معركة الموصل: مجازر بحق المدنيين.. والتحالف يحقق
كتبت- رنا أسامة:
انتشل عمال الإنقاذ العراقيون عشرات الجثث من تحت الأنقاض في حي الموصل الجديدة، حيث قال سكانها إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شنّ غارات جوية أودت بحياة 137 شخص منذ أسبوع مضى.
وقالت مصادر عسكرية وإدارية وشهود عيان إن من 120 إلى 200 شخص، قتلوا الأسبوع الماضي، في غارات جوية يعتقد أنها للتحالف الدولي ضد داعش على الموصل الجديدة.
وأعلنت وسائل إعلام عراقية مقتل أعداد كبيرة من المدنيين المتحصنين من القصف في منازل بالجانب الغربي من الموصل، بسبب المعارك التي تدور فيه بين القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي المُقاد من جانب الولايات المتحدة من جهة، وداعش من جهة أخرى.
وتحدّث العميد محمد الجواري، رئيس وحدة الدفاع المدني في الموصل، عن انتشال 130 جثة من تحت أنقاض ثلاثة منازل، متوقّعًا وجود العشرات تحت الأنقاض، بينما تتواصل عمليات التنقيب.
وأكّد الجواري على قصف طائرات التحالف في الموصل، قائلًا: "إننا خبراء في هذا المجال. ونعلم أن الغارة وقعت من جانب التحالف. ونُطالب بفتح تحقيق."
ومن جهة أخرى، قال التحالف في بيان إنه "تلقّى عدة تقارير متضاربة"، حول غارات في المنطقة وقعت في الفترة ما بين 17 إلى 23 مارس الجاري، لافتًا إلى تحقيقه في هذه التقارير.
وأضاف أن العملية "تستغرق وقتًا"، وتحديدًا عندما يكون توقيت الغارة المزعومة مثيرًا للشك.
وقال في بيانه: "نتابع دراسة الادعاءات، وتحديد ما إذا كان التحالف تورّط في غارة جوية في هذه المنطقة"، مشيرًا إلى أن قوات التحالف تحرص على توجيه ضرباتها الجوية بدقة.
من جهتهم، أكّد سكان الموصل على وقوع غارات جوية على مدى عدمة أيام، في الوقت الذي تواصل فيه القوات العراقية تقدّمها ضد مُقاتلي داعش.
وكشف مصدر عسكري لشبكة "روداو" أن داعش تغلغلت بكثرة داخل منازل المدنيين.
ولم يعلن التحالف الدولي حتى الآن عن أية تفاصيل بشأن الضربات الجوية في حي الموصل الجديدة.
وبحسب مدونة "عين الموصل" على فيسبوك، فقد شهدت المدنية مجزرة بحق المدنيين، 22 مارس الجاري، حيث حجز تنظيم داعش أكثر من 140 مدني- بينهم نساء وأطفال وعجائز- في ثلاث بيوت خلف مستشفى الرحمة في حي موصل الجديدة، ووضع قناصين على أسطح المنازل، وسيارات وعجلة مفخخة بالقرب منها.
وبدأ داعش إطلاق النار من الموقع، وأثناء تحرك الشاحنة المفخخة قامت طائرات التحالف بقصف العجلة، فانفجرت قبل القصف، ما أدى لوقوع انفجار مزدوج.
وأعقبها انفجار سيارتين أخريتين في الموقع، وبعد ذلك أمطرت الشرطة الاتحادية الموقع بوابل من قذائف الهاون والصواريخ غير الموجهة، ما أفضى في نهاية الأمر لوقوع مجزرة بحق السكان المدنيين، بحسب "عين الموصل".
يذكر أن الجيش العراقي يشن، منذ 17 أكتوبر 2016، عملية "قادمون يا نينوى" مدعوما بقوات "البيشمركة" الكردية ووحدات "الحشد الشعبي" و"الحشد العشائري" وطيران التحالف الدولي، بهدف تحرير الموصل من سيطرة داعش.
وتعتبر هذه العملية الأكبر منذ اجتياح مسلحي داعش شمال وغرب العراق وسيطرتهم على زهاء ثلث مساحة البلاد في صيف 2014، وتسجل أكبر خسائر بشرية تقع بين صفوف المدنيين منذ بدأ التحالف الدولي حملته بقيادة الولايات المتحدة منذ عامين ونصف لتحرير المدينة العراقية.
وفي 19 فبراير الماضي، بدأت القوات العراقية عمليات اقتحام الجانب الغربي للموصل، وهو المعقل الرئيس للتنظيم، بعد أن حررت قبل ذلك الجانب الشرقي.
فيديو قد يعجبك: