معارض إيراني: الثورة بدأت ولن تتوقف
حوار- عبدالعظيم قنديل:
قال معارض إيراني إن الاحتجاجات التي تشهدها بلاده "أقل رد ممكن على السياسات التوسعية للنظام الحاكم" في طهران، مضيفا أن التظاهرات مستمرة حتى "إسقاط النظام".
وتصاعدت حدة المواجهات في إيران بين المتظاهرين وقوات الأمن على خلفية موجة الغضب العارمة التي تعم البلاد ضد ارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة، حيث ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامئني، والرئيس حسن روحاني.
ويتظاهر عشرات الآلاف من الإيرانيين في أنحاء متفرقة من البلاد منذ يوم الخميس، ضد النخبة الدينية والسياسة الخارجية لإيران في المنطقة، التي أدت إلى تراجع الاقتصاد وتردي مستويات المعيشة.
ارتفع عدد القتلى في مظاهرات مناهضة للحكومة الإيرانية تفجرت الأسبوع الماضي إلى 21 قتيلا. واتهم اتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الثلاثاء أعداء الجمهورية الإسلامية بإثارة الاضطرابات في أرجاء البلاد.
وقال صلاح أبو شريف الأحوازي، أمين عام جبهة الديموقراطية الشعبية والناطق الرسمي لجبهة الشعوب غير الفارسية في إيران، في حوار مع مصراوي، إن النظام الإيراني "يتعامل بسياسة الحديد والنار"، معتبرا الاحتجاجات بمثابة "ثورة بدأت ولن تتوقف". وإلى نص الحوار:
* ما الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاحتجاجات؟
- الاحتجاجات الكبيرة التي تشهدها إيران نتيجة طبيعية لسياسات الدولة الإيرانية الداخلية والخارجية؛ حيث مارست القمع والاضطهاد ومنعت كافة أشكال الحريات، وجوعت الشعوب المضطهدة غير الفارسية مثل عرب الأحواز والأكراد والأتراك والبلوش والتركمان الذين يشكلون نسبة عالية من السكان، حتى وصلت الأمور إلى عدم قدرة الحكومة على دفع الرواتب.
* هل تأثر المواطن الإيراني اقتصادياً بالسياسة الخارجية للبلاد؟
- بدون شك، فقد أعلنت مؤسسات مالية عديدة إفلاسها، حيث نهبت الدولة أموال المواطنين لدعم سياساتها الإقليمية والدولية. الدولة الفارسية تأسست وفق برنامج وأجندة توسعية، وأنشأت أعدادا كبيرة من المليشيات التابعة لها واحتلت عواصم عربية ودعمت الاٍرهاب والتطرف الطائفي بشقيه الصفوي والداعشي. كل ذلك يتطلب التمويل والدعم المالي. حسبما تنقله تقارير الأمم المتحدة تنفق إيران ستة مليارات من الدولار سنويا في سوريا وحدها كما أنهك المشروع النووي والصاروخي اقتصاد البلاد. كل ذلك جعل من إيران دولة فاشلة على كل المستويات السياسية والاقتصادية، وجعلها أيضا تفقد مشروعيتها في الداخل.
* إلى أي مدى يمكن أن تستمر الاحتجاجات؟
- نعتقد أن الثورة بدأت ولَن تتوقف بعد أن رفعت مستوى مطالبها لإسقاط النظام. الحكومة تعاملت مع المتظاهرين بالحديد والنار رغم سلمية الحراك، فضلًا عن أن المواقف الدولية الداعمة لنا تتصاعد. هذا دليل واضح على أن الثورة ستستمر رغم وحشية النظام الحاكم.
* هل توجد أرقام حقيقية لأعداد المعتقلين السياسيين في إيران؟
- لا نمتلك أرقاما دقيقة، ولكن هناك أكثر من 400 ألف في السجون الإيرانية لأسباب جنائية وسياسة. في الأحواز العربية وحدها هناك أكثر من 70 ألف سجين بينهم آلاف السجناء السياسيين.
* هل تنتظرون أي دعم من الدول العربية؟
- لا، ولكن حتى الآن السكوت سيد الموقف للدول العربية رغم تفاؤل الإعلام العربي بالأحداث. أعتقد أن ذلك يدعم المظاهرات لكيلا يستغل النظام الإيراني أي دعم عربي لتشديد القمع، إلا أنني أتوقع أن ينتهي ذلك السكوت فورا بعد مواقف الدول الغربية، خاصة أن الدول العربية ذاقت الأمرين من الدولة الإيرانية ودفعت ثمنا باهضا بسبب سياسات الاٍرهاب والتوسع الصفوي.
فيديو قد يعجبك: