"من الوليد إلى متعب".. من هُم أبرز "مُحتجزي الريتز" المُطلق سراحهم في السعودية؟

كتبت- رنا أسامة:

أطلقت السعودية سراح جميع "مُحتجزي الريتز"، الثلاثاء، بعد 3 أشهر من إيقافهم في إطار حملة مكافحة الفساد، حسبما أفاد مسؤول سعودي لوكالة رويترز.

وقال المسؤول لرويترز، طالبًا عدم نشر اسمه وفقًا لقواعد الإدلاء بإفادات صحفية، إنه "لم يعد هناك أي موقوفين في فندق ريتز كارلتون".

ولم يذكر عدد الموقوفين المتبقين في أماكن احتجاز أخرى في السعودية. ويُعتقد أنه جرى نقل البعض من الفندق الشهير إلى السجن بعد رفضهم الاعتراف بارتكاب أخطاء والتوصل لتسويات مالية مع السلطات.

يأتي ذلك بعد 3 أيام من إطلاق سراح الأمير السعودي الوليد بن طلال، وأسبوع من إعلان النائب العام السعودي، سعود المُعجب، "موافقة معظم الموقوفين على تسويات وإطلاق سراح 90 منهم بعد إسقاط التهم عنهم، بينما لا يزال 95 رهن الاحتجاز"، موضحًا أن بعض القضايا قد تُحال إلى المحكمة.

وفيما يلي نستعرض أبرز "مُحتجزي الريتز" الذين جرى إطلاق سراحهم، منذ نهاية العام الماضي، بعد التوصل إلى تسويات مالية مع السلطات:

الوليد بن طلال

أطلِق سراح الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، السبت، حسبما نقلت رويترز عن مصادر من أسرته.

جاء ذلك بعد ساعات من لقاء حصري أجرته رويترز مع الوليد في جناحه بفندق "ريتز- كارلتون"، أصرّ خلاله على براءته من أي فساد خلال المحادثات مع السلطات، مُشيرًا إلى أنه يتوقع الإبقاء على سيطرته الكاملة على شركته المملكة القابضة دون مطالبته بالتنازل عن أي أصول للحكومة.

ولم يُفصح رسميًا بعد عن تفاصيل التسوية التي توصّلت إليها السلطات مع الوليد.

وصرّح مصدر سعودي لوكالة فرانس برس، الأحد، بأن الوليد لا يزال رئيسًا لـ"المملكة القابضة"، التي أسّسها عام 1980 ويمتلك فيها 95 بالمائة من رأسمالها.

وأظهر مقطع فيديو، تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، الوليد وهو يصل مدخل شركة "المملكة القابضة" في برج المملكة فيما يستقبله موظفو الشركة بالتصفيق الحار.

وليد بن إبراهيم آل إبراهيم

أُطلِق سراح وليد آل إبراهيم، مالك مجموعة (إم بي سي)، مساء الجمعة، بعد تسوية مالية لم يتم الإعلان عنها رسميًا.

فيما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن أشخاص، عرّفتهم بأنهم (مُطلعين على القضية)، أن "السعودية وجهت أوامر لآل إبراهيم تقضي بتسليم أسهمه التي تشكّل حصة السيطرة في المجموعة مقابل إطلاق سراحه".

وأسّس آل إبراهيم مؤسسة إعلامية تبلغ قيمتها اليوم عدة مليارات من الدولارات في عام 1991، وكان واحدًا من بين أكثر من 150 أمير ورجل أعمال ووزير سابق اعتُقِلوا في "الريتز كارلتون" في العاصمة السعودية الرياض.

وتعد (إم بي سي) أكبر شبكة تليفزيونية عربية مجانية، وتتمتع بحصة سوقية تبلغ 50 بالمائة في المملكة، وتجذب 140 مليون مشاهد يوميًا في المنطقة.

إبراهيم العسّاف وسعود الدويش

عاد وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء السعودي إبراهيم العساف، إلى ممارسة عمله، مطلع يناير الجاري، بعد إطلاق سراحه، بحسب تقارير سعودية.

وأظهرت صور مُلتقطة لمجلس الوزراء في جلسته، 2 يناير، حضور العساف الجلسة التي ترأسها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

جاء ذلك بعد أن كشفت مصادر مُطلعة للفاينانشال تايمز البريطانية، نهاية ديسمبر، أن قائمة المُفرج عنهم تضم وزير المالية السابق إبراهيم العسّاف، والرئيس التنفيذي السابق لشركة الاتصالات السعودية سعود الدويش.

كما تداول رواد التواصل الاجتماعي صورًا ومقطع فيديو تُظهِر العسّاف والدويش، طليقين، بعد احتجازهما ضمن أكثر من 200 مسؤول آخرين في قضايا فساد.

ولم يذكر المصدران تفاصيل عن قيمة التسوية المالية لكلا المسؤولين، لكن الحكومة أعلنت في وقتٍ سابق أنه من الممكن الإفراج عن المحُتجزين إذا دفعوا مبالغ نقدية وممتلكات أخرى، يُعتقد أنها تصل إلى 70 في المئة من ثروتهم في بعض الحالات.

متعب بن عبدالله

يُعد أول الأمراء السعوديين الذين وافقوا على تسوية مع السلطات، وأُطلِق سراحه منتصف نوفمبر الماضي، بعد 3 أسابيع من احتجازه في الريتز.

وبلغت قيمة التسوية التي توصّلت إليها السلطات مع الأمير متعب، أكثر من مليار دولار أمريكي، بحسب مسؤولين سعوديين.

وارتبط اسم متعب، الابن الثالث للملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بالحرس الوطني الذي كان يتولّى رئاسته منذ مايو 2013، حتى أُقيل في نوفمبر 2017.

وتتولى وزارة الحرس الوطني السعودي مجموعة من المهام، من بينها مساندة القوات المسلحة خلال الحرب مع عدو خارجي، ومساندة الحرس الملكي عند الضرورة، والعمل على نشر الأمن والأمان ومكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية.