لماذا اختار ميشال عون السعودية لتكون أولى جولاته الخارجية؟
كتب – محمد مكاوي:
بعد خلاف لبناني سعودي دام أكثر من عشرة أشهر، بدأت العلاقات تعود تدريجيا بعد انتخاب ميشال عون – حليف حزب الله – رئيسًا للبنان وقدوم وفد سعودي رفيع المستوى إلى بيروت لتهنئته، وصولا إلى اختيار عون الرياض لتكون أولى جولاته الخارجية لينهي بشكل كبير الخلاف بين البلدين.
وزار عون الرياض في أولى جولاته الخارجية بعد انتخابه رئيسًا للبنان، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أقام مأدبة غداء على شرفه.
كان وفد سعودي برئاسة أمير مكة مستشار العاهل السعودي، الأمير خالد الفيصل، وضم وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، نزار مدني، وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في نوفمبر الفائت والتقى ميشال عون لتهنئته بانتخابه رئيسا للبنان.
ووجه الوفد دعوة من العاهل السعودي إلى عون لزيارة المملكة في أقرب فرصة. وأجرى لقاءات مع رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلّف، سعد الحريري.
الباحث السياسي البناني الدكتور طلال العتريسي قال إن "زيارة عون إلى لبنان جاءت بعد توافق لبناني داخلي أسفر عن رئيس منتخب ورئيس حكومة بقيادة سعد الحريري".
وأضاف العتريسي في اتصال هاتفي مع مصراوي من بيروت، الأربعاء، أن " السعودية هي التي كانت على عداء مع لبنان بعد أن سحبت السفير رعاياها وأوقفت السياحة الخليجية وعلقت الهبة العسكرية".
وتوترت العلاقات السعودية اللبنانية في فبراير من العام الفائت، بعد إلغاء المملكة المساعدات (الهبة) العسكرية إلى لبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار إثر تحفظ لبنان على بيان للجامعة العربية يدين إيران وتدخلها في شؤون الدول العربية.
وتحفظ وزير خارجية لبنان على بيان الجامعة العربية لأنه يضم حزب الله اللبناني الذي تصنفه السعودية منظمة إرهابية، إلا أن الوزير اللبناني قال إن حزب الله فصيل سياسي ويشارك في الحكومة اللبنانية.
ويشمل برنامج المساعدات السعودية تسليم أسلحة وتجهيزات عسكرية فرنسية (دبابات ومروحيات ومدافع…) إلى الجيش اللبناني بقيمة 2،2 مليار يورو.
إلا أن مصدر لبناني أفاد لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) بأن السعودية أنهت تجميد المساعدات العسكرية للبنان.
وقال المصدر الذي وصقته الوكالة بأنه في وفد الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي أجرى محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز "انتهى التجميد". وأضاف " هناك تغيير فعلي، ولكن متى وكيف، علينا أن ننتظر لنرى. فُتحت صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين".
الباحث اللبناني العتريسي يرجع اختيار عون للسعودية لتكون أول وجهة خارجية وليس مصر التي رجحت تقارير صحفية أن تكون إليهخا بسبب الدور الذي لعبه وزير الخارجية المصري سامح شكري في تقريب وجهات النظر بين الأطياف السياسية اللبنانية قبيل انتخاب عون إلى أكثر من عامل.
وزار وزير الخارجية سامح شكري، العاصمة اللبنانية بيروت، في أغسطس الفائت والتقى خلالها بأغلب القوى السياسية الفاعلة في لبنان من أجل إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي.
العامل الأول لاختيار السعودية – بحسب العتريسي – هو أن العلاقات السعودية اللبنانية كانت متوترة عكس العلاقة مع القاهرة.، أما العمل الثاني هو الملفات الاقتصادية والاستثمارية مع الرياض كان يجب أن تكون أولوية، خاصة مع الوضع المتردي للاقتصاد اللبناني.
ونفى العتريسي أن تكون زيارة عون إلى السعودية لها علاقة بتلويح إيران بتسليح الجيش اللبناني بحسب ما ذكرته تقارير صحفية.
الرئيس اللبناني ميشال عون أكد عودة العلاقات اللبنانية السعودية إلى سابق عهدها. وقال "من البديهي أن تكون العلاقات طبيعية، بغض النظر عن أي تباينات يمكن أن تنشأ ومن أي تباينات ظهرت سابقًا في النظرة إلى الملف السوري".
وأضاف عون في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية من الرياض أن "هناك قرار متخذ بشأن عودة السياح، أما متممات هذا الموضوع فسيتم بحثها بين المختصين من البلدين. هناك قطاعات تجب معالجتها، كموضوع قطاع الطيران الذي يحتاج إلى اهتمام، وأيضًا مسألة التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفارة (السعودية) في بيروت".
وفيما يخص مسألة المساعدات العسكرية السعودية إلى لبنان قال عون إن "هذا أمر يناقشه وزيرا الدفاع في البلدين".
ومن المقرر أن يتوجه عون إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد ختام زيارته الرسمية إلى الرياض.
فيديو قد يعجبك: