إعلان

فرحة منقوصة لسكان الموصل بعد تحريرها: الحرب دمرت كل شيء

01:10 م الثلاثاء 11 يوليو 2017

الموصل بعد تحريرها

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هدى الشيمي:

تستمر الاحتفالات في العراق، ويخرج المواطنون بسياراتهم رافعين الرايات والأعلام، يسيرون في الشوارع يهللون مُعربين عن فرحتهم الشديدة بإعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير مدينة الموصل، ثاني أكبر وأهم المدن العراقية رسميا، وإنهاء معاناة أهلها الذين عاشوا سنوات تحت حكم تنظيم داعش.

ويتذكر الشاب العراقي، عويس إبراهيم، كيف عامل داعش المواطنين بقسوة مُفرطة، وكيف حاول إحكام قبضته على المدينة، كما أنه شهد بعينه جرائم وانتهاكات التنظيم. ففي إحدى المرات وخلال تجوله بالسوق جمع مجموعة من مقاتلي التنظيم المارة، ليشهدوا عملية إعدام شخص، بتهمة سبّ الذات الإلهية، والتي تمت بإطلاق الرصاص عليه أمام الناس والأطفال.

1

ويقول إبراهيم، 22 عاما، إنه علم بعد ذلك، أن هذا الشخص كان يدخن السجائر، فحكم عليه التنظيم بالجلد 60 جلدة، "وأثناء تنفيذ الحكم وبعد ضربه 56 مرة، لم يستطع التحمل وسبّ الذات الإلهية". فكان جزاءه الإعدام.

وبعد ثلاثة أعوام، استطاعت القوات العراقية، مدعومة بغارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، من استعادة الموصل. كانت القوات العراقية قد أطلقت عملية "تحرير الموصل" أو "قادمون يا نينوى" في أكتوبر الماضي، وتمكنت في الأيام الأخيرة من محاصرة من تبقى من مسلحي "داعش" في مساحة تقل عن كيلو متر مربع.

وأسفرت معركة استعادة الموصل عن مقتل الآلاف ونزوح ما يزيد على 897 ألف شخص، بحسب منظمات إغاثية.

2

وانقسمت المعركة إلى جزأين: بدأت بالساحل الأيسر من المدينة، والذي تم تحريره من مقاتلي التنظيم بسهولة، كما أن داعش لم يمنح ذلك الجزء من المدينة أولوية كبيرة وكثف جهوده لحماية الجانب الأيمن، نظرا لأنه يضم العديد من المراكز القيادية مثل مقر مجلة أعماق، الذراع الإعلامي للتنظيم، كما يوجد بها منطقة الموصل القديمة.

ورغم نشاط حركة النزوح من المدن العراقية التي سيطرت عليها داعش، وخاصة الموصل، لم يحاول إبراهيم المغادرة، رغم قدرته على الخروج في البداية، ولكنه فضّل البقاء نظرا لأنه من يُعيل عائلته.

ذاق إبراهيم وغيره من العراقيين مرارة العيش تحت حكم داعش، وبعد التحرير شعر بالفرحة الشديدة المشوبة بالحزن. يقول: "شعرنا بفرحة غامرة مليئة بالسعادة مع الحزن على كل الضحايا الأبرياء الذين سقطوا وكل البنيان ومعالم المدينة التاريخية التي تدمرت جراء الحرب وجراء تدمير داعش لها".

3

في محافظة ديالي، القريبة من العاصمة العراقية بغداد، كان الناشط الإعلامي اثير الخالدي يحاول مغادرة البلدة، إذ أن لم يتحمل الأوضاع بعد انقضاء عام ونصف على وجود داعش في المنطقة.

ويقول إنه كان يقابل أحد قياديي داعش في كل مرة يهم فيها بالمغادرة، وفي إحدى المرات استوقفه وسأله "هل أنت رجل.. تريد أن تتركنا وتذهب؟!"، ولكنه كان يعلم أنه لن يستطيع التحمل أكثر من ذلك.

استطاع الخالدي الرحيل والذهاب إلى النرويج ليقيم في النهاية في مدينة أوسلو. أسس الخالدي خلية إعلامية متخصصة في نقل أخبار الموصل، والتي كانت ثاني أكبر وأهم معاقل داعش في المنطقة، ومن قلبها أعلن خليفة التنظيم أبو بكر البغدادي، قيام دولة الخلافة المزعومة من على منبر الجامع النوري الشهير.

يقول الخالدي إن مقاتلي داعش عندما وصلوا إلى المنطقة، لم يحاولوا فرض قوانينهم، بل أنهم منحوا المواطنين مُهلة لكي يعتادوا وجودهم، وفي تلك الأثناء وزعوا أوراق ومنشورات بها قوانينهم الجديدة وتشريعاتهم المتشددة.

زادت معاناة أصدقاء ومعارف الخالدي في الموصل خلال معارك داعش والقوات العراقية، إذ أن التنظيم استولى على منازلهم، وأجبر أصحابها على عمل فتحات في الجدران حتى يستطيعوا الانتقال بسهولة من بناية إلى أخرى، بلغ عرضها 80 سم، وطولها 180 سم، بحسب الناشط.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن مقاتلي التنظيم كانوا يحرقون ويقضون على أي شيء يجدونه أمامهم كلما اقتربت القوات العراقية، ويقول مواطن موصلي رفض الافصاح عن اسمه: "داعش أصيب بالجنون. كلما شعر باقتراب القوات، زادت وحشيته".

4

وحاول التنظيم طمس معالم الموصل ودمر آثارها ومبانيها القديمة وعلى رأسها جامع النوري ومئذنته الحدباء، وترك ذلك أثرا كبيرا في نفوس العراقيين، ومنهم محمد العراقي، 35 عاما، المُقيم في بغداد ولديه الكثير من الأقارب في المدينة.

يقول العراقي: "نشعر بالألم لإرث الموصل، وللدماء التي ضحت من أجلها"، مشيرا إلى أن الأفراح منتشرة في المدن العراقية، ومستمرة في الساحل الأيمن بالموصل.

وعن عملية إعادة الإعمار، أشار العراقي إلى أنه سيكون أسهل في الجانب الأيسر، فالدمار محدود وأغلبه في الدوائر الحكومية، كما عادت الحياة إلى طبيعتها إلى حد كبير، وأُعيد فتح المتاجر وعاد الناس إلى مزاولة أعمالهم مرة أخرى.

أما الجانب الأيمن، فيؤكد سكان الموصل والخبراء والسياسيون أنه بالغ وضخم، ويحتاج إلى مليارات الدولارات، نظرا لانهيار المباني الأثرية وسقوط عدد ضخم من القتلى، ونزوح أعداد كبيرة من مواطنيه نظرا لانهيارها بصورة شبه كاملة.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان