لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بشار الأسد- رئيس دولة بفضل إيران

12:42 م الأربعاء 03 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين (دويشته فيله)
في المحادثات حول سوريا بأستانا في الثالث من مايو الجاري تدير إيران وروسيا النقاش. إنهما "قوتا الحماية" حول الحاكم السوري بشار الأسد وتوليتا مقاليد الحكم في دمشق منذ مدة. لكن إلى متى؟

تقع طهران على مقربة من بحر قزوين، أما دمشق فقريبة من البحر المتوسط، وتفصل بين العاصمتين مسافة على الأرض تبلغ نحو 1700 كيلومتر. وجزء كبير من هذه المسافة يمر عبر أراضي العراق، وتحديدا عبر الجزء الذي كان ينشط فيه قبل فترة تنظيم القاعدة الإرهابي، وبعده تنظيم "داعش"، وبالتالي فإن رحلة السفر في هذه البقعة تكون محفوفة بالمخاطر.

والبديل لهذا الطريق هو طريق بحري يمر من جنوب إيران عبر مياه الخليج ثم الدوران حول شبه الجزيرة العربية، مرورا بقناة السويس ثم البحر المتوسط ـ مسافة طويلة ومكلفة ولذلك غير مهمة عسكريا عندما تكون السرعة مطلوبة.

لكن طهران تحتاج إلى السرعة عندما يتعلق الأمر بتدخلها في سوريا. فمنذ سنوات وإيران تنشط في الحرب، وتقاتل إلى جانب نظام الأسد ضد مقاتلي المعارضة. وبالتعاون مع روسيا تمثل إيران أهم قوة حامية للرئيس السوري.

وللقيام بهذه المهمة فهي تحتاج إلى طرق قصيرة ليبقى الطريق الجوي مفتوحا أمامها. ومنذ 2015 أقامت طهران بفضل شركة طيرانها الحكومية إضافة إلى شركة طيران خاصة جسراً جوياً.

ويذكر مراقبون أن "سرعة الرحلات الجوية المسجلة مرتبطة بوتيرة العمليات القتالية في سوريا. وهذا يجعل من غير المحتمل أن تنقل الطائرات مواد مدنية فقط"، حسب ما تذكر منذ مدة طويلة مجلة "Critical Threats" الأميريكية.

خادم قوتي الحماية
عندما تنطلق جولة جديدة للمحادثات حول سوريا في الثالث من مايو الجاري في العاصمة الكازاخستانية أستانا، فإن ممثلي حكومة الأسد يدركون تماما أنهم ضيوف الراعيين الرئيسيين للحرب، الَّذين يضمنان للنظام السوري بقاءه السياسي.

وكثير من المعطيات تؤكد أن الأسد لولا دعم روسيا وإيران لانسحب منذ مدة. ومن المحتمل أيضا أن قوتي الحماية لا يمكن لهما إلا بصفة مشتركة بسط أياديهما لحماية الرئيس السوري، لأن القوة ستنقصهما في حالة التدخل بشكل منفرد. والأسد ليس له خيار آخر سوى تلبية رغبات شريكيه الروسي والإيراني. وإذا لم يفعل ذلك فسيبرهنان له على من يمسك بزمام السلطة في سوريا.

وكشف تحليل في مارس، أجراه معهد الدراسات الحربية الأمريكي "Institute for the Study of War"، الدور الذي تلعبه إيران في بقاء الأسد في السلطة. وفي الوقت نفسه تبدو إيران وروسيا، في تعاونهما مع حكومة الأسد، لا تمتلكان سلطة متناهية في سوريا.

ويفيد التحليل الأمريكي أن "روسيا وإيران ونظام الأسد ليس بمقدورهم بسط السيطرة على المناطق، التي ينسحب منها مقاتلو السلفية الجهادية، أو ضمها على المدى البعيد؛ إذ تنقصهم المتطلبات البشرية والإستراتيجية." وبالتالي فإن دورهم العسكري محدود غير أن هذا لا يغير شيئا في حقيقة أن "إيران وروسيا توغلتا عميقا في بُنَى الدولة السورية."

توازن قوى معقد
وفي المقابل تبقى ظروف السلطة العسكرية معقدة وصعبة على جانب نظام الأسد. ويقدر معهد الدراسات الحربية الأمريكي أن الجيش السوري بعد ست سنوات من الحرب تقلص من 100 ألف رجل إلى نحو 30 ألفا حتى 40 ألف جندي، وتضم هذه الأعداد قوى أخرى تتمثل في مقاتلين من الخارج ووحدات خاصة مختلفة ومتطوعين من العلويين السوريين.

ويقول المعهد الأمريكي إن أجزاء كبيرة من وحدات الجيش السوري تفككت، وحلت محلها جزئيا ميليشيات عسكرية على صلات قوية بشبكات إجرامية. وانهيار البُنَى الطبيعية المتزامن مع انتشار حرب العصابات هو الذي يضمن بقاء النظام.

شبكات إجرامية
هذه المجموعات تخضع لقيادة إيران، وهي تتألف من عناصر الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله ومجموعات المتطوعين الشيعة من العراق وأفغانستان، فحوالي 10 آلاف من هؤلاء المقاتلين شاركوا في إعادة السيطرة على الشطر الغربي من حلب. وأجزاء من هذه المجموعات تنشط لأسباب مالية وهي تقع تحت إمرة مراكز عمليات عسكرية يقودها إيرانيون في اللاذقية ودرعا.

السوريون كمتفرجين في أستانا
هذه المجموعات القتالية تكتسي أيضا أهمية كبيرة، لأن روسيا تخلت عن إرسال قوات برية. ولتفادي خسائر في عناصر جيشها تركز موسكو في القتال على استخدام السلاح الجوي، الذي يدعم إيران، التي تقوم بالعمل الرئيسي فوق الأرض.

ومساعدة روسيا وإيران تعني بالنسبة إلى الأسد البقاء السياسي ـ ولكنها في الوقت نفسه عجز سياسي. فخلال محادثات السلام الأولى في أستانا في يناير كان مندوبو الأسد متفرجين أكثر من كونهم مفاوضين دبلوماسيين حقيقيين.

ويُستبعد أن يتغير هذا الأمر في المحادثات الجديدة. فمن الناحية الرسمية مايزال الأسد هو من يملك السلطة في سوريا، لكن من الناحية العملية هناك آخرون يتولون منذ مدة زمام الأمور.

فيديو قد يعجبك: