الجارديان : ترامب سيواجه الحساب في 2019 لكنه لن يمضي بهدوء
(بي بي سي):
كرست صحيفتا الفايننشال تايمز والجارديان مقاليهما الافتتاحيين لمناقشة مستقبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد انقضاء عامين من ولايته الرئاسية.
وتنطلق افتتاحية الفايننشال تايمز من مقارنة فترة رئاسة ترامب بمباراة لكرة القدم بشوطين، قائلة إن ترامب حاول في الشوط الأول منها أن يترك بصمته في واشنطن ويُفعّل ما وعد به في حملته الانتخابية، لكن إعادة الانتخاب باتت هدفه الأساسي في الشوط الثاني.
وترى الصحيفة أن فترة رئاسة ترامب كانت مشهد فرجة صارخا قد يقود بسهولة إلى سحب الثقة منه في الأشهر المقبلة، أو استقالته مقابل ضمان الحصانة من الملاحقة القضائية، بدلا من إعادة انتخابه في عام 2020.
وتوضح الصحيفة أن أمريكا تعيش حالة مخاض يكتنفها الكثير من الشك واللايقين بشأن تصور المستقبل مع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب واقتراب تحقيق مولر في التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية من نهايته، ما يجعل ما تبقى من سنوات ترامب عرضة للتبخر.
وتشير الصحيفة إلى أن نقطة التحول الأكبر كانت ما تسميه "الموجة الزرقاء" للديمقراطيين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ لم يستطع ترامب أن يمنع هزيمة الجمهوريين في مجلس النواب، وألقى باللائمة على الجميع إلا نفسه، وقد قللت هذه الهزيمة بشدة من قدرته على ترهيب الأصدقاء والخصوم كذلك.
وترى الصحيفة أن خشية الجمهوريين من الهزيمة في عام 2020 جعلتهم يبدأون في الوقوف بطريق ترامب بطريقة حادة لم تشهدها السنتان الأوليتان من رئاسته، إذ انتقدوا قراره الأسبوع الماضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا وتخفيض الوجود الأمريكي في أفغانستان.
وجاءت استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي تصفه الصحيفة بأنه إحدى الشخصيات القليلة في الإدارة الأمريكية التي تحظى بثقة حلفاء الولايات المتحدة، في هذا السياق. كما تخلوا ايضا عن دعم القتال من أجل ضمان تمويل الجدار الذي اقترح ترامب بناءه على الحدود مع المكسيك.
وتضيف أن أكبر التحديات التي ستواجه ترامب يتمثل في توجه الديمقراطيين لمنح سلطات كبيرة لرئاسات اللجان البرلمانية، وهذا ما سيسمح لها بإصدار مذكرات استدعاء، وبضمنها ما يتعلق بسجل ترامب الضريبي، وإعطاء الحصانة للشهود وتنظيم جلسات استماع في قضايا الفساد بشكل علني، فهم بحسب تعبير الصحيفة يعتزمون استخدام سلطاتهم إلى أقصاها.
ويضاف الى ذلك أن تحقيق مولر قد اقترب من هدفه، بحسب الصحيفة، التي تقول إنه يبدو أن مولر يستعد لإصدار لائحة اتهام قد تطال نجل الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنر.
وتخلص الصحيفة إلى المقارنة بين وضع ترامب ووضع الرئيس ريتشارد نيكسون الذي تقدم باستقالته في أعقاب فضيحة ووترغيت، لكنها تستدرك بالقول إن ترامب ليس من النوع الذي يمضي بهدوء.
وفي السياق ذاته تضع صحيفة الغارديان عنوانا لافتتاحيتها يقول إن "ترامب سيواجه الحساب في عام 2019، وليس من طبعه أن يمضي بهدوء".
وترى الصحيفة أن عامين من رئاسة ترامب قد أحدثا هزة كبيرة في النظام الأمريكي، بيد أنه سرعان ما سيقنع الكثيرون أنفسهم بأن هذا النظام سيجد السبل للالتفاف على الخطر الذي يمثله ترامب عليه.
وتوضح أن ثمة الكثير من الحديث عن أن الإدارة ستسعى إلى حماية القيم والمصالح والتحالفات الأمريكية من المتطفل عليها، بحسب تعبير الصحيفة، كما أن وول ستريت والأسواق المالية ستتخذ مدخلا مشابها لضمان عدم السماح للرئيس باتخاذ سياسات تؤثر على أسعار الأسهم وأرباح الشركات.
وتوضح الصحيفة أنه بعد الانسحابات من إدارة ترامب التي كان آخرها وزير الدفاع ماتيس، بات من الواضح أن الأسواق المالية قد أخطأت في تعاملها مع ترامب، إذ هاجم البيت الأبيض لأيام البنك المركزي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وعندما انخفضت مؤشرات الأسواق المالية سارع البيت الأبيض إلى تطمينها بأن جيروم باول، محافظ البنك الفيدرالي الأمريكي، باق في منصبه.
وقد تعافت الأسواق في وول ستريت بنحو ألف نقطة الأربعاء بعد انخفاض 600 نقطة إضافية في مؤشر داو جونز عشية أعياد الميلاد.
بيد أن مؤشر داو جونز ما زال منخفضا بأكثر من ثلاثة آلاف نقطة خلال هذا الشهر وسط تواصل الاضطراب في الأسواق.
وتخلص الصحيفة إلى أن ترامب يواجه الآن الذروة في تحقيق مولر، وبدءا من الأسبوع المقبل سيواجه هيمنة الديمقراطيين على مجلس النواب، ويمكن لهذين العاملين وضع الرئيس تحت ضغط قانوني وسياسي.
ترامب والتجسس الصيني
وتنشر صحيفة التايمز تقريرا لمراسلها في واشنطن يقول إن الرئيس ترامب يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية يمنع بموجبها أكبر شركتي اتصال صينيتين من العمل في الولايات المتحدة إثر مزاعم قيامهما بأعمال تجسسية في أمريكا.
وتقول الصحيفة إن أمرا رئاسيا تنفيذيا قد أُعد في هذا الصدد وإذا وقعه ترامب مع مطلع العام الجديد سيحظر عمل شركتي هواوي و زد تي إي في الولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك قلقا متزايدا في الغرب من استخدام بكين للشركتين للتجسس على الدول الأجنبية، وتنقل عن وزير الدفاع البريطاني، غافين ويليامسون، قوله إن ثمة "مخاوف عميقة جدا" بشأن اشتراك شركة هواوي في مشروعات الجيل الخامس من الشبكات الاتصالية (جي 5) في بريطانيا.
وتضيف إن الأمر الرئاسي الأمريكي ظل قيد الدراسة لأشهر مع تصاعد النقاش في شبكة العيون الخمس الاستخبارية (التي تضم الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا ونيوزيلندا وأستراليا) بشأن كيفية التعامل مع أعمال التجسس الصينية، وقد منعت أستراليا ونيوزيلندا الشركة الصينية من المشاركة في مشروعات الجيل الخامس من الشبكات الاتصالية فيهما، كما حظرت الولايات المتحدة التعاقد مع الشركتين الصينيتين في المشاريع الحكومية.
"تنظيف البيت السعودي"
وتناول أكثر من صحيفة في تغطياته الإخبارية التغييرات الوزارية التي أعلنت عنها السلطات السعودية، ووضعت الفايننشال تايمز تغطيتها في صدر صفحتها الأولى مع صورة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وهو يهمس بإذن والده الملك سلمان بن عبد العزيز في مؤتمر عقد في السعودية الشهر الماضي.
وتقول الصحيفة إنه يُنظر إلى هذه التغييرات بوصفها "تنظيفا للبيت" يقوم به الملك، وقد جلبت، مساعد العيبان، مستشارا للأمن الوطني وإبراهيم العساف وزيرا للخارجية.
وتضيف أن ولي العهد قد احتفظ بسلطاته الواسعة على الرغم من الضغوطات الكبيرة التي تعرض لها منذ حادث مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتضع صحيفة التايمز عنوانا لتقريرها الذي كتبته مراسلتها في اسطنبول في هذا الشأن "الملك السعودي يكبح جماح الأمير لإصلاح الأضرار الناجمة عن (مقتل) خاشقجي".
ويقول التقرير إن الملك سلمان قد أقال أحد أقرب المستشارين لولي العهد وأعاد أعضاء من الحرس القديم إلى مجلس الوزراء في أول تعديل وزاري منذ مقتل خاشقجي.
ويضيف أن هذا التعديل قد فُسر على أنه محاولة من العاهل السعودي البالغ من العمر 82 عاما لإعادة تأهيل بلاده في المشهد السياسي العالمي وتحديد سلطة إبنه الأكبر البالغ من العمر 33 عاما.
"إعادة تأهيل الأسد"
وتنشر صحيفة ديلي تلغراف تقريرا كتبه مراسل شؤون الشرق الأوسط فيها، راف سانشيز، عن إعادة افتتاح دولة الإمارات لسفارتها في سوريا.
ويرى سانشيز أن إعادة افتتاح السفارة الإماراتية خطوة نحو الترحيب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، التي علقت عضويتها في عام 2011 في أعقاب قمع حركة الاحتجاجات الشعبية والحرب الأهلية التي اندلعت فيها لاحقا.
ويرى التقرير أنه بعد أن أصبح واضحا بشكل مطرد أن من المرجح انتصار الأسد على قوات المعارضة المسلحة وبقاءه في السلطة، بدأ جيرانه العرب في التحرك لاستعادة العلاقات الدبلوماسية معه.
ويضيف أن إعادة افتتاح سفارة الإمارات في دمشق أكثر خطوة علنية أهمية حتى الآن لإعادة تأهيل الأسد في العالم العربي، وأن من المرجح أنها جاءت بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية الجارة الكبرى للإمارات والحليف القوي لها.
ويضيف أن الإمارات قد ساعدت المعارضين للأسد ماليا في بداية الحرب، بيد أن دورها كان أقل من أدوار قطر والسعودية وتركيا في ذلك. على أن الكثير من هذا التمويل الخليجي للجماعات المعارضة السورية قد جُفف الآن.
وينقل التقرير عن الصحافة المحلية السورية قولها إن البحرين قد تعيد فتح سفارتها في دمشق في الأسبوع المقبل.
ويخلص التقرير إلى أن العامل الذي يفرض تعقيدات وحواجز في هذا الصدد هو دور إيران التي دعمت بقوة النظام السوري طوال سبع سنوات من الحرب، والتي تعد، كما يقول الكاتب، العدو الأساسي للسعودية وحلفائها من دول الخليج.
فيديو قد يعجبك: