بان كي مون ورافسنجاني وأوباما وصالح وموجابي أبرز الغائبين في 2017
القاهرة (أ ش أ)
غروب الشمس منظر رائع تبرز فيه العظمة والسحر والجمال ، وغروب شمس الساسة والشخصيات العامة يعنى انطفاء وهجهم واسدال الستار على مشهدهم السياسي ، وفى عام ٢٠١٧ ودع الكثير من الساسة أضواء الشهرة والمجد ، على رأسهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون ، والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ، والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ورئيس زيمبابوى روبرت موجابى .
بان كى مون الأمين العام الثامن للأمم المتحدة يأتى فى مقدمة من طويت صفحاتهم مطلع العام الحالى ، حيث غاب عن أرفع منصب أممى بعد إنتهاء فترة أمانته للمنظمة العالمية ، استمرت لعشر سنوات حسب دستور المنظمة ، وخلفه البرتغالي أنطونيو جوتيريس الذي أكد عزمه على جعل الكرامة الإنسانية في صميم عمله، والعمل كوسيط سلام، ومد جسور التواصل، وتعزيز الإصلاح والابتكار.
وفي 8 يناير الماضي، توفي علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس جمهورية إيران لدورتين متتاليتين ( 1989-1997 )عن عمر يناهز 83 عاما إثر أزمة قلبية ، وحفل مشواره السياسى بالعديد من المناصب ، حيث شغل منصب رئيس البرلمان ووزير الداخلية ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس مجلس خبراء القيادة ، وكان قد حكم عليه بالسجن عدة مرات أبان حكم شاه إيران ، وخسر رفسنجاني الانتخابات الرئاسية فى عام 2005، أمام الرئيس المحافظ آنذاك محمود أحمدي نجاد ، ثم قدم ترشحه للانتخابات الرئاسية مرة أخرى في عام ٢٠١٣ ، لكن مجلس صيانة الدستور رفض ترشحه بسبب تقدم سنه.
وفى 20 يناير الماضي، طويت صفحة باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية ، بعد فترة حكم استمرت 8 أعوام (دورتان متتاليتان)، وهو أول رئيس من أصول إفريقية يصل للبيت الأبيض بعد انتصاره الساحق على خصمه جون ماكين، وحصل أوباما على جائزة نوبل للسلام في عام 2009، نظير جهوده في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب ، وتولى مناصب عديدة اهمها رئاسة مجلة هارفارد للقانون، وعمل كمستشار للحقوق المدنية في شيكاغو، وحاز على ثلاث فترات في مجلس الشيوخ بإلينوي، وحاز على مقعد بمجلس الشيوخ في عام ٢٠٠٤، واستطاع بهذا الفوز جذب انتباه الحزب الديمقراطي، وبدأ في خوض منافسات انتخابات الرئاسة في فبراير من عام2007 من داخل الحزب الديمقراطي واستطاع أن يتغلب على منافسته هيلاري كلينتون وبات مرشحا للحزب ومن ثم رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
وفى شهر مارس الماضي، تم عزل "باك جون هاي" من منصبها كرئيس لكوريا الجنوبية، بعدما طالتها قضايا فساد واستغلال نفوذ، وكانت تعد أول امرأة يتم انتخابها لرئاسة كوريا الجنوبية لتشغل الفترة الرئاسية الثامنة عشر، كما كانت تعد أول امرأة ترأس إحدى دول شمال شرق آسيا، وترأست باك الحزب الوطني الكبير المحافظ ، الذي تغير اسمه في فبراير 2012 إلى حزب ساينري، في الفترة من 2004 إلى 2006 ومن 2011 إلى 2012 قبل تقلدها منصب الرئاسة، كما كانت أيضا عضوا في الجمعية الوطنية الكورية، وممثلة انتخابية في أربع دورات برلمانية متتالية كاملة في الفترة بين 1998 و2012، ثم بدأت فترتها الخامسة من خلال نظام التمثيل النسبي في الاقتراع في يونيو 2012، ووالدها باك تشونج هي الذي تولى رئاسة كوريا الجنوبية في الفترة من 1963 إلى 1979. وفي عامي 2013 و2014 اعتبرتها مجلة فوربس من أكثر السيدات تأثيرا في العالم وشرق أسيا ووضعتها في المركز الـ 11 في قائمة فوربس لأقوى مائة سيدة في العالم ، وفي عام 2014 احتلت المرتبة الـ 46 في قائمة فوربس لأكثر الشخصيات نفوذا في العالم.
وشهد يوم 14 مايو الماضي، انتهاء فترة ولاية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الرئيس السابع للجمهورية الفرنسية الخامسة ، وتولى إيمانويل ماكرون مهام منصبة رئيسا لفرنسا ، وكان هولاند قد شغل منصب نائب في الجمعية الوطنية الفرنسية عن دائرة كورز الانتخابية الأولى منذ 1997، وكان من قبل ممثلا لنفس الدائرة خلال الفترة من عام 1988 وحتى عام 1993، وعمدة تول من 2001 حتى 2008، وكرئيس المجلس العام في كورز منذ 2008 ، وانتخب رئيسا لفرنسا في 6 مايو 2012، بعد فوزه على الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي بنسبة 51.90%.
وفي 13 من شهر أغسطس الماضي، توفيت البرلمانية والسياسية السودانية فاطمة أحمد إبراهيم عن عمر يناهز الـ 85 بعد صراع مع المرض، والتي كانت تعد أول سيدة سودانية تنتخب كعضو في البرلمان السوداني في منتصف ستينيات القرن الماضي، ومن أشهر الناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة والسياسة في السودان ، ويرجع اليها الفضل في إنشاء مجلة "صوت المرأة" التي ساهم في إنشائها عدد من أعضاء الاتحاد النسائي وأصبحت رئيسة تحريرها ، ، واختيرت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في عام 1991، وهذه المرة الأولى التي تنتخب فيها امرأة عربية إفريقية مسلمة ومن العالم الثالث لهذا المنصب ، وحصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ،ومنحت الدكتوراه الفخرية من جامعة كاليفورنيا لجهودها في قضايا النساء ومكافحة استغلال الأطفال.
وفي 3 أكتوبر الماضي، توفى الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، عن عمر يناهز 83 عاما ، وكان طالباني أول رئيس غير عربي للعراق، وانتخب عام 2005 بعد عامين من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الامريكية وأطاح بالرئيس الراحل صدام حسين، وترك منصبه في 2014 بعد فترة علاج طويلة في أعقاب إصابته بجلطة دماغية في عام 2012 ، وكان طالباني زعيما مخضرما شارك في مساعي الأكراد لتقرير مصيرهم، بدأ حياته السياسية في عمر 14 عاما، وشارك في الانتفاضات ضد صدام ، ويعد أحد أكثر من تعرضوا للسجن في عهده، وأسس طالباني حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في عام 1975.
وفي 21 نوفمبر الماضي، استقال روبرت موجابي رئيس زيمبابوي السابق البالغ 93 عاما، عقب انقلاب عسكري واستيلاء الجيش على الحكم ، وظل موجابي في سدة الحكم لمدة 37 عاما والذي تعتبر أطول فترة حكم في العالم، وبداية من عام 2000 انهار الاقتصاد الوطني بشكل مفزع، وتسبب التضخم الذى وصل إلى نسبة 160% إلى حالة من الفقر المدقع في البلاد، والذي أدى بدوره إلى فرار 3.4 مليون مواطن من زيمبابوى لخارج البلاد بحلول عام 2007، وهو ما يعادل ربع سكانها، بالإضافة إلى مليون مشرد في داخلها ، بالإضافة إلى الإهمال الصحي الذي خفض متوسط عمر الفرد من ٦٦ عاما إلى 33 عاما وإصابة نحو ربع السكان بمرض الإيدز.
وشهد نهاية العام وتحديدا في 4 ديسمبر الجاري اسدال الستار على رئيس اليمن الأسبق علي عبدالله صالح على يد الحوثين عقب تطورات سريعة في الأحداث اليمنية ، انتهت بفك تحالفه مع الحوثيين الذي دام نحو 3 سنوات ، وكانت فترة حكم صالح الرئيس السادس لليمن هي الأطول في تاريخ اليمن حيث استمرت لمدة ٣٤ عاما ، انتهت باحتجاجات ضده لمدة عام كامل في 2011، وسلم السلطة بموجب "المبادرة الخليجية" والتي منحته حصانات، لنائبه عبدربه منصور هادي ليصبح رئيسا لليمن .
وتحالف صالح مع الحوثين ضد هادي ليشعل فتيل الحرب الأهلية ويزج باليمن في أتون دوامة المواجهات والاشتباكات، مما ادى إلى الإعلان عن عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في البلاد .
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: