لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

متحدث باسم مجاهدي خلق: مغامرات نظام الملالي الخارجية استنزف ثروات إيران

10:38 م الثلاثاء 02 يناير 2018

مظاهرات ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتب - عبدالعظيم قنديل:

تصاعدت حدة المواجهات في إيران بين المتظاهرين وقوات الأمن على خلفية موجة الغضب العارمة التي تعم البلاد ضد ارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة، حيث ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامئني، والرئيس حسن روحاني.

ويتظاهر عشرات الآلاف من الإيرانيين في أنحاء متفرقة من البلاد منذ يوم الخميس، ضد النخبة الدينية والسياسة الخارجية لإيران في المنطقة، التي أدت إلى تراجع الاقتصاد وتردي مستويات المعيشة.

ارتفع عدد القتلى في مظاهرات مناهضة للحكومة الإيرانية تفجرت الأسبوع الماضي إلى 21 قتيلا. واتهم اتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الثلاثاء أعداء الجمهورية الإسلامية بإثارة الاضطرابات في أرجاء البلاد.

وفي هذا الصدد، يرى موسى أفشار، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والمتحدث الإعلامي باسم منظمة مجاهدي خلق الإيراني، أن الاحتجاجات جاءت نتيجة طبيعية لتراكمات أربعة عقود من القمع والفساد، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور جدًا لبلد غني بالثروات النفطية، في الوقت الذي يعاني أكثر من 50 في المئة من الشعب الإيراني من الفقر.

وكانت مؤسسة "بورجن" غير الحكومية والتي تعنى بمكافحة الفقر حول العالم، كشفت في إحصائية في سبتمبر الماضي، أن تزايد نسبة الفقر في إيران وصل إلى مستويات قياسية في ظل استشراء الفساد الحكومي وهيمنة الطغمة الحاكمة على ثروات البلاد.

وأضاف أفشار لمصراوي أن المشروع النووي امتص أكثر من 4 مليارات، والذي على إثره تحمل المواطن سنوات من العقوبات الاقتصادية، فضلًا عن تركز السلطة في يد مؤسسة الحرس الثوري الإيراني، حيث أصبح أكبر مؤسسة تجارية في البلاد.

وقال المعارض الإيراني، في اتصال هاتفي من باريس- إن مغامرات نظام الملالي الخارجية استنزفت ثروات البلاد، مشيرًا إلى الحرب الأهلية السورية ودعم ميليشيات حزب الله اللبناني وقوات الحوثي باليمن، والتي كانت على حساب "المعدة الفارغة" للمواطن الإيراني البسيط الذي طفح الكيل من سياسات النظام القمعي.

وأوضح أفشار أن دعوات الاحتجاج أعقبت تقدم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مشروع الموازنة في منتصف ديسمبر الماضي، والتي أظهرت إنفاق جزء كبير منها على الحرس الثوري والمؤسسات الدينية المرتبطة بالمرشد، في الوقت الذي قلصت الدعم إلى الشعب الإيراني.

كانت حكومة روحاني قررت رفع أسعار الطاقة، الأمر الذى سيتسبب في رفع أسعار الوقود والمحروقات بنسب قد تصل إلى 50 في المئة، إضافة إلى إلغاء الدعم النقدي لأكثر من 30 مليون شخص، وذلك على هامش تقديم موازنة العام الإيراني إلى البرلمان.

وبشأن الجذور السياسية لاندلاع الاحتجاجات، اعتبر المعارض الإيراني إلى أن سياسة القمع وكبت الحريات والأقلام الحرة كان أحد أهم أسباب انطلاق شرارة المظاهرات، مؤكدًا التفاف الشعب الإيراني حول زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، والتي تعد رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

وقال: "الانتفاضة الحالية تختلف عن احتجاجات الحركة الخضراء في عام 2009، لاسيما وأن منظمة مجاهدي خلق المعارضة تنتشر في جميع أرجاء إيران وتدعم الحراك الشعبي".

يذكر أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تعد أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية، تأسست في عام 1965 على أيدي مثقفي إيران من الأكاديميين بهدف إسقاط نظام الشاه. ويعود اسمها إلى عام 1906 حيث استعمل في "الثورة الدستورية" إذ كان يطلق على المناضلين من أجل تحقيق الحرية بالمجاهدين.

ومن جانبه، اعتبر بهاء الدين عياد الباحث في العلاقات الدولية وشؤون الأمن القومي العربي أن ما يحدث في إيران وعلى الرغم من كونه نابعا بالأساس من أوضاع اقتصادية واجتماعية، الا أن ذلك لا يكاد يكون سوى شرارة أشعلت تراكم من الغضب الشعبي النابع من اخطاء السياسة الخارجية الإيرانية، التي أنفقت مليارات من أجل تمديد نفوذها في المنطقة العربية وسوريا تحديدا ولكنها في نهاية المطاف وجدت نفسها قد حاربت معركة أعلن فيها فوز الروس وليس الإيرانيين، مما وضع النظام الإيراني في ورطة أمام شعبه الذي أوهمه بدفاعه عن قوميته الفارسية ومذهبه الشيعي وقضية فلسطين التي لم يطلق الإيرانيون من أجلها رصاصة واحدة صوب إسرائيل خلال سنوات الحرب السورية الإقليمية.

وتوقع عياد أن تمر الانتفاضة الشعبية الراهنة دون إسقاط النظام ولكن النظام الإيراني لن يعود كما نعرفه بعد هذه الهبة الشعبية الجادة، فهي لن تؤدي إلى إسقاط النظام القائم على ولاية الفقيه، ولن تغير مذهب إيران الشيعي كما يتوهم البعض، كما أنها ليست مضمونة التداعيات بالنسبة لسياسة إيران الخارجية التي يمكن أن تستمر في تعصبها بصبغة "القومي" بدلا من "الديني"، مؤكدا على ضرورة عدم انسياق الدول العربية رسميا في تشجيع التغيير في إيران بل استغلالها في الضغط على النظام الراهن للحصول على تنازلات وتحقيق مكاسب في ملفات أخرى أو سرعة حسم ملفات مثل اليمن وسوريا باستغلال انشغال إيران في أوضاعها الداخلية، وليس المراهنة على سقوط نظام خامنئي.

 

 

 

فيديو قد يعجبك: