لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بلومبرج: خطة سرية للسلام بين "بن سلمان وصهر ترامب".. و"تيلرسون" منزعج

02:07 م السبت 02 ديسمبر 2017

ترامب وبن سلمان وجاريد كوشنر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت شبكة بلومبرج الإخبارية إن القلق يسيطر على وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بعد إجراء جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حول خطة سرية للسلام في الشرق الأوسط.

ونقلت الشبكة الإخبارية عن ثلاثة أشخاص مقربين من تيلرسون قولهم إن وزير الخارجية يخشى أن يؤدي القرار الناتج عن هذا الاجتماع إلى حدوث فوضى في المنطقة.

وقال مصدران مُطلعان على المحادثات إن كوشنر وبن سلمان اجتمعا من أجل عقد اتفاقية، وصفوها بالتاريخية، من أجل تأسيس دولة فلسطينية، مدعومة ماديا من العديد من الدول، من ضمنها المملكة العربية السعودية.

ونوهت بلومبرج إلى أن التوصل إلى معاهدة سلام في الشرق الأوسط كان الهدف الأهم للولايات المتحدة منذ عقود، مُشيرة إلى أن ترامب وضع كوشنر، 36 عامًا، في منصب مستشار شؤون الشرق الأوسط، للعمل على تحقيق ذلك.

ولفتت الشبكة الإخبارية إلى أن تيلرسون يعتقد أن كوشنر لم يحقق شيئا يُذكر خلال المحادثات، لذلك لم يناقش النتائج مع وزارة الخارجية.

وقال أحد المصادر الثلاثة المقربة من وزير الخارجية، إن المشكلة الرئيسية هي عدم مشاركة كوشنر لما دار بينه وولي العهد السعودي مع الوزارة، وإحاطة ما دار بينهما بالسرية.

وأفادت تقارير نُسبت لمسؤولين في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، بأن ترامب قد يطيح بتيلرسون كوزير للخارجية في نهاية العام، ويستبدله بمدير الاستخبارات المركزية الأمريكية مايك بومبيو. وقال مسؤولون في المكتب البيضاوي، إن كوشنر ليس له علاقة بالأمر من قريب أو بعيد.

وأكد ترامب أن تيلرسون باقِ في منصبه، وأشاد بجهوده، وكتب في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، أمس الجمعة: " رغم أننا نختلف حول مواضيع معينة (كلمتي هي الفاصلة) إلا أننا نعمل معا بشكل جيد، وأمريكا تحظى باحترام كبير من جديد". فيما وصف وزير الخارجية تلك التقارير بـ"المضحكة".

"مخاوف"

كما يخشى تيلرسون ومسؤولون آخرون في الخارجية الأمريكية من أن يعتقد القادة السعوديون، الذين كانوا على خلاف دائم مع الرئيس السابق باراك أوباما، أن الاتصالات مع كوشنر ستمهد لهم الطريق لاستعادة نفوذهم في البيت الأبيض، ويجعل الولايات المتحدة تدعم بعض القرارات، التي ربما لم توافق عليها في ظروف أخرى.

ويرى المسؤولون أن تحركات بن سلمان الأخيرة قد تثبت أن مخاوفهم في محلها، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي حدثت في المنطقة، ومن ضمنها استدعاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الرياض، واستقالته، وتأجيل عودته إلى بيروت، واحتجاز عشرات الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال السعوديين، في إطار حملة المملكة لمكافحة الفساد، وتطورات العدائية الأخيرة التي حدثت في اليمن.

ودعم ترامب في تغريدات على تويتر حملة المملكة لمكافحة الفساد، وأكد أن "الملك سلمان وولي العهد يعلمان بالضبط ماذا يفعلان"، ولم يتعامل البيت الأبيض بحزم مع ما حدث مع الحريري، ولم يعلق على ما يحدث في اليمن.

ووفقا لمسؤول في البيت الأبيض، فإن كوشنر لم يكن لديه أي علم بتحركات السعودية الأخيرة، ونفى مسؤولون بارزون ما تردد عن أن كوشنر أطلع مجلس الأمن القومي، ومستشار الأمن القومي ماكماستر بأي شيء بشأن المملكة.

وبحسب المسؤولين، فإن تيلرسون يخشى أن يؤدي الموقف الأمريكي من السعودية، إلى أن تتعامل السعودية بطريقة أكثر صرامة مع قطر، وأن تتجاوز عقوباتها حد الحصار الاقتصادي، وتصل إلى التدخل العسكري، ويرى أن تصرف كهذا، قد يتسبب في حدوث مخاطر لا يستهان بها.

"تدخل مرفوض"

وقالت بلومبرج إن علاقة كوشنر بولي العهد السعودي، 32 عاما، أصبحت أقوى، مُشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يخشون أن يكون المستشار الأمريكي قد أعطى السعودية ضمانات سرية، وأكد على دعم بلاده لها.

كانت الشبكة الإخبارية أشارت في سبتمبر الماضي، إلى اعتراض الرئيس الأمريكي على مسألة التدخل السعودي العسكري في قطر، ومطالبته المملكة بالتخلي عن هذه الفكرة.

وبحسب المصادر، فإن ترامب طلب من تيلرسون التأكيد على القادة السعوديين إن أمريكا لن تتساهل مع أي محاولة لتغيير النظام الحاكم في قطر، حتى إذا سمعوا كلام غير ذلك من كوشنر.

ونفى مسؤول سعودي بارز وجود أي خطط للتدخل العسكري في قطر، وقال: "الدوحة دولة صغيرة، وتعاملنا معها عن طريق المقاطعة، ونسيناها الآن". وتابع: "ستعود إلى صوابها، وستعلم حجمها الطبيعي قريبا".

"محاولات فاشلة"

وبحسب الشبكة، فإنه من غير الواضح حتى الآن إلى أي مدى ذهبت المحادثات بين كوشنر وبن سلمان، وشكك بعض المسؤولين الأمريكيين من نجاح جهودهما، خاصة فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لاسيما وأن التوصل إلى اتفاق سلام يتطلب موافقة ودعم عدد من الزعماء والقادة المتنافسين في المنطقة.

وما يزيد من تشكك هؤلاء المسؤولين، هو أن كوشنر الذي يتولى مسؤولية مفاوضات السلام، ليس لديه أي خبرة دبلوماسية أو حنكة سياسية، كما أن معرفته محدودة بالمنطقة الأكثر تقلب في العالم.

وبالرغم من ذلك، أظهر ترامب إيمانا كبيرا بقدرة كوشنر على تحقيق اتفاق السلام، والذي يعتبره أهم انجاز قد يحققه أي صانع قرار أو دبلوماسي في حياته المهنية، وقال الرئيس الأمريكي في حفل تنصيبه موجها كلامه لزوج ابنته: "إذا لم تستطع التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط، فلن يتمكن أحد من فعل ذلك"، مؤكدا أنه طوال حياته يسمع أن هذا الاتفاق هو الأصعب، ولكنه يؤمن بأن كوشنر سيفعلها.

وقال مايكل أنتون المتحدث باسم مدير مجلس الأمن القومي مكماستر، في بيان رسمي، إن المجلس يعتقد أن الفريق المسؤول عن التوصل لاتفاقية سلام فلسطينية- إسرائيلية، والذي يقوده كوشنر، يقوم بعمله بشفافية، ويطلعون الجميع بما يتوصلون إليه خلال محادثتهم مع السعودية، وغيرها من الدول.

فيديو قد يعجبك: