إعلان

في وول ستريت جورنال: كيف زيف "التاج" والبوست" التاريخ؟

11:26 ص السبت 30 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

مع قُرب انقضاء عام 2017، يحلم كثير من الصحفيين بأن تكون كتاباتهم تعبيرًا عن الواقع الملموس في العالم السياسي، وكذلك يرغب مشاهدو الأعمال الفنية، أن تكون تلك الأعمال تعبيرًا عن الواقع.

تقول الكاتبة بيجي نونان في مقال منشورفي صحيفة وول ستريت جورنال تحت عنوان: أكاذيب "التاج" و"البوست"، في إشارة إلى المسلسل المعروض على شبكة نتفليكس وفيلم المخرج ستيفين سبيلبرج، إن العملين الفنيين ممتعين للغاية عند مشاهدتهم، ولكن فشلا في إيصال عددٍ من المعاني الهامة للمشاهدين.

أضافت الكاتبة أنه بالطبع في الأعمال الفنية، توجد إمكانية لتعديل بعض المشاهد طبقًا لما يراه المخرج أو المؤلف وحسب ما تقتضيه الدراما، ولكن هناك أيضًا الحقائق التاريخية الثابتة التي لا يمكن تزييفها، وفي كلا العملين الفنيين سالفا الذكر كانت هناك تغييرات في أحداث حقيقية، وبعض الأكاذيب خاصةً في منتصف فيلم "البوست" (صحيفة واشنطن بوست).

في مسلسل "التاج"- الذي يحكي قصة حياة الملكة إليزابيث الثانية - كان هناك اتفاقًا مع الحقيقة في أغلب الأمور مثل الأداء، السكون، الملابس، حتى أطراف الأكمام، ولكن من ناحية أخرى كان هناك أخطاء كارثية حول شخصيات رئيسية.

على سبيل المثال، شخصية رئيس الوزراء هارولد مكميلان، ظهرت في المسلسل بشكل ماكر ومراوغ، وهو ما لم يكن عليه في الحقيقة، حيث أشاد خصومه بإنسانيته، شجاعته وخفة دمه.

كان هارولد شخصًا محبًا لزوجته دوروثي، وطلب منها الطلاق ولكنه ظل بجوارها، لدرجة أنه قال في إحدى اللقاءات الأخيرة في حياته: "أخبرتها من قبل أنني لن أتركها أبدًا"، على العكس مما أظهره المسلسل كقواد يستغل زوجته، بحسب الكاتبة.

والأكثر غرابة في المسلسل، خاصة في موسمه الثاني، شخصيتا الرئيس الأمريكي جون كينيدي وزوجته، فلم يكن الرئيس مثلما أظهره المسلسل غاضبًا من زوجته في أولى زياراتهما إلى باريس، بل كان سعيدًا للغاية معها، واكتشف أنها من الممكن أن تساعده في السياسة أيضًا، وأيضًا لم يكن جون كينيدي من المدخنين، مثلما أظهره المسلسل.

تقول الكاتبة إن مثل هذه الأخطاء وغيرها، غباء وإهمال من القائمين على المسلسل، وإهانة لمثل هذه الشخصيات التاريخية، وكذلك للتاريخ نفسه.

أما فيلم البوست، فتقول الكاتبة إن المشاهد سوف يقضي ساعتين مستمتعًا بما تشاهده في صالة السينما، ولكنه فيلم غير لائق من الناحية التاريخية.

يحكي الفيلم قصة الهجوم على صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، لنشرها وثائق البنتاجون السرية التي أظهرت كذب حكومة الولايات المتحدة حول الحرب في فيتنام.

الفيلم يحكي الواقع بشكل صحيح إلى حد ما، ولكن الكذبة الأكبر فيه تتمثل في تجسيد شخصية الرئيس نيكسون، الذي تم إظهاره على أنه الشرير الرئيسي في الموضوع، وهذا مُناف للواقع، بحسب الكتابة.

يقول المقال إن "الرئيس نيكسون لم يبدأ الحرب في فيتنام، ولكنه أنهاها، ولم تناقش إدارته في أوراق البنتاجون، التي تم الانتهاء منها قبل أن يتولى منصب الرئيس."

حاول نيكسون أن يوقف انتشار مثل هذه الوثائق بين الأمريكيين، وهو الأمر الذي كان خاطئًا، لأن من حق الشعب الأمريكي أن يعرف ماذا حدث في فيتنام، ولكنه قام بما رآه صحيحًا في هذا الوقت، وهو ما لم يذكره الفيلم.

تقول الكاتبة إن "مثل هذه الأخطاء الضخمة في الأعمال الفنية، تمزق التاريخ من جوانبه، وهو ليس خطأ من هوليوود إلا أنها تشارك فيه بطريقة ما."

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان