لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كواليس خطة ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

12:56 م الإثنين 13 نوفمبر 2017

كواليس خطة ترامب للسلام بين الفلسطنيين والإسرائيلي

كتبت- رنا أسامة:
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تفاصيل "خطة سلام" جديدة وضعها الرئيس دونالد ترامب ومُستشاروه لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المُستمر منذ عقود، قائلة إنها "تتخطّى كل المبادرات الأمريكية السابقة؛ سعيًا لتحقيق ما يُطلق عليه الرئيس الأمريكي (الصفقة النهائية)".

بعد 10 أشهر على دراسة الجوانب الشائكة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، نقلت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن فريق ترامب انتقل إلى مرحلة جديدة من خطة السلام الشرق أوسطي؛ على أمل إنهاء الجمود الذي أصاب الرؤساء السابقين -بمن فيهم الأكثر خبرة في شؤون المِنطقة- بالإحباط.

يأتي هذا في الوقت الذي تُحاصَر فيه جهود عملية السلام بشبكة من القضايا الأخرى التي تعصف بالمنطقة الآن، بما في ذلك مواجهة المملكة العربية السعودية المُحتدمة مع حزب الله المدعوم من إيران في لبنان. فضلًا عن تخوّف إسرائيل من حزب الله وقلقها إزاء خطط طهران لإقامة ممر أرضي في جنوب سوريا. الأمر الذي يعني أن "اندلاع حرب مع حزب الله من شأنه تقويض أي مبادرة سلام مع الفلسطينيين"، وفق الصحيفة.

وفي خِضم تلك القضايا، جمع فريق الرئيس ترامب "وثائق أوليّة غير رسمية"، تبحث مختلف القضايا المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال مسؤولون إنهم "يتوقعون معالجة نقاط الخلاف الدائمة، وأبرزها وضع القدس والمستوطنات في الضفة الغربية المُحتلة". وبالرغم من عدم التزام ترامب بدولة فلسطينية، يُرجّح مُحلّلون بناء الخطة حول ما يسمى "حل الدولتين" الذي مثّل لُبّ جهود السلام لسنوات.

وقال جايسون دي جرينبلات، مبعوث ترامب للسلام بالشرق الأوسط وكبير مفاوضيه، "أمضينا الكثير من الوقت، في الاستماع والانخراط مع الإسرائيليين والفلسطينيين والقادة الإقليميين الرئيسيين، على مدى الأشهر القليلة الماضية، في مسعى إلى الوصول إلى اتفاق سلام دائم".

وأضاف "واشنطن لا تنوي وضع جدول زمني مُصطنع بشأن تطوير أو تقديم أي أفكار مُحددة، ولن تفرض خطتها على الأطراف المعنيّة". وأشار إلى أن الهدف الأمريكي يتمثّل في "تسهيل، وليس إملاء، اتفاق سلام دائم لتحسين ظروف عيش الإسرائيليين والفلسطينيين والوضع الأمني بالمنطقة"، على حد تعبيره.

وإلى جانب جرينبلات، يضم الفريق الذي وقف على صياغة الخطة، ثلاثة آخرين هم "جاريد كوشنر -صِهر ترامب، دينا باول -نائب مستشار الأمن القومي، وديفيد فريدمان، السفير الأمريكي لدى تل أبيب".

ولفتت الصحيفة إلى أنهم يُجرون تشاورات مع دونالد بلوم، القنصل العام في القدس، وآخرين من وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي. وقال المسؤولون إن "هذا الجهد قد يستمر حتى أوائل العام المُقبل.

وذكرت الصحيفة أن ترامب وفريقه لا يستشعرون الحرج في إظهار موالاتهم لإسرائيل؛ فالرئيس الأمريكي أبدى فخره سابقًا بكونه "الصديق الأكبر" لإسرائيل، ويُعد كوشنر وجرينبلات وفريدمان، من اليهود الأرثوذكس، وتجمعهم علاقات وثيقة مع إسرائيل. أما دينا باول، فهي مصرية قبطية. كما أن كوشنر طوّر علاقات وثيقة مع المسؤولين السعوديين والعرب، وقام مؤخرًا بزيارة إلى الرياض، فيما التقى ترامب 3 مرات نتنياهو وعباس، كلٍ منهم على حدة.

ولاقت جهود فريق ترامب ترحيبًا من طرفي الصراع، إذ قال المبعوث الفلسطيني لدى واشنطن حسام زملوط، في مقابلة: "نعتبر ذلك فرصة تاريخية، ولن ندخر جهدًا لدعم استثمار الرئيس ترامب في مستقبل أفضل". في حين أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارة إلى لندن هذا الشهر، أن أعضاء الفريق "يحاولون التفكير بطريقة مبدعة".

وكتب باراك رافيد، الصحفي الإسرائيلي الذي نشر قصصًا حول الجهد الأمريكي في عملية السلام، في صحيفة "هاآرتس" اليسارية، الربيع الماضي، يقول إن "السيد ترامب نجح في إحلال السلام، الذي بات في السنوات الأخيرة يُمثّل كلمة قذرة، والعودة إلى صدارة الخطاب العام والسياسي الإسرائيلي ".

لكن في الأروقة الخاصة، يُعرب المسؤولون من كلا الجانبين عن قلقهم من أن ترامب وفريقه لا يزالون "ساذجين" في شؤون الشرق الأوسط وغير كُفء في تحقيق أهدافهم. وفي هذا الصدد يقول دنيس روس، مفاوض السلام في الشرق الأوسط، إن فريق ترامب "قام بعمل جيد جدًا لتقديم نفسه وفقًا لما استمع إليه". وهو الآن "يأخذ خطوات جديّة" في المنطقة.

وأكّد روس أن قرار تقديم خطة ملموسة على الأرض يُصبح ذي قيمة إذا أُعِدّ له مُقدّمًا. "إذا قمت ببساطة باستئناف المحادثات بدون أن يرافق ذلك أي شيء، لا أحد سيأخذ ما تقوم به على محمل الجد". وأضاف: "سيقول الناس حينها لقد شاهدنا هذا الفيلم في السابق. عليك أن تُظهِر لهم أن شيئًا جديدًا يحدث هذه المرة".

ويتوقع بعض المحللين أن تحمل خطة ترامب بنودًا لتعزيز الثقة، تستلزم موافقة مُسبقة عليها من جانب كلا الطرفين. بالنسبة لإسرائيل، قد تنطوي على تقييد الأنشطة الاستيطانية وتجديد التزامها بحل الدولتين، ومنح الفلسطينيين صلاحيات أوسع في أجزاء من الضفة الغربية. أما بالنسبة للفلسطينيين، فقد تتضمّن استئناف التعاون الأمني التام مع إسرائيل، والكف عن البحث عن الاعتراف الدولي، والتوقف عن تقديم الأجور لعائلات وأسر الأسرى الفلسطينيين المُعتقلين على خلفية تنفيذ هجمات إرهابية.

ويرجّح المحللون، بحسب الصحيفة، أن تُضيف دول عربية، وتحديدًا مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن، التزاماتها الخاصة في الخطة الجديدة، بما تنطوي عليه من فتح الأجواء الجوية أمام طائرات الركاب الإسرائيلية، وتقديم تأشيرات عمل، وكذلك ربط شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية. فيما نفى مسؤول في البيت الأبيض كتلك الترجيحات، مُعتبرًا إيّاها مجرد "تكهنات".

وشدّد المبعوث الفلسطيني، حسام زملوط، على أن أي خطة سلام ينبغي أن تؤسس دولة فلسطينية ذات سيادة على طول حدود قبل حرب 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية. وأضاف "هذا ليس جل ما يمكن أن نبذله. إنه الحدّ الأدنى فقط". وتابع "ما يحتاج الجميع إلى فهمه هو أنه تم التوصل إلى تسوية تاريخية".

بدورهم، يضغط حلفاء إسرائيل في واشنطن من الجانب الآخر، ومن المُقرر أن تنظر لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، يوم الأربعاء، في مشروع قانون لخفض المساعدات للسلطة الفلسطينية ما لم تتوقف عن تقديم أجور لأسر الأسرى الفلسطينيين.

وقال دوج لامبورن، النائب الجمهوري من ولاية كولورادو، "إذا كان الفلسطينيون شركاء جديرين بالثقة فى أي نوع من مناقشات السلام، عليهم أن يُظهِروا أنهم لا يُحرّضون على الإرهاب".

وتابع "عندما تدفع لأسر الأسرى -وبالأحرى كلما دفعت لهم المزيد- كلما زاد عدد اليهود القتلى، وهذا هو التحريض الخالص على الإرهاب". فيما يؤكّد القادة الفلسطينيون أن هذه المدفوعات تهدف إلى مساعدة الأُسر المُعدمة، وليس لتعزيز الإرهاب، مُتهمين إسرائيل بدعم العنف بتشجيع المستوطنين فى الضفة الغربية.

ويعتقد بعض المحللين، وفق "نيويورك تايمز"، أن الزعيمين نتنياهو وعباس يُجريان لعبة تهدف ببساطة إلى إلقاء كل طرف اللوم على الآخر، ما يقود في نهاية المطاف إلى انهيار عملية السلام. يقول جرانت روملي، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، إن أكبر عائق أمام عملية السلام هو الزعيمان".

وأضاف "لعب نتنياهو وعباس هذه اللعبة، على مدى تاريخ طويل جدًا، بشكل جيد حقا. وهم لا يثقون في بعضهم البعض، ولا أعتقد أنهم سيثقون في بعضهم مُطلقًا".

كان ترامب تعهد أثناء حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وبعدما انتُخب رئيسا اختار سفيرًا إلى تل أبيب معروف بمواقفه المؤيدة للاستيطان غير أن قرار نقل السفارة أُجل ولم ينفذ حتى الآن.

وسبق وأعلن ترامب، في فبراير الماضي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، أنه يعتبر أمرا ممكنا أن يقوم حل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على مبدأ الدولة الواحدة. وقال ترامب آنذاك "أدرس كلاً من حل الدولتين، والحل الذي ينص على وجود دولة واحدة، وسيعجبني الاتفاق الذي سيعجب كلا الطرفين" الفلسطيني والإسرائيلي.

وخلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي في البيت الأبيض، أشار الرئيس المصري إلى ثقته الكبيرة في قدرة الرئيس ترامب على إنجاز "صفقة القرن" في قضية القرن، وهو التصريح ذاته الذي أدلى به الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) خلال لقائه ترامب في البيت الأبيض.
ويرفض المسؤولون الأمريكيون حتى الآن توضيح "صفقة القرن" أو الكشف عن تفاصيلها.

اقرأ ايضًا:

تقرير إسرائيلي: السعودية خيرت عباس بين قبول خطة ترامب أو الاستقالة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان