بعد قرار ترامب.. كيف تحتفل فلسطين بعيد الميلاد المجيد؟
كتبت – إيمان محمود:
كسا الحزن والألم وجوه المُحتفلين بأعياد الميلاد في فلسطين والأراضي المُحتلة، اليوم الأحد، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القُدس المُحتلة عاصمةً لإسرائيل.
وتواصلت المسيرات والاحتجاجات بشكل يومي بعد القرار الأمريكي، لتنطلق الاحتفالات تحت شعار "القدس عاصمة أبدية لفلسطين".
وأدى القرار إلى تظاهرات شبه يومية في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، بالإضافة إلى مناطق الداخل.
ووصل إلى مدينة بيت لحم "مهد المسيح"، اليوم الأحد، موكب المدبر الرسولي المطران بيير باتستا بيتسابالا، إيذانًا ببدء احتفالات عيد الميلاد المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي.
وسار الموكب عبر البوابة التي تقيمها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جدار الضم والتوسع شمال مدينة بيت لحم ب، ترافقه مجموعات من الشرطة الفلسطينية باتجاه ساحة المهد، بحسب وكالة "معا" الفلسطينية.
ولدى وصول موكب المدبر الرسولي إلى ساحة المهد كان في استقباله رئيس بلدية بيت لحم المحامي أنطون، الذي قال إن الاحتفال بأعياد الميلاد في بيت لحم، هو تحدٍ للاحتلال الإسرائيلي وممارساته، ونجاحه مؤشر للتحدي الفلسطيني، والتأكيد على حيوية الشعب واستمرار نضاله.
ومن المقرر أن تنظم بلدية بيت لحم أمسية ميلادية ستبدأ عند تمام الساعة السادسة والنصف مساءً في مركز السلام ستضم العديد من الجوقات والمرنمين المحلييين والعالميين.
وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة المهد التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح.
وفرقت قوات إسرائيلية صباح اليوم بالقوة تظاهرة عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم باستخدام الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المدمع، فيما تعرض عدد من المتظاهرين للاختناق جراء استنشاق الغاز.
وأكد رجال دين مسيحيون، مساء أمس، في مؤتمر صحفي ببيت لحم، رفضهم إعلان الرئيس الأمريكي، مؤكدين أن القدس مدينة لثلاث ديانات، الإسلامية، والمسيحية، واليهودية، وعاصمة لشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وطالبوا المجتمع الدولي بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والعمل الجدي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مدينة رام الله، قررت البلدية إلغاء فعالية القافلة التي تجوب المدينة في أعياد الميلاد يوم الثامن والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام، وارتأت اقتصار الاحتفالات على إضاءة الشجرة التي أطفئت وأعيدت إضاءتها فيما بعد، فيما تحاول البلدية ترجمة فعاليات هذا العام كفعل وطني ومساند ومناصر لما تتعرض له مدينة القدس.
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في فلسطين المطران عطا الله حنا "في العيد نؤكد أن فلسطين أرض مقدسة ومباركة لشعب يناضل من أجل الحرية ويكافح من أجل العيش بكرامته، في ظل دولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس"، بحسب وكالة "وفا" الفلسطينية.
وأشار أن أجمل هدية لهذا العام هو موقف دول العالم المناصر للشعب الفلسطيني وحقوقه ورفضها ما جاء على لسان ترامب.
أهل غزة لن يحتفلوا بعيد الميلاد، إذ إنهم متضامنون مع مواطنيهم في المناطق الفلسطينية الأخرى، وألغت الكنيسة الكاثوليكية في القطاع الاحتفالات، واقتصارها على الصلاة وإقامة الطقوس الدينية المسيحية فقط.
وأوضح ممثل مكتب البعثة البابوية في غزة جورج أنطون "أن العام الحالي للاحتفالات الميلادية يشهد وضعاً خاصاً في ظل ما يحيياه الشعب الفلسطيني عقب اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، بحسب وكالة "فلسطين اليوم".
وأكد أن الكنيسة قصرت الاحتفالات على الصلاة فقط وألغت الاحتفالات المرافقة للأعياد، منها "الكشافة واجتماع العائلات واحتفالات الأطفال"، قائلاً: "بلدنا يمر بمرحلة صعبة وشبابنا استشهدوا وهذا الأمر انتزع البهجة والفرحة ولم يعد لنا نفس للاحتفال بالعيد".
فيما جابت شوارع غزة مسيرة منددة بالقرار الأمريكي، اليوم الأحد، إذ هتف المشاركون في المسيرات "يا عباس ويا هنية بدنا الوحدة الوطنية" و"علو علو علو الصوت، لأمريكا كل الموت".
وفي القدس المحتلة، توافد مسيحيون من أنحاء العالم للاحتفال بعيد الميلاد في المدينة المُحتلة، وسوف يكون أبرز فعاليات هذه الاحتفالات هو قداس منتصف الليل في كنيسة المهد.
وأفادت وزارة السياحة الإسرائيلية بأنه من المتوقع أن يتوافد عشرات الآلاف من السائحين خلال فترة الكريسماس، وأن الفنادق تعمل بكامل طاقتها في عشية الكريسماس في بيت لحم، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
بينما قال أصحاب المحال الذين يقدمون الطعام للزوار في الحي المسيحي بالقدس إن الحركة التجارية بطيئة بشكل غير معتاد خلال فترة الكريسماس، وألقوا باللوم في ذلك على القرار الأمريكي.
فيديو قد يعجبك: