بعد سيطرتها على الهلال النفطي الليبي.. من هي "سرايا الدفاع عن بنغازي"؟

كتبت - إيمان محمود:
في خطوة كادت تقلب موازين القوة في ليبيا؛ أعلنت سرايا الدفاع عن بنغازي السيطرة على أكبر مينائين في منطقة الهلال النفطي، في 3 مارس الجاري، بعد اشتباكات عنيفة دارت مع قوات المشير خليفة حفتر الذي سيطر على المنطقة في سبتمبر العام الماضي.

سرايا الدفاع عن بنغازي أطلقت على تلك العملية "العودة إلى بنغازي"، حيث أكدت مرارًا أن هدفها الأساسي هو استعادة مدينة بنغازي من أيدي حفتر، ومنع عودة الحكم العسكري إلى ليبيا، مشيرة إلى أن السيطرة على الهلال النفطي ما هو إلا بداية للسيطرة على بنغازي.

وتتكون "سرايا الدفاع" من مقاتلين تابعين لمدينتي بنغازي وإجدابيا بشرق ليبيا، ممن شاركوا في الحرب ضد كتائب النظام السابق في العام 2011، ومعهم أفراد مسلحون من مدن عدة تقع بغرب البلاد.

ويأتي تشكيل هذه القوة على خلفية دعوة لمفتي الديار الليبية الصادق الغرياني، بوجوب محاربة حفتر واستعادة بنغازي ومدن الشرق من قبضته، حيث يرى الغرياني الذي كانت حكومة طبرق قد عزلته في وقت سابق أن تنظيم "داعش" و"حفتر" بمثابة "ثورة مضادة" للثورة الليبية.

وبعد كثرة الاتهامات والتساؤلات حول "سرايا بنغازي" أصدرت بيانًا مساء أمس السبت، أقرت فيه أنها ليست لديها أي انتماءات حزبية أو سياسية، أو تنظيمية أو أيديولوجية، وأن هدفها هو إرجاع أهل ليبيا إلي بيوتهم التي أخرجوا منها ظلما وعدوانًا.

وفي بيانها التي أسمته "الرؤية السياسية لسرايا الدفاع عن بنغازي"، تعهدت بأن مقاتليها لن يكونوا فتيلًا لإشعال أي حرب أهلية، وسينحازون للحلول الاجتماعية والسياسية التي تكفل تحقيق العدل واستقرار الأمن "ووقف الإجرام في بنغازي".

"سرايا بنغازي" أكدت أيضًا أنها لن تسمح بأن تكون ليبيا بؤرة للصراعات أو مصدر تهديد لدول الجوار، أو الدول الإقليمية والأجنبية.

وتؤكد القوة أن مقاتليها كلهم ليبيين ومن أبناء برقة "الجزء الشرقي من ليبيا وأبرز مدنه بنغازي"، لافته إلى أنهم ذاتهم من أقاموا ثورة 17 فبراير 2011 ضد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي.

فيما قال عضو مجلس الدولة أبو القاسم قزيط لقناة "ليبيا"، إن سرايا الدفاع عن بنغازي المتواجدة الآن في ميناءي السدرة ورأس لانوف، هي خليط من المنطقة الشرقية مدعومة بحرس المنشآت النفطية السابق، وبعض الفصائل الأخرى من مصراتة وطرابلس ومناطق ليبية أخرى.

وتظاهر العشرات من أهالي مدينة بنغازي شرق العاصمة الليبية –والذين ينتمون لجماعات إسلامية متشددة- لدعم سرايا الدافع عن بنغازي، مطالبين بإنقاذ العائلات المحاصرة مند أسابيع في منطقة قنفودة.

ونفى المتظاهرون أي صلة لقوات سرايا الدفاع عن بنغازي بتنظيم "داعش"، رافضين التنظيمات الإرهابية وما وصفوه بـ"حكم العسكر".