من ترومان إلى ترامب: المسار المأساوي للتحالف الأمريكي الإسرائيلي
كتبت - هدى الشيمي:
منذ حوالي 70 عامًا، وفي شهر مايو، بالتحديد اعترف الرئيس الأمريكي هاري تورمان بالدولة اليهودية، ورفض نصيحة وزير خارجيته جورج مارشال بعدم الاقدام على هذه الخطوة، وقبل التصويت بأغلبية أعضاء منظمة الأمم المتحدة لصالح التقسيم.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في مقال رأي منشور على موقعها الإلكتروني، إن التشويه الليبرالي للتحالف الأمريكي الإسرائيلي، وسياسة دونالد ترامب "الكارتونية" في الشرق الأوسط، أبعد ما تكون عن أخطر التطورات التي تشهدها العلاقات بين البلدين، منذ تولي الرئيس الأمريكي منصبه.
وذكرت هآرتس أن المصالح الاستراتيجية والسياسية غيرت من شكل علاقات الأمريكية الإسرائيلية، والتي سيطرت عليها في البداية القيم والمبادئ الانسانية، ما أثر على وضع الفلسطنيين.
وبحسب الصحيفة فإن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تشهد تغيرا واضحا، وأن حالة اللين والمثالية التي جمعتهما معا عام 1948 تبدو وكأنها انتهت.
وأوضحت الصحيفة أن تحالف أمريكا وإسرائيل بدأ في جو تسيطر عليه الليبرالية الأمريكية والاشتراكية الصهيونية، مضيفة: بالنسبة للأمريكيين، فإن الليبرالية التي أوجدتها الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة ساعدت في بذل جهود هائلة من أجل القضاء على الفاشية الإخلاقية والاستراتيجيات التي خلقتها. أما بالنسبة للإسرائيليين، فإن الاشتراكية الصهوينية نبعت من رغبتهم المُلحّة في تحقيق المساواة والكرامة الانسانية، بعد عمليات التعذيب والاضطهاد التي تعرض لها اليهود في أوروبا.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي ترأس أول عملية بيع أسحلة أمريكية كبرى لإسرائيل، وأسس التحالف الاستراتيجي بين الحكومتين والذي يشبه إلى حد كبير شكل التحالف بين البلدين الآن. وأوضحت أن شراكة كنيدي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، آنذاك، ديفيد بن جوريون كانت نابعًة من تفاؤلهم بحالة الليبرالية السائدة.
وذكرت الصحيفة أن الدولة اليهودية الحديثة أغضبت ترومان كثيرا بسبب رفضها إعادة اللاجئين الفلسطنيين بعد انتهاء الحرب، وأثارت حنق الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور بسبب تحالفها مع فرنسا وبريطانيا لإستعادة قناة السويس، لاسيما وأنها تسببت في حرج كبير لواشنطن، وكادت أن تضر علاقتها بمصر.
كان كنيدي، بحسب الصحيفة، أكثر الرؤساء الأمريكيين تخوفًا من مخاطر انتشار الأسلحة النووية، وتسببت مخاوفه، بعد وفاته، في ظهور معاهد حظر انتشار الأسلحة النووية، كما أنها أحدثت اضطرابا في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لخوف واشنطن من تطوير تل أبيب لأسلحة نووية.
وفي السنوات التي أعقبت اغتيال كنيدي، تعمقت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في أكثر من مجال، وأصبحت أكثر عمقا، وابتعدت أكثر فأكثر عن شكلها الأولي.
وبحسب الصحيفة، فإن العلاقات بين البلدين تحولت من شراكة تقوم على قيم ومبادئ إلى علاقة قائمة على المصلحة الاستراتيجية، ومع توسع البعد الاستراتيجي، يتراجع البعد الإخلاقي.
وأرجعت هآرتس ذلك إلى صعود التيار المحافظ الديني، والذي يركز في الولايات المتحدة على الدور الإسرائيلي الاسراتيجية، عوضا عن المبادئ المتمثلة في المساواة والحرية والكرامة.
فيديو قد يعجبك: