طالب بإنهاء الملكية ونُفي للقاهرة.. من هو الأمير طلال الذي أعلنت السعودية وفاته؟

كتب - محمد عطايا:

أعلنت وسائل إعلام سعودية وفاة الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود، اليوم السبت، عن عمر ناهز 88 عامًا.

وكانت مجلة "الجرس" اللبنانية أعلنت أمس الجمعة، وفاة الأمير السعودي، إلا أن نجله الأمير عبد العزيز بن طلال، نفى ما نشرته المجلة في تغريدة عبر حسابه الموثق على "تويتر"، طلب فيها الدعاء بالشفاء لوالده، وأرفق هاشتاغ "#اللهم_اشفي_الأمير_طلال".

الأمير طلال هو الابن الثامن عشر للملك عبد العزيز، دخل الحياة السياسية بتعيينه وزيرًا للمالية في العام 1952. كما شغل منصبي وزير المالية والمواصلات، وعُين سفيرًا لبلاده لدى فرنسا.

حياته السياسية

شغل الأمير طلال العديد من المناصب الحكومية في المملكة، أبرزها حقيبة وزارة المالية في عهد أخيه الملك سعود بن عبد العزيز، وسفير المملكة لدى فرنسا أواخر عهد الملك سعود، وبعدها وزيرًا للمواصلات والاتصالات.

تولى الأمير طلال مسؤولية وزارة المالية والاقتصاد الوطني، ونائب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط ، ونائب رئيس المجلس الأعلى للأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

كما تولى منصب رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، ورئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، والرئيس الفخري للجمعية السعودية للتربية والتأهيل، والمبعوث الخاص لليونسكو للمياه، والمبعوث الخاص لليونيسيف.

وأسس الابن الثامن عشر للملك عبد العزيز، أول مدرسة للتدريب المهني في المملكة العربية السعودية عام 1954، وأول مدرسة لتعليم البنات في الرياض عام 1957. كما أهدى قصره المسمّى "قصر الزهراء" في مكة المكرمة للحكومة عام 1957 ليصبح أول كلية للبنين.

بادر بتأسيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية عام 1980 بغرض دعم جهود التنمية البشرية المستدامة في دول العالم النامية.

سحب جواز السفر من الأمير الأحمر

في أوائل الستينيات، وبينما كانت القيم الاشتراكية تحتل صدارة الخطابات السياسية في العالم العربي، وسط احتفاء تاريخي شعبي بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، تزعم الأمير طلال حركة ضمت بعض الأمراء، لُقبت بـ"الأمراء الأحرار"، طالبت بإنهاء الحكم الملكي؛ فعُوقب على إثر ذلك بإبعاده عن العائلة الحاكمة، والعيش في المنفى بأحد فنادق القاهرة، قبل أن تتمكن والدته من الإصلاح بينه وبين العائلة؛ ليعود إلى المملكة، ويظل ثابتًا على أفكاره، دون الجهر بها.

أصبح مشهورًا بالأمير الأحمر؛ بعدما اعتنق الأفكار الاشتراكية، وروج لها بين أوساط العائلة الحاكمة.

أثناء سفره من المملكة وتوجهه إلى القاهرة، سحب منه جواز سفره الدبلوماسي، إبان عهد الملك سعود لتبنيه فكرة عمل دستور مكتوب يحدد صلاحيات الملك ويعطي حقوقًا واضحة للمواطن.

العودة للعائلة

بعد وساطة والدته لإعادته إلى السعودية، تولى الأمير طلال بعض المناصب البعيدة عن إدارة الدولة.

وفترت العلاقات إلا من زيارة أجراها العاهل السعودي الملك سلمان العام الماضي، لتعزية الأمير طلال في وفاة أخته الأميرة مضاوي، حيث التقطت صورة للملك وهو يقبل يد أخيه الأكبر، الذي كان يجلس على كرسي متحرك.

إلقاء القبض على أولاده

عندما أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، نوفمبر العام الماضي، أمرًا بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، للتحقيق في قضايا الفساد، واتخاذ ما يلزم تجاه المتورطين، ألقي القبض على ثلاثة من أبناء الأمير طلال، أولهم كان الوليد بن طلال رئيس الشركة المملكة القابضة، وأخيه الشقيق خالد الذي اعتقل بسبب أنه دخل في مجادلة مع مسؤول حكومي بسبب اعتقال الوليد، وشقيقهما الأصغر الذي ألقي القبض عليه بتهمة التشاجر.

وكان الأمر الملكي يقضي بأن "لجنة التحقيقات يمكنها الاستعانة بمن تراه ولها تشكيل فرق للتحري والتحقيق وغير ذلك، ولها تفويض بعض أو كامل صلاحياتها لهذه الفرق"، وألمح العاهل السعودي إلى تورط أشخاص ذوي نفوذ وسلطة في قضايا فساد، دون أن يسميهم.

وكشف الموقع البريطاني "ميدل إيست آي" عن معطيات مثيرة تتمثل في دخول الأمير طلال بن عبد العزيز، الأخ غير الشقيق للملك سلمان، في إضراب عن الطعام احتجاجًا على ما قال الموقع إنه "حملة تطهير" يقوم بها ابن أخيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وشملت اعتقال ثلاثة من أبنائه. ​