شركة هولندية تقر تعويضات للناجين من محرقة النازي
(بي بي سي):
وافقت شركة إن إس الهولندية للسكك الحديدية بعد سلسلة من الاجتماعات على الخروج بطريقة لتعويض الناجين من محارق النازي، وذلك على خلفية الاعتراف بمسؤولية شركات القطارات في ترحيل اليهود إلى المخيمات النازية المؤقتة لتنفيذ المحرقة.
وقالت الشركة إن القرار بهدف "الاتعاظ والتكريم والتذّكر بشكل دائم"، وستقرر شركة إن إس التعويض الذي ستقدمه، حسب ما أفاد مديرها التنفيذي روجر بوكستيل.
جاء ذلك بعد حملة أطلقها سالو مولر الذي قُتل والداه في معسكر أوسشفيتز النازي، حيث اقتيدا ضمن 107 ألف يهودي من قرية ويسبروك في مقاطعة درينتي في الشمال الشرقي من هولندا بعد تجميعهم فيها لترحيلهم إلى أوسشفيتز وسوبيفور في بولندا.
ولم ينج منهم إلا 5 آلافشخص فقط.
اتخذت الشركة هذا الإجراء لتجنب وطأة المحاكم التي واجهتها شركة السكك الحديدية الفرنسية إس إن سي إف واضطرت لدفع التعويضات لهؤلاء لدورها في ترحيل 76 ألف يهودي فرنسي خلال الحرب العالمية الثانية.
وكانت الشركة الفرنسية الحكومية قد اعتذرت عن دورها هذا عام 2010 ووافقت لاحقاً على دفع تعويضات مالية بعد أن هدد القضاء الأمريكي بحظر التعاقد معها.
كما اعتذرت الشركة الهولندية عن دورها في مساعدة القوى النازية وساهمت في ترميم متحف ويسيربورك.
ماذا كان دور شركة سكك الحديد الألمانية في الترحيل؟
قالت شركة إن إس في تصريح لها يوم الثلاثاء إنها شغّلت قطارات نيابةً عن القوى النازية الألمانية واصفةً ذلك بالنقطة السوداء في تاريخها وتاريخ بلادها.
ولكن لم يقتصر دورها على القطارات، فحسبما قال مسؤول في مقر ويستربورك التذكاري، ديرك مولدر، للتلفزيون الهولندي العام الماضي إن: "الألمان دفعوا لتنسيق الرحلات وقالوا إنه كان على الشركة ترتيب جدول الرحلات ونفذوا ذلك دون كلمة اعتراض واحدة".
وتقاضت إن إس عن عملية نقل اليهود عبر هولندا إلى مخيم ويستربورك مبلغاً يعادل ما قيمته اليوم 2.8 مليون دولار أمريكي حسب تقديرات التلفزيون الهولندي.
إذ تحولت ويستيربورك إلى مخيم مؤقت عام 1941، وكانت أول دفعة تم ترحيلها بتاريخ 15 يوليو عام 1942، وآخر تلك الرحلات كان في 13 سبتمبر عام 1944 وعلى متنها 279 يهودياً، أغلبهم كان من أقليات السينتي والروما الأوروبية ممن لا يتحدثون الألمانية.
من هو سالو مولر؟
سالو مولر هو اخصائي للعلاج الطبيعي في نادي كرة القدم الهولندي الأول أياكس.
وألقي القبض على والديه من قبل النازيين عام 1941 عندما كان في الخامسة من عمره، ووُضعا في قطار من العاصمة الهولندية أمستردام إلى قرية ويستربوك حيث أمضيا 9 أسابيع قبل ترحيلهم إلى أوسشفيتز وقتلهما هناك.
وقرر مولر أن يتحرك عندما سمع بموافقة الحكومة الفرنسية على دفع تعويضات بقيمة 60 مليون دولاراً أمريكياً وتوزيعها على آلاف الناجين وعائلاتهم.
وقال عبر التلفزيون الهولندي إنه لم يكن يحلم بمثل هذه الخطوة، وإن هذا يعني له أن شركة إن إس أدركت مقدار الألم الذي مر به الكثير من اليهود وقتها وأن الحداد لا زال قائماً.
فيديو قد يعجبك: