لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سامح شكري: مصر تستهدف تمكين الشباب لما لديهم من قدرة على التغيير

06:33 م الخميس 01 نوفمبر 2018

كتب – مصراوي:
نشر وزير الخارجية سامح شكري، مقالًا على موقع الوزارة، أكد فيه أن إقامة منتدى شباب العالم في مصر، يتيح الفرصة للتواصل الفعال معهم، للتعرف على ما لديهم من إمكانيات وأفكار مبتكرة يستطيعوا من خلالها أن يدفعوا بلادهم إلى ركب التقدم في المستقبل، مشيرًا إلى جهود الدولة في تنمية مهاراتهم، وتخصيص العديد من البرامج التي تمكنهم من تولى مناصب قيادية في المستقبل.

كانت إحدى أكثر التجارب إثراءً لي في العام الماضي أن أتيحت لي فرصة التفاعل مع الشباب من جميع أنحاء العالم في منتدى شباب العالم الذي استضافته مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر الماضي. فحينها، تجدد شعوري بالأمل أننا نسلم الراية إلى جيل جديد واعد، وذلك عندما استمعت مباشرةً إلى قصص الشباب من مختلف أنحاء العالم، ورؤيتهم للقضايا الدولية، وتصورهم الخاص للمستقبل. وأدركت أن كل شاب أو شابة لديه قصة مختلفة ليرويها، إلا أن وراء تلك الاختلافات الظاهرية توجد أرضية صلبة للأهداف والأحلام المشتركة. وفي الواقع، فإن الآمال والقيم الإنسانية المشتركة تعزز من اعتقادي بأنه يمكننا أن نتخطى أية اختلافات، وأن نعمل سوياً من أجل بناء غد أفضل.

وفي غضون الأيام القليلة القادمة، سوف نجتمع مرة أخرى مع أكثر من 5000 من الشباب قادة المستقبل من جميع أنحاء العالم، وذلك في الدورة الثانية من منتدى شباب العالم، والذي يعقد تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي. وفي هذا العام، يجمع المنتدى بين قادة المستقبل وصانعي السياسات لتبادل الآراء والخبرات وتقديم التوصيات العملية في ثلاثة موضوعات رئيسية هي؛ السلام، والتنمية، والإبداع. وهي بلا شك مسائل مترابطة ببعضها البعض٬ فكل منها تؤثر في الأخرى.

وعلى ضوء الإدراك الجيد لحجم التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الراهن، ومنطقة الشرق الأوسط التي ليست بمنأى عنها، فإننا نسعى لاستخلاص كل ما هو جديد من سياسات وأفكار ومبادرات للتغلب على تلك التحديات، حيث يمثل منتدى شباب العالم في مصر بالنسبة لنا فرصة جيدة للاستماع للأفكار التقدمية للشباب من أجل بناء مسار أفضل للمستقبل. وفي الواقع، فإن كل موضوع من الموضوعات المقرر طرحها خلال جلسات المنتدى يحمل عدداً لا يحصى من القضايا الفرعية، ونحن نتطلع إلى التفاعل مع الشباب في تلك الجلسات، والتعرف على المخرجات والتوصيات التي سيطرحها الشباب في كافة المجالات. وكلي إيمان بأن هذا الجيل لديه قدرة كبيرة على التغيير، فهو يمتلك من المعرفة والتكنولوجيا والابتكار ما يمكنه من بناء غد أفضل.

ومن أجل بناء ذلك الغد، فإنه يقع على عاتقنا توفير التواصل المباشر بين الشباب لتحفيزهم على إيجاد مستقبل أفضل يتميز بتحقيق السلام والتنمية. فنحن نتطلع للوقت الذي يستطيع فيه أي شاب موهوب في مصر أن يبدع ويتوصل لفكرة جديدة بالتعاون مثلاً مع باحث آخر في أوروبا، ثم تقوم إحدى الشابات، على سبيل المثال، في أفريقيا بتنفيذ هذه الفكرة والدخول في شراكة مع أحد رواد الأعمال في آسيا. ولا شك أن هذا النوع من التعاون يعزز من مستويات التغيير الإيجابي القائم على الابتكار، والذي بدوره لن يساعد فقط على دعم ثقافة السلام بين شعوبنا، بل أيضاً يعزز من تحقيق التنمية بشكل أكثر استدامة.. هذا ممكن وقابل للتحقيق.. فإذا تفاعل قادة المستقبل اليوم بإيجابية مع بعضهم البعض، فإنهم سيجدون طريقهم معاً لتحقيق أهدافهم المشتركة في المستقبل.
وإذا نظرنا للوضع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومصر في قلبها، فإنها تشهد أكبر عدد متنامي من الشباب. فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، كانت أصواتهم تمثل القوة الدافعة الرئيسية للتغيير في العديد من بلدان المنطقة، وأصبح نداؤهم من أجل التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية يتردد في كل أرجاء العالم. ومن هنا، أيقنا جميعاً أن تمكين الشباب وإطلاق إمكاناتهم الكامنة هو طريقنا للمضي نحو المستقبل.
وفي مصر، يشكل الشباب نحو أكثر من 60٪ من عدد السكان. وتضع الحكومة المصرية على رأس أولوياتها الاستثمار في رأس المال البشري، وعلى وجه التحديد تمكين الشباب لقيادة مستقبل أكثر إشراقا. فعلى الصعيد الوطني، شرعت الرئاسة المصرية في تشكيل برنامج قيادي مصمم خصيصاً لإثراء مهارات الشباب القيادية والسياسية (PLP). ويهدف البرنامج بالأساس لخلق كوادر مؤهلة ومستنيرة في جميع المجالات وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتغيير مجتمعاتهم وتشكيل مستقبل أفضل. كما أن الحكومة المصرية تتخذ كافة السياسات والإجراءات من أجل ضمان مشاركة الشباب في جميع الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فحالياً، حوالي 10 في المئة من أعضاء البرلمان لدينا هم دون سن الخامسة والثلاثين. كما أن هناك العديد من المبادرات لدعم تشغيل الشباب، وتوفير أدوات التمويل الملائمة ذات أسعار فائدة منخفضة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. إن الشباب المصري هم شركاؤنا الأساسيون في التغيير.
وفي ذات السياق، جاءت “رؤية مصر 2030” لتضع تمكين الشباب كأحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وتم اتخاذ عدد من التدابير لخلق البيئة المواتية لمشاركة الشباب في تخطيط وتنفيذ رؤية مصر للتنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، تبنت الحكومة مبادرة جديدة تسمى “مبادرة الشباب للتنمية المستدامة”، والتي تم تصميمها خصيصاً للتفاعل على نحو وثيق مع الشباب المصري من جميع المحافظات لفهم احتياجاتهم، وفتح قنوات اتصال جديدة ومبتكرة معهم. والهدف الذي تطمح الحكومة للوصول إليه من خلال تلك المبادرة هو وضع أفكار شبابنا موضع التنفيذ في الركائز الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الأساسية الثلاثة للتنمية المستدامة.
وحيث أن الشباب هم شركاؤنا في التغيير، فنحن ندرك تماماً أن أصواتهم يجب أن تُسمع ليس فقط على المستوى الوطني، بل أيضاً على المستويين الإقليمي والدولي. ولتحقيق ذلك، تولي الدبلوماسية المصرية اهتماماً كبيراً لقضايا الشباب، وتحرص على توصيل أصواتهم وآرائهم في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. ولذا، دفعت الرئاسة المصرية لمجموعة الـ 77 والصين لهذا العام بقضايا توظيف الشباب، وتأثيراتها المباشرة على جهود التنمية، على رأس جدول أعمال المجموعة.. وهذا هو أيضاً ذات التوجه الذي نستهدفه خلال رئاستنا القادمة للاتحاد الأفريقي لعام 2019.
نعلم أن هناك العديد من التحديات على المستوى الدولي.. وقضايا تتطلب التعامل معها في الوقت الحالي، فضلاً عن عقبات متزايدة من المتوقع مواجهتها .. إلا أننا نؤمن بأن ثروتنا من الشباب قادرة على إيجاد الحلول لتلك التحديات، والإتيان بابتكارات من شأنها أن ترتقي بعالمنا نحو الأفضل. فإذا تم غرس ثقافة التمكين والتواصل في قلوب وعقول الأفراد في مجتمعاتنا، فإن ذلك بلا شك سيساعد الشباب حول العالم على التفاعل الإيجابي والتعاون مع بعضهم البعض، بما يمكنهم من بناء عالم أكثر سلماً وازدهاراً.. وفي النهاية أقول للشباب، إن منتدى شباب العالم في مصر مفتوح أمامكم، تعالوا وشاركوا بصوتكم وأفكاركم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان