إعلان

100 يوم ترامب: الحديث عن "القضية الفلسطينية" أسهل من الفعل

01:09 م الأربعاء 26 أبريل 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتب – محمد الصباغ:

خرج المرشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب في حوار تلفزيوني مع شبكة (سي بي إن) الأمريكية، في يناير 2016، وأعلنها صراحة أنه يدعم نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وهو الوعد الذي يخالف التقاليد الرئاسية في الولايات المتحدة، حيث يتجنب البيت الأبيض تنفيذ قرار الكونجرس في تسعينات القرن الماضي بشأن تلك الخطوة بحجة أنها تعرض المصالح الأمريكية للخطر.

قال المرشح الجمهوري، آنذاك، "سأدعم إسرائيل. لدينا رئيسًا (باراك أوباما) أعتقد أنه أسوأ شيء حدث لإسرائيل، لكنني سأكون داعما قويا. هم أفضل حلفائنا. أفضل حلفائنا في الشرق الأوسط. طالما كانوا أوفياء بحق لنا، ولم نكن أوفياء لهم".

لكن يبدو أن ترامب لم يقدر - إلى الآن - على الوفاء بوعده مع اقتراب انتهاء المئة يوم الأولى من رئاسته. ووفقًا لشبكة "سي إن إن"، فإن إسرائيل وفرت منذ فترة طويلة أرضًا بالقدس للولايات المتحدة لبناء سفارة بتكلفة قدرها دولار واحد سنويا لمدة 99 عامًا، لكن لو قام ترامب بهذه الخطوة سيكون مخالفًا للقرارات الدولية والإجماع العالمي بعدم وجود أي سفارة في القدس.

كان المشهد الختامي للرئيس السابق باراك أوباما شديد الأهمية فيما يخص القضية الفلسطينية؛ حيث أثار غضب دولة الاحتلال بعدما رفض استخدام حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن لمنع تمرير قرار دولي يدين إسرائيل ومستوطناتها.

جاء التصويت في يوم 23 من ديسمبر 2016 لصالح قرار طالب إسرائيل بوقف النشاط الاستيطاني بالضفة الغربية المحتلة، ولم يعترض أي عضو بالمجلس فيما امتنعت أمريكا عن التصويت، وهو الأمر الذي اعتبر تحولا كبيرًا في السياسة الأمريكية التي كانت تقف سدا منيعا ضد أي إدانة لدولة الاحتلال في مجلس الأمن.

ومباشرة عقب التصويت، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، القرار مشين وأكد عدم التزام إسرائيل به. وخرج بعده مباشرة، الرئيس المنتخب آنذاك دونالد ترامب ليعلق في تغريدة على موقع تويتر، قائلًا "الأمور ستتغير بعد 20 يناير"، في إشارة إلى يوم بدء فترته الرئاسية رسمياً.

وظهر التأرجح في تصريحات ترامب قبل الانتخابات الأمريكية وبعدها، فقال، خلال الحملة الانتخابية، إن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تشكل عائقًا أمام السلام.

وصرح مستشاره، جيسون جرينبلات، في ديسمبر الماضي، بأن ترامب "لا يرى المستوطنات عائقًا للسلام. واعتقد أنه يعتبر قطاع غزة دليلا على ذلك"، في إشارة إلى انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2005 وإخلاء المستوطنات اليهودية.

لكن الأمر تغير بعد ذلك، ففي بداية فبراير الماضي، وبعد أقل من أسبوعين على تنصيبه، وافقت الحكومة الإسرائيلية على بناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية المحتلة. وحذرت الإدارة الأمريكية من أن هذه الخطوة يمكنها عرقلة عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل.

وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في الثالث من فبراير الماضي، "في الوقت الذي نعتقد فيه أن وجود المستوطنات لا يشكل عائقا أمام السلام، فإننا نرى أن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع حدود الحالية ربما لن يساعد في تحقيق هذه السلام".

وفي الثاني عشر من فبراير الماضي ذكرت رويترز أن نتنياهو أكد منذ عام 2009 التزامه بهدف حل الدولتين. لكن الوكالة الدولية نقلت عن وزير كبير في الحكومة الإسرائيلية "إنه لا يوجد أي وزير -وفي المقام الأول نتنياهو-يؤمن بقيام دولة فلسطينية".

وفي لقاء الرئيس الأمريكي مع نتنياهو، يوم 15 فبراير، قال ترامب: "إذا استطاع الفلسطينيين والإسرائيليين التوافق حول عملية السلام فإنني سأكون سعيدًا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس". في حين انتقد نتنياهو الحديث عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، متسائلًا: "أي دولة تلك التي يتحدثون عنها... هل يريدون دولة فلسطينية إرهابية؟"

لكن بعيدًا عن أزمة المستوطنات قال ترامب إنه سيسعى لسلام حقيقي، لكن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين "ليس الطريق الوحيد لتحقيق السلام"، ما شكل تغيرا رئيسيا في الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية.

وبعد القمة العربية في نهاية مارس الماضي، شهدت اجتماعات الزعماء العرب مناقشات كبيرة لوضع القضية الفلسطينية بعد انتخاب ترامب. وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في حوار مع جريدة الشرق الأوسط منذ أيام "عملياً، نريد أن نحصل على تأكيد من الرئيس ترامب التزام حل الدولتين، وعلى إشارة واضحة إلى أنه لن ينقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وكلام واضح في موضوع وقف الاستيطان".

وتابع نريد أيضًا "التزام بالقيام بكل ما يمكنه القيام به للضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف الممارسات القمعية والفاشية، وإشارة واضحة إلى أننا سنستطيع، خلال أي مرحلة تفاوضية، أن يكون هناك انفتاح اقتصادي وتنموي، وأن تسمح لنا إسرائيل بالاستفادة من كل الإمكانيات والموارد لتطوير الاقتصاد والتنمية الفلسطينية".

 

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان