سفارة جنوب السودان بالقاهرة توضح "تفاصيل" الأحداث الدامية في العاصمة جوبا
كتب – محمد مكاوي:
أصدرت سفارة دولة جنوب السودان بيانا صحفيا، للتعليق على أحداث الدامية التي شهدتها العاصمة جوبا خلال الأيام الماضية والتي قتل فيها أكثر من 200 شخص.
وقالت السفارة في بيانها الذي تلقى مصراوي نسخة منه اليوم الخميس، إنها تعرب عن بالغ أسفها للأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة جوبا أيام 7، 8، 10، 11 يوليو 2016 والتي زُهقت فيها أرواح غالية من أبناء جنوب السودان نتيجة الشائعات المغرضة، كما تود السفارة أن توضح الحقائق والتفاصيل الكاملة حول هذه الأحداث.
وأضافت السفارة أن " الأحداث بدأت بتاريخ 7/7/2016 عند ما قتل (5) جنود من الجيش الشعبي النظامي بواسطة أفراد من القوات التابعة للنائب الأول لرئيس الجمهورية الدكتور رياك مشار عندما حاولوا إيقاف عربة محملة بالجنود والسلاح تابعة لقوات النائب الأول عند نقطة تفتيش قوديلي شمالي جوبا، ولم تنصاع هذه القوة لأوامر التفتيش وقامت بمهاجمة نقطة التفتيش وأسفر عن ذلك مقتل (5) من أفراد الجيش الحكومي".
وحث مجلس الأمن الدولي الطرفين على وقف القتال وسط مخاوف على سلامة ملايين المدنيين. وفي بيان صدر بإجماع دوله الأعضاء الـ 15، استنكر المجلس "بأشد العبارات" العنف، وعبر عن "صدمة وغضب بشكل خاص" بسبب الهجمات على مواقع الأمم المتحدة.
وتابعت "بتاريخ الثامن من يوليو الجاري دعا رئيس الجمهورية الفريق أول سلفا كير ميارديت كل من النائب الأول لرئيس الجمهورية رياك مشار ونائب رئيس الجمهورية واني ايقا لاجتماع بالقصر الرئاسي لبحث الاوضاع الأمنية بالبلاد وتكوين لجنة تحقيق عن الأحداث المؤسفة التي وقعت باليوم السابق".
ودعت جامعة الدول العربية الأطراف جميعًا بنذ العنف ووقف إطلاق النار والالتزام بتنفيذ اتفاقية السلام الذي وقع في أغسطس 2015 والذى أنهى الحرب الأهلية التي اندلعت في 2013 وأسفر عن تشكيل حكومة وحدة بقيادة الرئيس سيلفا كير".
وأوضحت السفارة أن "النائب الأول وصل للاجتماع برفقة قوة كبيرة من حرسه الخاص على متن 21 سيارة دفع رباعي محملة بالجنود والسلاح. بالإضافة الي سيارة إسعاف تم إخفاء كمية من الأسلحة بداخلها – بحسب البيان، مشيرة إلى أن نشر هذا العدد الهائل من القوات داخل القصر الرئاسي وخارجه خلق جو من التوتر بين قوات الحرس الرئاسي وقوات النائب الأول.
وقالت السفارة إنه "وفي أثناء الاجتماع أدلى جيمس داك السكرتير الصحفي للنائب الأول بإدلاء بتصريح صحفي لوسائل التواصل الاجتماعي ذكر فيه أن النائب الأول اعتقل داخل القصر الرئاسي، مما أدى الى اشتباك بين قوات الطرفين نتج عنه وفاة (272) شخصاً وفقاً لبيان وزارة الصحة بجنوب السودان. وذلك وق تأن كان الجميع يترقب خطاب من رئيس الجمهورية الى الشعب بمناسبة الذكرى الخامسة للاستقلال".
وأجلت العديد من الدول دبلوماسييها ورعاياها وعمال الإغاثة من البلاد إثر القتال الدامي في الشوارع.
وأوضحت أن "في تمام الساعة 5:15 مساء قدم إلى القصر الرئاسي المقدم ديفيد ريو يتبع قوات رياك مشار – وصفته السفارة بأنه المتهم الأول في احداث يوم السابع من يوليو - وقام بإثارة المشاكل وقتل أحد جنود الحرس الرئاسي في داخل القصر. على إثر ذلك اندلعت أحداث اقتتال بين القوتين قتل فيها عدد كبير من القوات. وتم صد قوات النائب الأول – على حد قول البيان.
وأشارت السفارة إلى أن المقدم ديفيد ريو لم يكن من ضمن القوة المرافقة للنائب الأول الى القصر. كل ذلك حدث في وقت كان الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار يعقدان مؤتمراً صحافياً عقب الاجتماع.
ودعا مجلس كنائس جنوب السودان إلى الهدوء، قائلا: "ندين جميع أعمال العنف دون استثناء، وانتهى وقت حمل السلاح واستعماله، وحان الآن وقت بناء وطن موحد".
وقالت سفارة جنوب السودان، إن الرئيس كير شَكّل لجنةً لتقصي الحقائق حول الأحداث التي جرت يوم 7 / 7 بمنطقة قوديلي وأسند رئاستها الى نائب دكتور رياك مشار في المعارضة وهو السيد ألفريد لادو قوري وهو في الوقت ذاته وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، على أن يقدم تقريراً عن الأحداث خلال 10 أيام.
وأضافت "بتاريخ 10/7/2016م وعند الساعة 8:00 صباحاً قامت قوة تابعة للنائب الأول من مقر رئاستها بمهاجمة واحتلال نقطة تفتيش تابعة للجيش الشعبي بطريق جوبا ييي واستمر الاقتتال طوال النهار حول نقطة التفتيش. وفي نهاية الأمر قامت قوات الجيش الشعبي باستعادة السيطرة علي نقطة التفتيش ودحر قوات النائب الأول، كما هاجم قوات من المعارضة في صبيحة يوم 11 يوليو نفس نقطة التفتيش مرة أخرى وتم دحرها ومطاردتهم الى مقر معسكرهم الذي جاءوا منه" – بحسب البيان.
واختتمت السفار بيانها بتأكيد الرئيس تمسكه بالتنفيذ الكامل لاتفاقية السلام روحاً ونصاً، داعياً القوات التزام ثكناتها وحماية المواطنين وممتلكاتهم وذلك بعد إصداره أمرًا رئاسيا بوقف العدائيات من جانب واحد ابتداءً من الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش.
فيديو قد يعجبك: