"هآرتس": المخابرات التركية تخطف معارضي أردوغان في الخارج
كتب - هشام عبد الخالق:
في صباح أحد الأيام هبطت طائرة في مطار مدينة بريشتينا عاصمة دولة كوسوفو، وبعد ساعتين أقلعت وعلى متنها ستة مواطنين أتراك منهم خمسة مدرسين، لتهبط بعد ذلك في قاعدة بالعاصمة التركية أنقرة، حسبما كشف تحقيق لمؤسسة "Correctiv" الألمانية المعنية بالتحقيقات الصحفية.
وقالت زوجة واحد من الستة إن زوجها تم اختطافه من قبل رجال قدموا أنفسهم على أنهم رجال شرطة، بعد أن أوقفوه على الطريق السريع في قرية بالقرب من بريشتينا.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أعلنت أن الطائرة التي تم استخدامها في كوسوفو تمتلكها شركة السياحة والبناء التركية "Birlesik insaat Turizm Ticaret ve Sanayi"، والشركة مسجلة في أنقرة، وعنوانها عبارة عن مبنى سكني تابع لجهاز المخابرات التركي، بالقرب من مقرها (المخابرات التركية).
وبحسب أحد المواقع الذي يتابع حركة الطائرات، فإن الطائرة التي تم استخدامها في عملية الخطف المزعومة تم رؤيتها في سبتمبر بجوار طائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء زيارته لألمانيا، وبحسب موقع "ADS-B-Exchange" الذي يراقب حركة الطائرات، فإن الطائرة كانت متواجدة في فنزويلا في أوائل ديسمبر في فنزويلا أثناء زيارة أردوغان لها.
وتقول هآرتس إن حادث مشابه لهذا وقع في منغوليا وتم الإبلاغ عنه على نطاق واسع في يوليو الماضي، حيث كانت هناك محاولة فاشلة لإعادة مدير مدرسة إلى تركيا، وكان يعمل في مدرسة على صلة بخصم أردوغان فتح الله جولن في العاصمة أولان باتور.
وتشير التقارير، إلى أن الرجل تم اعتقاله، واشتكت عائلته في وسائل الإعلام واستطاعت الحكومة المنغولية في آخر لحظة منع الطائرة التي تم إرسالها من تركيا من الإقلاع، والطائرة التي كانت تحمل شعار "TT-4010" -بحسب الوثائق- تابعة لنفس شركة السياحة التي يقع مقرها في المجمع السكني التابع للمخابرات التركية.
في معظم الحالات، تساعد الدول تركيا على اعتقال المواطنين الأتراك هناك، وبهذه الطريقة تم اعتقال سبعة موظفين في مدرسة ثانوية على صلة بحركة فتح الله جولن في كيشيناو عاصمة مولدوفا في سبتمبر الماضي، ونقلوا جوًا إلى تركيا.
وبحسب وسائل الإعلام التابعة لمولدوفا، فإن المواطنين الأتراك السبعة تم اعتقالهم من قبل رجال الشرطة المحليين في المنزل أو في طريقهم إلى المدرسة ونقلوا جوًا إلى مطار بالقرب من إسطنبول، وقالت السلطات المولدوفية إنهم تعاونوا مع تركيا في القبض على الرجال السبعة لأنهم "يشكلون خطرًا على الأمن القومي". وفي هذه القضية، نُقل الرجال جوًا إلى تركيا على متن طائرة تستخدم عادة للرحلات الجوية المستأجرة.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية في ختام تقريرها: إنه بحسب مسؤولين أتراك بارزين، فإن تركيا أعادت حتى الآن 100 شخص على صلة بمنظمة جولن من 18 دولة، واشتكت منظمة العفو الدولية من عمليات الاختطاف هذه من دول أجنبية، والتي تعتبر غير قانونية، وبحسب عائلات المختطفين فإن هؤلاء الرجال بعد عودتهم إلى تركيا، يتم اتهامهم بالإرهاب ووضعهم في السجون.
فيديو قد يعجبك: