شخصيات في 2017: علي عبد الله "لدغته الثعابين"
كتب - محمد الصباغ:
نجح الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بالفعل في الرقص على رؤوس الثعابين لثلاثة عقود، واستطاع أن يخلف تنبؤات رفاقه حينما وصل للحكم في عام 1978 وحذروه من مصير رئيسين سبقوه على رأس الجمهورية قتلهم منافسوهم.
لكن صالح فشل في الحفاظ على حياته في النهاية حيث قتلته جماعة أنصار الله الحوثية في الرابع من ديسمبر الماضي، رغم انه لم يكن على رأس السلطة آنذاك، بل يسعى للعودة إليها.
تنقل من حلف إلى حلف ومن عدو إلى آخر حتى اخر أيامه. كان ضحية انتفاضة يمنية في عام 2011 قاومها كثيرًا وكثيرًا ونجا من محاولة اغتيال تعرض خلالها لحروق بالغة ذهب لتلقي العلاج منها في السعودية، ثم تفاوض على خروج من السلطة قد يرضيه وجاءت المبادرة الخليجية لتنهي حكمه في فبراير 2012.
وافق صالح على المبادرة وسط تكهنات باعتزاله السياسة، ووصل الأمر إلى أن قناة العربية السعودية أكدت أن صالح سيتفرغ لكتابة مذكراته، بل وحددت اسمها المفترض وهو "قصتي مع الثعابين"، نسبة إلى قوله ذات يوم إن حكم اليمن مثل الرقص على رؤوس الثعابين، في إشارة إلى صعوبة التعامل مع الأوضاع في الدولة الفقيرة.
لكن صالح لم يرتض بدور جانبي وتحالف مع الحوثيين ضد نائبه السابق والرئيس الحالي المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي. سيطر معهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 لتبدأ السعودية بقيادة تحالف لإعادة الشرعية ووجهت ضربات جوية لمواقع تمركز الحوثيين وصالح، ووصلت هذه الحملة إلى يومها الألف قبل أيام.
كال صالح الاتهامات للتحالف العربي بقيادة السعودية، حتى خرج في الثاني من ديسمبر ليعلن أنه مستعد لفتح صفحة جديدة مع أعدائه، وبدأ معارك قوية ضد حلفائه الحوثيين في العاصمة صنعاء.
لكن صالح الذي لم ينج من لدغات الثعابين في النهاية ولم تسعفه مهاراته في الرقص على رؤوسهم، ليعلن الحوثيون مقتله في الرابع من الشهر الجاري ويسدل الستار على صفحة زعيم يمني آخر قُتل على يد معارضيه، ويُكتب على قبره علي عبدالله صالح (1947- 2017).
فيديو قد يعجبك: