بلومبرج: قطر بصدد وقف بيع الدولار للمُقرضين الأجانب بسبب المقاطعة
كتبت- رنا أسامة:
قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، في تقرير نُشر عبر موقعها الرقمي، الثلاثاء، إن عددًا من البنوك القطرية أوشكت على اتخاذ قرار بوقف بيع الدولار للمُقرضين الأجانب فى خضم أزمة اقتصادية نتجت منذ أكثر من 100 يوم، بعد مقاطعة دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر (مصر والسعودية والإمارات والبحرين).
ونقلت الوكالة الأمريكية عن مصادر مُطلعة، رفضت الكشف عن هويّتها لحساسية الأمر، قولهم إن نشاط النقد الأجنبى بين البنوك المحلية والدولية يكاد يكون "راكدًا" فى ظل إحجام المقرضين القطريين بشكل متزايد عن تقديم عروض أسعار لبيع الدولار.
وأضافت المصادر أن البنك المركزى ما يزال يقدم الدولارات للمقرضين المحليين لدعم الأعمال المحلية بسعر ثابت قدره 3.64 ريال لكل دولار. وللحصول على دولارات لتمويل الواردات والأنشطة التجارية للعملاء المحليين، تلجأ البنوك الأجنبية إلى السوق الخارجي لشراء العُملة الأمريكية بأعلى سعر وقد تضطر إلى تطبيق هذه التكاليف على عُملائها، وبعضهم في قطر، وفق المصادر.
وارتفع الريال القطري إلى 3.6667 مقابل الدولار في السوق البحرية، الثلاثاء، بعد انخفاضه إلى 3.80 يوم الاثنين، في أدنى مستوى له منذ عام 1988، وفقا للبيانات التي جمعتها بلومبرج.
واعتبر محمد أبوباشا، الخبير الاقتصادي لدى المجموعة المالية هيرميس، أن "الأمر يتعلق بالمزيد من الحذر من جانب البنوك في مواجهة ظروف استثنائية ناتجة عن ضغط السيولة، مُضيفًا أن "الأسواق الخارجية غالبًا ما تُستخدم من قبل شركات متعددة الجنسيات تحاول أن تنأى بنفسها بعيدًا عن جشع المضاربين".
من جهةٍ أخرى، قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية اليوم، الأربعاء، إن صندوق الثروة السيادي القطري ضخ أكثر من 20 مليار دولار، في البنوك، لتخفيف أثر قطع أربع دول عربية علاقاتها مع قطر لاتهامها بدعم التطرف والجماعات الإرهابية. وقال علي شريف العمادي، وزير المالية القطري، للصحيفة إن ودائع الصندوق استخدمت لعمل "مصد" وتوفير سيولة للنظام البنكي بعد أن عانت قطر من هروب أكثر من 30 مليار دولار. وأضاف أن "الإجراء هو إجراء استباقي احترازي."
كانت وكالة موديز للتصنيف الائتماني قالت الشهر الماضي إن قطر ضخت 38.5 مليار دولار في اقتصادها منذ اندلاع الأزمة. وخفض صندوق الثروة السيادي القطري أرصدته في بنك كريديت سويس السويسري، وشركة روزنفت الروسية للنفط وشركة المجوهرات تيفاني أند كو.
لكن العمادي قال إن تلك الإجراءات متعلقة باستراتيجية استثمارية خاصة بالصندوق. وقال "لينا أصول سائلة كافية. لذا إذا رأينا فرصة، سوف نتحرك. لن نوقف أعمالنا واستراتيجياتنا لأن لدينا مشكلة مع بعض البلدان المجاورة".
وتستمر الأزمة الخليجية منذ أكثر من 100 يوم وسط تعنّت قطري، وقلق دولي وإقليمي من تصاعُد الأزمة وإطالتها، في الوقت الذي تتعثّر فيه جهود الوساطة للحل، وتتزايد دعوات "آل ثاني" لاجتماعات عاجلة لإنقاذ قطر، فيما وصفته صحف الخليج "انتفاضة ضد تنظيم الحمدين".
كانت الأزمة أخذت في التفاقم منذ الخامس من يونيو الماضي، بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع علاقاتهم الدبلوماسية وروابطهم التجارية مع قطر على خلفية اتهامات للدوحة بدعم وتمويل الإرهاب، والتدخّل في الشؤون الداخلية لتلك الدول، وهو ما تواصل الدوحة نفيه بشدة.
فيديو قد يعجبك: