لماذا قصفت إسرائيل مواقع عسكرية في سوريا؟
كتبت – إيمان محمود
مع اقتراب دقات الساعة الثالثة فجر الخميس، أطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدة صواريخ من الأجواء اللبنانية باتجاه الأراضي السورية، حيث استهدفت موقعًا عسكريًا سوريًا في مدينة مصياف بريف حماة، ما أدى إلى مقتل اثنين من الجيش السوري وتدمير جزءً من الموقع.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، إن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت المعسكر ومركز البحوث العلمية، الذي يخضع للعقوبات الأمريكية بوصفه الهيئة السورية للأسلحة غير التقليدية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
القصف أثار غضب الحكومة السورية والقيادة العامة للجيش السوري والتي أصدرت بيانا صباح اليوم، قالت فيه إن "طيران العدو الإسرائيلي أقدم عند الساعة 2.42 فجر اليوم على إطلاق عدة صواريخ استهدفت أحد منشآتنا العسكرية".
وقالت القيادة العامة للجيش السوري إن القصف جاء كـ"محاولة يائسة لرفع معنويات إرهابيي تنظيم داعش المنهارة بعد الانتصارات الساحقة التي يحققها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب على أكثر من اتجاه".
وكما أشار البيان إلى أن القصف يؤكد مرة جديدة دعم دولة الاحتلال المباشر لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن دولة الاحتلال اعترفت أكثر من مرة بدعمها للتنظيمات الإرهابية في سوريا، وأنها تتدخل بشكل مباشر لدعم مرتزقتها، حيث جاء هذا العدوان بعد أقل من 48 ساعة على النصر الكبير للجيش العربي السوري في دير الزور وكسر حصار إرهابيي داعش عن المدينة الذي استمر نحو 3 سنوات، على حد تعبير الوكالة السورية.
وحذرت القيادة العامة للجيش من التداعيات الخطيرة لمثل هذه الأعمال العدوانية على أمن واستقرار المنطقة مجددة عزمها وتصميمها على سحق الإرهاب واجتثاثه من جميع أراضي سوريا مهما تعددت وتنوعت أشكال الدعم المقدم لهذه المجموعات الإرهابية.
ونجح الجيش السوري، الثلاثاء الماضي، في كسر حصار فرضه تنظيم داعش بشكل محكم على مدينة دير الزور في شرق البلاد منذ مطلع عام 2015، ما يمهد طرد التنظيم وسيطرة الحكومة السورية على المدينة الواقعة على الحدود السورية-العراقية.
ويأتي هذا فيما يُجري جيش الاحتلال الإسرائيلي مناورات عسكرية ضخمة لمدة 10 أيام، بدءً من الثلاثاء الماضي، والتي تتيح محاكاة كافة السيناريوهات التي قد يواجهها في حال خاض حربا ضد حزب الله اللبناني، بحسب فرانس برس.
ورفضت سلطات الاحتلال التعليق على القصف، حيث قال متحدث في الجيش الاحتلال لوكالة نوفوستي الروسية "نرفض التعليق".
تأييد إسرائيلي
وحظت الضربات على تأييد من عدة جهات إسرائيلية، حيث اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، عاموس يدلين، أن الغارة التي شنها طيران الاحتلال قرب مدينة المصياف، "ليست عادية" وحذر من إمكانية رد سوري أو إيراني أو من جانب حزب الله.
وكتب يدلين عبر حسابه على تويتر أن "الهجوم هذه الليلة ليس عاديا. الحديث يدور عن مركزي عسكري – علمي سوري يطورون ويصنعون فيه، بين أمور أخرى، صواريخ دقيقة، وستكون مشاركتها هامة في الحرب المقبلة".
وزعم يدلين أن "المصنع في المصياف الذي تمت مهاجمته ينتج أسلحة كيميائية وبراميل متفجرة قتلت آلاف المواطنين السوريين".
وتابع يدلين أن هذه الغارة تنطوي على "ثلاث رسائل هامة. أولا، أن إسرائيل لا تسمح بتعاظم القوة وصنع سلاح استراتيجي؛ ثانيا، توقيت الهجوم في وقت تتجاهل فيه الدول العظمى للخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل؛ ثالثا، وجود الدفاعات الجوية الروسية لا تمنع نشاطا منسوبا لإسرائيل في سوريا".
وأكد يدلين أنه "ثمة أهمية كبيرة الآن بالتركيز على مراقبة التصعيد والاستعداد لرد فعل من جانب سوريا، إيران، حزب الله وربما خطوات احتجاجية روسية أيضا".
اللواء في الاحتياط غادي شامني السكرتير العسكري السابق لرئيس حكومة الاحتلال، تطرق للهجوم في مقابلة مع إذاعة الجيش بالقول "أنا أفترض بأن هناك مستوى من التنسيق مع الأمريكان أثناء العملية أو بعدها، لسنا بحاجة لأن نطلب منهم موافقة"، وأوضح "علينا ان نفعل كل شيء من أجل منع إيران من السيطرة أكثر مما هي تفعل في سوريا".
وذكر أنه "مع اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، قدر مسؤولون في الاستخبارات بأن الأسد لن يصمد أكثر من عدة أشهر؛ هذا يعكس أننا لم نكن يقظين لكل الجوانب في المنطقة، لم نكن نتوقع أمر تدخل إيران وحزب الله في المعارك".
ويرى شامني أن "في مرحلة معينة، الأسد سيسيطر على غالبية سوريا، كدمية للإيرانيين ونصر الله، ولا شك أننا نقف أمام فترة غير هينة"، وأنهى حواره قائلًا "هذه العملية أعتقد بأنها إيجابية من أجل المساس بالتمركز الإيراني".
كما وصفت صحيفة "هآرتس" القصف الإسرائيلي على موقع عسكري في شمال غرب سوريا، بأنه "استثنائي" على مستوى الهدف والتوقيت.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير نشرته اليوم الخميس، أن مُعظم العمليات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا كانت ترمي إلى كبح جِماح حزب الله وغيره من الجماعات الإرهابية، أما الهدف من الحادث فيبدو أنه كان حكوميًا؛ إذ استهدف مصنعًا للأسلحة الكيميائية - أو بحسب تقارير أخرى مصنعًا للصواريخ- ينتمي إلى نظام الأسد بدلًا من استهداف مستودع أو قافلة أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني.
فيديو قد يعجبك: