من هو الأمير متعب وزير الحرس الوطني السعودي المقال؟

كتبت - هدى الشيمي:

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سلسلة من المراسم الملكية أمس السبت، أقال فيها مجموعة من الوزراء، من بينهم ابن أخيه، الأمير متعب بن عبد الله، وزير الحرس الوطني، والذي جاء اسمه على قائمة الفساد الصادرة عن اللجنة العُليا لمكافحة الفساد، التي تشكلت برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي.

وكان الأمير متعب، 64 عامًا، الاستثناء الوحيد من التغييرات في المناصب التي حدثت في المملكة في إبريل الماضي، إذ أصدر الملك سلمان سلسلة أوامر ملكية شملت عدة تغييرات سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية ومناصب حكومية.

ارتبط اسم متعب، الابن الثالث للملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بالحرس الوطني، فعمل في مدارس الحرس العسكرية في الرياض، وشغل عددًا من المناصب المرموقة، قبل أن يتولى رئاسة الوزارة.

عيّنه أبوه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في 1983، قائدًا لكلية الملك خالد العسكرية.

وصدر أمر بترقيته من عقيد إلى رتبة فريق ركن عام 1995، وبعد خمسة أعوام أصدر خادم الحرمين الشريفين، وقتذاك، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أمرًا ملكيًا باستحداث منصب نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، وترقية متعب إلى رتبة فريق أول ركن، وتعيينه في هذا المنصب.

وتم تعيين متعب نائبًا لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية بمرتبة وزير، وبإنهاء خدمته العسكرية، تنفيذًا لأمرين ملكيين أصدرهما خادم الخرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 2009.

وبعد عام واحد أصدر الملك أمرًا بإعفاء الأمير بدر بن عبدالعزيز آل سعود، نائب رئيس الحرس الوطني، من منصبه، بناءً على طلبه، وتعيين الأمير متعب وزير دولة عضوًا في مجلس الوزراء، رئيسًا للحرس الوطني. في 2013 صدر أمر آخر بتحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة بنفس الاسم، وشغل متعب رئاستها.

وتتولى وزارة الحرس الوطني السعودي مجموعة من المهام، من بينها مساندة القوات المسلحة خلال الحرب مع عدو خارجي، ومساندة الحرس الملكي عند الضرورة، والعمل على نشر الأمن والأمان ومكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية.

وقال الباحث جوزيف كشيشيان في كتابه "السلطة وتعاقب الحكم في الممالك العربية"، إن متعب محبوب لدى القيادات القبلية، والأهم من ذلك لدى المجندين الذين يستفيدون من سخائه في العطاء.

وتابع: "في أقل من 50 عامًا غيّر الحرس حال قطاع من سكان المملكة من عناصر قبلية معدمة إلى مجندين ميسوري الحال مسلحين تسليحا جيدا ومدربين تدريبا عاليا". 

وكانت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، قد أشارت إلى أن متعب يملك فندق أوتيل دي كريون الراقي في وسط باريس، موضحة أنه اشتراه عام 2010 بمبلغ 354 مليون دولار.

ومع قيام الملك سلمان بإبعاد منافسين محتملين لابنه بالاستعانة بخبراء تكنوقراط ليحلوا محل كبار الأمراء في الحكومة، أصبح الأمير متعب آخر عضو كبير من الأسرة المالكة بالحكومة لا يرتبط بعلاقة وثيقة بالملك أو بابنه.

وكانت قناة الحرة قد نقلت عن دبلوماسي غربي، أن الأمير متعب كان أخر عضو كبير من الأسرة المالكة بالحكومة، والذي لا يرتبط بعلاقة وثيقة بالملك أو ابنه، ورجح الدبلوماسي أن يدمج محمد بن سلمان الحرس الوطني في وزارة الداخلية لكي يهمّش دور متعب.

ونشر ناشطون سعوديون بارزون على موقع تويتر، من بينهم حساب شهير يحمل اسم مُجتهد، معلومات تزعم أن محمد بن سلمان قد يحاول إقصاء متعب من منصبه، كرئيس الحرس الوطني، لكي يتمكن من تولي العرش دون تهديدات.

يُذكر، أن لجنة عليا لمكافحة الفساد في السعودية أوقفت عددًا من الأمراء والوزراء السابقين، وأوضحت قناة العربية الإخبارية السعودية أن تحقيقات جديدة فُتحت بشأن ملف سيول جدة في 2009، والتحقيق في قضية وباء كورونا الذي انتشر عام 2012.