هل تتأثر مفاوضات جنيف بهجمات المعارضة السورية في دمشق؟
كتبت - إيمان محمود:
يتفاوض النظام السوري ومعارضيه على أرض جنيف، في جولتهم الخامسة، للتوصل إلى حل سياسي يحسم الأزمة السورية، لكن المفاوضات السياسية تجري تزامنًا مع هجمات قامت بها المعارضة ضد النظام السوري في عقر داره بالعاصمة دمشق.
ويرى المحلل السياسي السوري، تيسير النجار، أن أحداث دمشق ستصب في مصلحة المعارضة السورية على طاولة جنيف، خاصة بعد المحاولات المتكررة للنظام بفرض طوقًا أمنيًا حول دمشق والقيام بتغيير ديموغرافي في شرق العاصمة السورية، كما حدث في حي الوعر بمدينة حمص.
وأضاف النجار- في تصريحات خاصة لمصراوي- أن النظام السوري اعتقد أنه يسيطر على سوريا بأكملها، خاصة بعدما نجح في السيطرة على حلب، وهذا ما جعله يفكر في الحل الأمني فقط ويتجاهل الحل السياسي.
وتنعقد الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف، غدًا الجمعة، على وقع معارك عنيفة تدور بالعاصمة السورية دمشق، بين قوات المعارضة وقوات النظام، حيث اجتاحت المعارضة مواقع تسيطر عليها الحكومة في شمال شرق دمشق.
ورغم أن المحلل السوري المعارض، أكد أن تقدم المعارضة الأخير سيصب في مصلحتها من خلال المحادثات، إلا أنه أكد أنه "جنيف" لن تخرج بنتائج جديدة لحل الأزمة السورية.
وأشار النجار إلى أن النظام السوري يخلط بين المعارضة والإرهاب، حيث يعتبر أن المعارضة التي تفاوضه في محادثات جنيف إرهابيين أيضًا، مضيفًا أن المعارضة لن تتخلى عن الحل السياسي في تسليم السلطة، ولذلك لن يصل الطرفين إلى حل.
محمد بسام الملك، عضو الائتلاف السوري المعارض، يرى أن الهجمات الأخيرة ستجبر الرئيس السوري على التفكير في الحل السياسي، ويدرك أن الحل العسكري الذي يتبعه لن يجدي أي نتيجة، مضيفًا أنه عندما كان يحاصر منطقة معينة إما أن يجبر المعارضة على المصالحة أو الاستسلام أو التهجير.
وأكد الملك في تصريحات خاصة، أنه لا يمكن الجلوس على طاولة المفاوضات إلا بعد تحقيق مكاسب عسكرية على أرض الواقع، موضحًا أن ما حدث من تقدم المعارضة في دمشق "قلب طاولة المفاوضات على النظام"، على حد تعبيره.
عضو الائتلاف السوري يرى أيضًا أن محادثات جنيف ما هي إلا "تضييع وقت"، مضيفًا أن جنيف 5 لن تؤتي ثمارًا مفيدًا للأزمة السورية، حيث أن النظام لا يريد انتقال سياسي.
من جهة أخرى، نقلت "وكالة الأنباء الفرنسية"، عن عضو الوفد الاستشاري للهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي، أنه يصر على أولوية الانتقال السياسي، موضحًا "نحن ملتزمون ببحث السلال الأربع، لكن مسألة محاربة الارهاب متعلقة بالانتقال السياسي".
وانتهت جولة المفاوضات الأخيرة في الثالث من الشهر الحالي بإعلان دي ميستورا الاتفاق للمرة الأولى على جدول أعمال من أربعة عناوين رئيسية على أن يجري بحثها في شكل متواز، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.
فيديو قد يعجبك: