محللون يجيبون: هل غيّر ظهور سعد الحريري من فرضية "احتجازه" بالسعودية؟
كتب - محمد مكاوى:
في أول ظهور تليفزيوني له عقب تقديم استقالته؛ أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أنه سيعود مُجددًا إلى لبنان في وقت قريب، قبل أن ينفي -خلال حواره مع تليفزيون المستقبل اللبناني- ما يتردد حول احتجازه من قبل السلطات السعودية، في إطار حملة الفساد التي طالب وزراء وأمراء سعوديون.
ويعتبر هذا اللقاء التلفزيوني الأول بعد أسبوع من إعلان الحريري استقالته من السعودية، موجهاً سهامه نحو حزب الله اللبناني وإيران، الأمر الذى أثار لغطاً كبيراً وتراشقاً بالتهم بين عدة أطراف.
واستقال رئيس الوزراء سعد الحريري السبت الماضي من السعودية في خطاب متلفز وجه فيه انتقادات حادة واتهامات لإيران وحزب الله.
وأثارت الاستقالة الكثير من الجدل وسط اتهامات للسعودية بإخضاع رئيس وزراء لبنان للإقامة الجبرية ضمن حملة احتجزت فيها الرياض عشرات الأمراء والوزراء السابقين والحاليين في إطار ما وصفته بالحرب ضد الفساد، وهو ما نفاه الحريري قطعاً.
وكان للحريري أكثر من تصريح بخصوص حزب الله، والرئيس ميشال عون، وحقيقة احتجازه بالسعودية، علاوة على تأكيده بالعودة إلى لبنان قريباً فضلا عن رسالته لكتلة المستقبل اللبنانية.. (فيديو - ماذا قال سعد الحريري في أول ظهور تليفزيوني له عقب الاستقالة؟)
"عودة غير متوقعة"
من جانبه، قال الباحث السياسي اللبناني طلال العتريسي، إن المقابلة لا تبدو أنها أجريت في منزل سعد الحريري كما قُدم في بداية الحوار ويبدو أيضاً أن أشخاصاً آخرين حضروا المقابلة ولذلك لا أتوقع عودته إلى لبنان خلال أيام كما قال.
وأضاف العتريسي، في اتصال هاتفي مع مصراوي من بيروت، الأحد: "شكل وإخراج المقابلة التلفزيونية عززت فرضية احتجاز الحريري في السعودية كما كُتب ونشر في العديد من وسائل الإعلام اللبنانية والعالمية رغم محاولات الحريري المتكررة لنفيها".
وتابع العتريسي أن لهجة الحريري خلال اللقاء التليفزيوني، كانت أقل حدة من خطاب الاستقالة قبل أسبوع، وقال "أعتقد أن الحريري ترك باب الاستقالة مفتوحاً، خاصة أنه تحدث عن عودته إلى لبنان لبحث الاستقالة ويبدو أنه غير مُصر عليها.. هو يطلب سياسية النأي بالنفس".
ويُضيف الباحث اللبناني بالقول "أعتقد أن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق خاصة أن التسوية الحكومية التي جاءت بالحريري رئيساً للحكومة كانت بالتشاور مع كل القوى الداخلية والخارجية، علاوة على أن الحريري لم يُقدم أجوبة شافية على الأسئلة وكان واضحاً أنه يتهرب منها.
"تهرب من الأسئلة"
على صعيد آخر، يرى رئيس مركز دلتا للدراسات المعمقة في بيروت الدكتور محمود حيدر إن رئيس الحكومة سعد الحريري ظهر عليه "الوهن والارتباك" خلال المقابلة "المفاجئة" التي أجراها في العاصمة السعودية الرياض.
وقال حيدر، في اتصال هاتفي مع مصراوي من بيروت، الأحد، إنه من ناحية الشكل كان الحريري يحاول التهرب من الأسئلة القوية والعميقة التي طرحتها عليه المحاورة مما يُعزز ما قيل عن وضعه قيد الإقامة الجبرية أو الاحتجاز في المملكة.
وأضاف الباحث اللبناني أنه من ناحية المضمون جاءت إجابات الحريري مختلفة عن خطاب الاستقالة الذي ألقاه قبل أسبوع وكان يستخدم فيه عبارات قوية وشنّ خلاله هجوماً عنيفاً وغير مسبوق على إيران وحزب الله.
وتوقع أن يكون القصد من المقابلة هو محاولة سعودية لفتح الباب أمام حوار مع إيران بعد "فشل حملتها التصعيدية الأخيرة وخاصة أنها لم تجد دعماً أمريكياً أو أوروبياً أو حتى عربياً".
وقال حيدر إن السعودية لديها "زلزال داخلي وهو حملتها الأخير التي أطلقت عليها محاربة الفساد"، فضلاً عن وصول الوضع في اليمن وسوريا إلى أفق مسدود ولذلك فإنها ترى أنه لا تستطيع فتح جبهة جديدة في لبنان.
وتابع: "أتوقع عند عودة الحريري إلى لبنان خلال أيام أن يرفض الرئيس عون الاستقالة أو أن يقبلها ويعيد ترشيحه مرة أخرى لرئاسة الحكومة ليبدأ الحريري المشاورات مع الفرقاء اللبنانيين".
الحريري حُرّ
قال المحلل السياسي اللبناني، لقمان سليم، إن اللقاء التلفزيوني لرئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، به نقطتان بارزتان، الأولى خروجه بهذا الشكل من خلال مقابلة تديرها إعلامية لبنانية معروفة ينفي الكثير مما قيل عن احتجازه أو وضعه تحت الاقامة الجبرية في السعودية، مشدداً على أهمية تلك المقابلة لأنها تعيد الأمور إلى نصابها فيما يتعلق بحيثيات وجود الحريري في المملكة.
وأضاف سليم خلال لقاء له على فضائية "الغد" الاخبارية، مساء الأحد، أن الأمر الثاني هو أن ما قاله الحريري يمكن وصفه بالنسخة "الملطفة" من بيان استقالته، بمعني أن كل البنود التي جاءت بشكل فج بعض الشيء في الاستقالة من الهيمنة على القرار اللبناني وغيرها كررها اليوم "الحريري".
وتابع "رئيس الوزراء المستقيل أشار إلى أن التسوية التي كانت قائمة في لبنان باتت في حاجة إلى المراجعة، والبند الأساسي بها هو النأي بالنفس"، مؤكدا أن ما يطرحه الحريري هو أن يُحيّد لبنان نفسه، والذي يفترض عملياً قرارا إيرانيا بالكف عن استخدام لبنان كمنصة والتوقف عن اعتبار حزب الله كميلشيا عابرة للبلدان.
فيديو قد يعجبك: