُصرّة على أن الاتفاق لا يستحق الوثيقة المكتوبة عليه، وسيرى البعض أن كيم لن يتخلى أبدًا عن أسلحته النووية، وأن ترامب وُضعت الغمامة على عينيه. "لن يتخلى ترامب وكيم ومون عن هذه الدبلوماسية غير الاعتيادية المرتّبة من الأعلى إلى الأسفل والتي ربطت مصير الرجال الثلاثة معًا في الوقت الراهن على الأقل"، بحسب المجلة.
وتُعتبر هذه القمة خطوة تاريخية في تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، إذ أن ترامب يُعد أول رئيس أمريكي في منصبه يلتقي بزعيم كوري شمالي في تاريخ البلدين، وقام ترامب وكيم بتوقيع وثيقة مشتركة وصفها الرئيس الأمريكي بـ"الشاملة".
ترى المجلة أن ذلك الثلاثي –كيم وترامب ومون- هو ما يجعل هذه المحاولة الانفرادية في شبه الجزيرة الكورية مختلفة جدا، ومن المؤكد أن الآثار الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية، إذا ما سارت الأمور على ما يرام، ستكون مُذهلة، إذ وصفت المجلة الزعماء الثلاثة بأنهم مُختلفون بشكل كبير عن أسلافهم.
وكان للرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن دورًا كبيرًا في انعقاد القمة بين ترامب وكيم، وقال مون جاي إن، صباح اليوم الثلاثاء، أنه يأمل أن تكون هذه المحادثات بداية لفصل جديد في العلاقات بين واشنطن وبيونج يانج.
وأوضحت المجلة أن كيم على سبيل المثال، يعتقد أن العُزلة الاقتصادية والقتال لا يحققان الأمن لنظامه، أما مون فهو رجل تقدمي تولى النصب بعد الإدارات اليمينية الفاسدة، فيما يمتلك ترامب شعورًا متناميًا بأنه قادر على صُنع التاريخ وتحقيق إنجازًا بأن يكون هو صاحب الفضل في إنهاء أخطر تهديد نووي في العالم.
وفي عام 2019؛ تتوقع المجلة أن يبدأ عرض الواقع لفترة من الوقت، حيث يجتمع كيم وزوجته مع ترامب وزوجته، وقد تُعقد قمة ثالثة، يستعرضون فيها بعض أشكال "إعلان السلام" الذي يدعو إلى نهاية رسمية للحرب الكورية.
ودخلت كوريا الشمالية في اتفاقات مع قوى إقليمية في عام 1994 وعام 2005 بهدف تفكيك برنامجها النووي مقابل مزايا اقتصادية ومكافآت دبلوماسية، لكن هذه الاتفاقات انهارت بعدما واصلت بيونج يانج سرًا السعي لصنع أسلحة دمار شامل.
فيديو قد يعجبك: