إعلان

أفغانستان مرشحة لأن تكون ساحة مواجهة أمريكية جديدة مع الإرهاب

11:25 ص السبت 30 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كابول (أ ش أ)

تحمل الأشهر القادمة تطورات جديدة على الساحة الأفغانية بما يجعلها مرشحة لأن تكون احد نقاط العالم الأشد سخونة و جبهة جديدة في الحرب على الإرهاب ، فقد هدد تنظيم طالبان الإرهابي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودعاه إلى سحب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية والخروج مما وصفه التنظيم في بيان له من "المستنقع الأفغاني" الذي خلف خمسة عشر عاما من الموت و الدمار و خسارة بمليارات الدولارات من الأموال الأمريكية في مواجهات "لم تحقق شيئا".

ويقول المراقبون انه من المتوقع ارتفاع وتيرة المواجهات بين أمراء الحرب في أفغانستان والجماعات التكفيرية وبين القوات الأمريكية التي وافقت إدارة ترامب على إرسالها لتعزيز التواجد العسكري في أفغانستان مؤخرا.

ويرى المراقبون كذلك أن اعتماد الرئيس الأمريكي الجديد على اثنين من الجنرالات السابقين وهما جيمس ماتيس كوزير للدفاع و مايكل فلين كمستشار للأمن القومي إنما يعتبر عن اهتمام خاص من جانب الإدارة الأمريكية الحالية بالملف الأفغاني حيث سبق و ان خدم كلا الجنرالين كقادة للقوات الأمريكية العاملة في أفغانستان.

و كانت الولايات المتحدة قد غزت أفغانستان في العام 2001 للقضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي وذلك بالتعاون مع حلف شمال الأطلنطي ، لكن التواجد العسكري الأمريكي و الأطلسي قد انكمش بعد الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في أفغانستان عام 2014 و تم استبقاء 8400 جندي أمريكي لأغراض تدريب القوات الوطنية الأفغانية و مكافحة الإرهاب، لكن القوات الغربية وجدت نفسها موضع استهداف من أمراء الحرب الأفغان واساطين تجارة السلاح و المخدرات من قادة طالبان، ولم تحل القوات الحكومية الأفغانية في صد تلك العمليات الاستهدافية لا سيما و ان القوات الحكومية لا تسيطر عمليا سوى على مساحة لا تتعدى ثلثي الأراضي الأفغانية.

وفيما ترى الإدارة الأمريكية أفغانستان كساحة مواجهة مهمة في الحرب على الإرهاب تحاول المنظمات التكفيرية وفى مقدمتها طالبان تصوير أنشطتها و كأنها "حرب تحرير وطنية ضد الوجود الأجنبي في أفغانستان" لكنها وفى حقيقة الأمر تسعى الى بناء "كيان" خاص بها يكون قاعدة ارتكاز لمعاودة تصدير الإرهاب الى العالم كله، وفى سبيل ذلك تسعى طالبان التي تعتبر نفسها وريثة لتنظيم القاعدة الى زعزعة اركان الدولة الأفغانية الناشئة وتدمير جيشها الوطني من خلال حرب انهاك طويلة المدى ، ففي العام الماضي وحده نفذت المجموعات القتالية الطالبانية 19 ألف عملية هجوم وذلك في مواجهة 700 عملية أمنية مضادة نفذتها قوات الجيش والشرطة الأفغانية ضد طالبان أسفرت عن اعتقال 2021 من مقاتلي طالبان و قتل 365 من قادة التنظيم .

ولا يعد الخطر الطالبانى وحده ليس هو التهديد الإرهابي الوحيد الذى تتحسب له الولايات المتحدة و شركاءها الاطلسيين فى أفغانستان ، فقد بدأت ملامح التواجد الداعشي تتشكل في الاقاليم الحدودية بين باكستان و أفغانستان حيث تنشط داعش في بناء التحالفات القبلية وشراء ولاء أمراء الحرب و غيرهم من القيادات التقليدية و العشائرية فى هذه المناطق ، وفى الرابع من يونيو الماضي تمكنت الاستخبارات الباكستانية من تفكيك خلية داعشية فى منطقة بلوشيستان الحدودية وقتلت 12 عنصرا تكفيريا ينتمون لداعش هناك ، و بينت تحقيقات الاستخبارات الباكستانية ان جماعة الاشقر الشانقيفى الأفغانية وهى منظمة متطرفة ترتدى العباءة السنية كان قادة منها قد اعطوا بيعة الولاء لداعش و عاهدوهم على النصرة بالسلاح و الرجال فى مواجهاتهم من السلطات الافغانية و الباكستانية على السواء و تقديم المأوى و الملاذ " للمجاهدين " من عناصر داعش ، و بفضل هذا التحالف نجحت داعش في اختطاف عمال صينيين في منطقة كويته الباكستانية في منتصف العام الجاري لعرقلة تنفيذ مشروعات استثمارية صينية في منطقة بلوشيستان تقدر قيمتها بحوالي 50 مليار دولار أمريكي.

وإزاء التهديدات الداعشية والطالبانية وجدت باكستان نفسها أمام تحديات أمنية كبيرة و معقدة فى منطقة شرق افغانستان الملاصقة للحدود الباكستانية الغربية ومن ثم بدأت القوات الباكستانية نقل عملياتها الى مناطق شرق افغانستان ، كما تعمل باكستان على تأمين حدودها مع أفغانستان من خلال بناء جدار أمنى بطول 2611 كم به 338 نقطة أمنية حصينة وهو ما تأمل باكستان في الانتهاء منه بحلول نهاية العام 2019 .

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان