السعودية تحقق مع داعية أفتى بعدم جواز الدعاء لفنان كويتي.. وغضب على التواصل الاجتماعي
برلين (دويتشه فيله)
بعدما وصف الفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا بـ"رافضي إيراني مات على الضلالة" ولا يجوز للمسلم "الدعاء له"، أحالت السلطات السعودية داعية يمني إلى لجنة مخالفات النشر للتحقيق معه، الذي أجبر على الاعتذار وحذف ما كتبه على توتير بعد موجة غضب وانتقادات كبيرة.
وأحالت وزارة الثقافة والإعلام السعودية أمس الأحد الشيخ علي الربيعي يقيم في المملكة على لجنة متخصصة بمخالفات النشر للتحقيق معه واتخاذ إجراء بحقه بعدما طلب في تغريدة عدم الدعاء للمسرحي الكويتي كونه شيعيا.
ونشر الربيعي التغريدة يوم الجمعة قبيل الإعلان عن وفاة الفنان الكويتي في لندن عن 78 عاما بعد مسيرة فنية امتدت خمسين عاما جعلته من أشهر الممثلين في الخليج.
وغرد الربيعي على تويتر "لا يجوز للمسلم الدعاء لعبد الحسين عبد الرضا لكونه رافضي إيراني مات على الضلالة، وقد نهي الله المسلمين أن يدعوا بالرحمة والمغفرة للمشركين".
وأثارت التغريدة حفيظة آلاف ردوا على الشيخ اليمني منتقدين موقفه من الفنان الذي اشتهر بأدواره التلفزيونية والمسرحية الساخرة في أعمال كانت كثيرا ما تنتقد السياسات في الدول العربية والعالم.
أعلنت السلطات السعودية الأحد إحالته إلى التحقيق. وكتب المتحدث باسم وزارة الثقافة والإعلام هاني الغفيلي على تويتر يقول إن الوزارة أحالت الداعية "إلى لجنة مخالفات النشر بسبب مخالفته نظام المطبوعات والنشر".
من جهته أكد النائب العام الشيخ سعود الله المعجب في بيان أن أي مشاركة تحمل "مضامين ضارة بالمجتمع" أياً كانت وسائل نشرها فإنها "ستكون محل مباشرة النيابة العامة وفق نطاقها الولائي وبحسب المقتضى الشرعي والنظامي".
وكتب الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط اللندنية يقول إن "الأصوات الطائفية التي ارتفعت في وقت وداع عبد الحسين عبد الرضا، في الحقيقة، لم تكن تستهدفه هو شخصيا، سواء بالرفض أو الإساءة، بل كانت تستغل المناسبة لفرض رأيها بهدف تنشيط الصدام."
وقال الراشد: "عنصريون طائفيون يستفزون ويستعدون المجتمع ضد المعزين في وفاة الفناة الكويتي الكبير عبد الحسين عبد الرضا في منطقتنا."
وأضاف "العنصرية مرض موجود في كل مجتمعات العالم، ومثل الحروب لن تموت. دول العالم المتحضر تسعى لمحاربتها بالقوانين والهراوات وكذلك بالتثقيف."
وفي نفس الصحيفة، أثنى كاتب سعودي اخر على صفحات نفس الجريدة، على عبد الحسين عبد الرضا.
كتب مشاري الذايدي يقول إن "رحيل (عبد الرضا) مؤثر بلا ريب، ولذا اتحد الناس من أهل الخليج في رثاء "ابنهم" الذي أضحكهم وأبكاهم عبد الحسين، وبالدرجة نفسها غضبوا من غضبة حمراء على من تواقع في يوم الرحيل وحاول نفث سمومه الطائفية المريضة، بحث رجل كان مخلصا لوطنه الكويت حد الوله."
وحذف الربيعي التغريدة، لكنه أعلن انه ينوي "رفع قضايا تشهير ضد الصحافة والأفراد الذين وجهوا لي إساءات"، قبل أن يعتذر الأحد من الكويت، قائلا "أعتذر لإخواني شعب الكويت عن سوء الفهم الذي وصلهم (...) وأسأل الله أن يرحم أموات المسلمين الموحدين وأن يتغمدهم برحمته".
وغالبا ما يقوم الربيعي بانتقاد الشيعة على حسابه في تويتر، ويصفهم بأنهم "وثنيون" وغير مسلمين.
فيديو قد يعجبك: