"مشاريع خاشقجي".. كيف خطط الصحفي السعودي لحياته قبل اختفائه؟

كتب - هشام عبدالخالق:

أثار اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول العديد من علامات الاستفهام، خاصة أنه كان على وشك إطلاق بعض المشروعات الخاصة المتعلقة بالشمولية والمساءلة التي يفتقر إليهما العالم العربي، بحسب تصريحات أصدقائه لشبكة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.

وتذكر الوكالة، نقلًا عن أصدقاء خاشقجي، أن الصحفي السعودي كان يعمل جنبًا إلى جنب مع مثقفين وإصلاحيين وإسلاميين لإطلاق منظمة تحمل اسم "الديمقراطية للعالم العربي"، وكان يود إنشاء منظمة إعلامية للمطالبة بالحريات الإعلامية.

وأراد خاشقجي أيضًا إنشاء موقع إلكتروني يركز على الاقتصاد لترجمة التقارير الدولية إلى اللغة العربية.

وتضيف الوكالة، أن الطريق الذي سلكه خاشقجي كان يتضمن تواصله مع الإسلاميين السياسيين، ما أدى إلى معارضة حكام السعودية له، التي تعارض بشدة الجماعات الإسلامية مثل "الإخوان المسلمين" الإرهابية، وتراهم خطرًا.

وكان للصحفي السعودي، بحسب الوكالة، خططًا شخصية أيضًا، حيث كان ينوي الزواج من خطيبته في اليوم التالي لاختفائه، وكان ينوي التنقل بين إسطنبول ومنزله في فيرجينيا.

وقال أحد المصادر لوكالة "أسوشيتدبرس" الذي رفض ذكر اسمه: إن "خاشقجي كان لديه المصادر والتمويلات التي تسمح له بإنشاء خططه، وإنه كان يبلغ من العمر 60 عامًا تقريبًا ويتمتع بحكمة الكبار ونشاط شاب عشريني".

ويضيف خالد صافوري، صديق آخر لخاشقجي، أن الصحفي السعودي أقام مجموعة للدفاع عن الديمقراطية تحت اسم "DAWN" في يناير الماضي بولاية ديلاوير الأمريكية، متابعًا، أن المجموعة لا تزال في مرحلة التخطيط، وأن خاشقجي كان يعمل بهدوء خوفًا من أن تسبب المجموعة أي مشكلات للمتعاونين معها.

عزام تميمي، أحد أصدقاء خاشقجي، أوضح أن المجموعة كان من المتوقع أن تستهدف الصحفيين ومن يريدون التغيير، وتمثل الإسلاميين والليبراليين جنبًا إلى جنب.

وكان تميمي قرر استضافة خاشقجي في برنامجه (حيث يعمل مقدمًا لبرنامج على التلفزيون) المذاع من إسطنبول، يوم الخميس الماضي، ولكن تم إذاعة الحلقة دون ضيف وبدلًا من ذلك وضعت صورة لخاشقجي على كرسي فارغ.

يُذكر أن خاشقجي اختفى في ظروف غامضة، عندما دخل إلى القنصلية السعودية بإسطنبول.

وتقول السلطات السعودية إنه خرج، ولكن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين وأتراك قولهم، إنه توجد بعض التسجيلات التي تتضمن دليلًا واضحًا على أن فريقًا أمنيًا سعوديًا احتجز خاشقجي لدى وصوله إلى مقر القنصلية.

وتنفي السعودية مزاعم تورطها في اختفاء خاشقجي.