الوليد بن طلال: "العصامي" ابن أثرياء السعودية خارج السجن الذهبي
كتب – محمد الصباغ:
ربما رأى معظمنا صورة للأمير السعودي الوليد بن طلال على كرسي مرصع بالذهب داخل ما قيل إنها طائرته الخاصة وأغلب مكوناتها من الذهب الخالص أيضًا، وتابعنا التعليقات على هذه الصورة تقارن هذا البذخ بأطفال يموتون جوعًا حول العالم. لكن قبل ثلاثة أشهر احتجز الأمير وانتشرت تقارير عن تعرضه للتعذيب والإهانة ونقله إلى سجن الحائر شديد الحراسة بالمملكة السعودية.
ربما لم يقض الوليد أي ليلة في سجن الحائر، لكنه كان محتجزًا مع مئات الأمراء ورجال الأعمال السعوديين في "سجن ذهبي" وهو فندق ريتز كارلتون بالعاصمة الرياض. فندق يحمل الخمس نجوم دليلا على الخدمات الفارهة التي يقدمها لعملائه، لكن بالطبع لا توضح الفنادق عبر مواقعها أو إعلانتها ما إذا كانت تقدم خدماتها لو استخدمت كأماكن احتجاز من قبل السلطات.
الملياردير وأحد أغنى أغنياء العالم وضع قيد الاحتجاز في المملكة العربية السعودية في الرابع من شهر نوفمبر من العام الماضي، في إطار حملة الفساد أطلقتها السعودية وقادها ولي العهد الامير محمد بن سلمان. وصرحت السلطات السعودية بأن الحملة تهدف لجمع مبلغ قد يعادل 100 مليار دولار كتسويات مقابل تجنب هؤلاء المحتجزين المسائلة القانونية.
نقلت تقاير إعلامية غربية عن مقربين من الوليد بن طلال أنه رفض التسوية المالية وأصر على مضي قدمًا حتى يمثل أمام القضاء السعودي للدفاع عن نفسه وتبرئة ذمته من الفساد، في حين صرحت مصادر أخرى أنه كان يماطل بغرض الوصول لأفضل صفقة.
وبالفعل أعلنت وكالة رويترز اليوم السبت الإفراج عن الوليد بن طلال بعد التوصل لتسوية مالية، ونفى في حوار سبق خبر الإعلان عن إطلاق سراحه بساعات قليلة أي أنباء عن تعرضه لسوء معاملة أو تعذيب داخل فندق ريتز كارلتون.
ولد الأمير السعودي في عام 1955، وتبلغ ثروته حاليًا حوالي 17.4 مليار دولار أمريكي، وبنظرة سريعة على موقعه الإلكتروني الرسمي على الإنترنت نجد أنه لم ينشر أي تفاصيل عن اعتقاله. ويستعرض الموقع سيرته الذاتية ومجموعات شركاته ومعلومات شخصية أخرى مثل أنه في عام 1979، حصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من كلية منلو بكاليفورنيا. ثم حصل على شهادة الماجيستير في العلوم الاجتماعية من جانمعة سيراكيوز بمدينة نيويورك الأمريكية عام 1985.
وبالخروج من الموقع الشخصي الذي لا يحمل معلومات ربما تكون جدلية، نجد صحيفة واشنطن بوست تقول في تقرير عن الملياردير السعودي إنه بالطبع كما كتب على موقع الإلكتروني بأنه أحد أفراد العائلة الملكية في السعودية، لكنه لم يذكر أن والده تمرد ضد الملكية في الستينيات وبعدها خسرت الأسرة ترتيبها نحو عرش المملكة. وبحسب الصحيفة أيضًا فإنه على الرغم من ذلك، لم يوقف ذلك الوليد من الإشارة إلى رغبته في الجلوس على هذا العرش يومًا ما.
وبالانتقال إلى مجلة "فانيتي فير" فقد تحدثت في لها عام 2013 عن الأمير الملياردير، وذكرت ببعض التشكك الرواية التي تشرح كيف صنع الوليد ثروته من الصفر تقريبًا بالرغم من أن والده أحد أفراد العائلة الملكية.
أشارت المجلة إلى أن الوليد في عمر الثلاثين، عاد من جامعته في كاليفورنيا في عام 1985 فمنحه والده 30 ألف دولار من أجل بدء عمل خاص به. أهدر الوليد المبلغ في عام واحد، ثم عاد إلى والده ليعطيع هذه المرة مبلغ 300 ألف دولار. هذه المرة النتيجة كانت واحدة لكنه استغرق 3 سنوات حتى تنتهي أمواله.
التحول حدث حينما توجه لوالده في المرة الثالثة، فأعطاه عقد منزل بإسمه بدلا من الأموال. هذه المرة حصل على قرض من أحد البنوك بدأ استثماراته وتعلم –بحسب المجلة- أن يعتمد على نفسه.
كما أظهرت المجلة تكهنات يحملها البعض بأن ثروة الوليد بن طلال مجرد واجهة للعائلة الملكية جمعت من عائدات النفط بالسعودية، أو بمعنى أدق "رجال في الواجهة للثروة الباهظة للعائلة الملكية".
وقالت واشنطن بوست إن الوليد كان أميرا لا حدود لطموحاته المالية، فقد باع يختًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي عمر الثانية والستين كان أحد المساهمين في شركة أبل وأيضًا في تويتر.
وتبرع الوليد بعشرة ملايين دولار لمساعدة مدينة نيويورك بعد الهجمات الغرهابية في 11 سبتمبر عام 2001. لكن آنذاك عمدة المدينة أعاد له أمواله بعد تصريح للأمير انتقد فيه الموقف الأمريكي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبالعودة إلى طائرته يمتلك الوليد مجموعة من الطائرات الخاصة أبرزها، بوينج 747، التي شبهتها مجلة فاينتي فير بالفنادق الخمس نجوم. ونقلت تصريحًا للوليد أيضًا يقول فيه إنه يعرف أنه المواطن الوحيد الذي يمتلك طائرة بوينج 747، ويعلم أن مؤسسي جوجل لا يمتلكون واحدة.
فيديو قد يعجبك: