إعلان

''السويس''.. نضال بدأ قبل ''حرب أكتوبر'' واستمر حتى ''30 يونيو''

11:38 ص السبت 25 أكتوبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

قبل أن يلحق مراقبو الأمم المتحدة بأول طائرة تصل إلى مصر من أجل مراقبة قرار المنظمة بوقف إطلاق النار بين الجانب المصري والإسرائيلي في حرب أكتوبر، كانت المعركة دائرة ومشتعلة على أرض محافظة السويس تحديدًا في يومي 23 و24 أكتوبر وحتى مساء الخامس والعشرين، كانت تلك الأيام الأكثر سخونة بالمحافظة الباسلة التي حاول أهلها صد العدوان الإسرائيلي، لتدخل السويس في معركة دون خطة، وتقدم أفضل نموذج للدفاع عن الأرض من سواعد أبنائها.

الخسائر كثيرة، من البشر ومن العُتاد، الدم ينهمر والحناجر تهتف باسم مصر، يد ترفع العلم وأخرى تنقذ ما يُمكن إنقاذه من الجرحى، لتصبح تلك اللحظات الصعبة ذكرى لعيد قومي، يرفرف فيه علم مصر وعلم المحافظة في سماءها، احتفالات تجري على أرض المدينة الباسلة، التي عرفت معنى النضال على مدار تاريخها الحديث مرورا بثورة 25 يناير وحتى 30 يونيو.

تاريخ السويس لم يبدأ من أكتوبر، ولم يتوقف عندها، وإنما سلسلة من النضالات سطرها التاريخ للمحافظة القديمة، يذكر أستاذ التاريخ الحديث عاصم الدسوقي أن السويس مدينة أقدم من الإسماعيلية وبورسعيد وغيرها، فهم مدن ظهرت عقب حفر القناه، لكن السويس المحافظة تحظى بموقع جغرافي يستحوذ على شرق الدلتا شمال غرب خليج السويس، كما توافد عليها الكثير من أبناء الشعوب الذين مروا من البحر الأحمر مثل الحبشة والسودان وبعض العرب وغيرهم، منهم من اندمج مع أبناء ''السويس'' ليظهر ذلك في أسماء بعض ساكنيها.

الموقع المتميز للسويس جعلها محل اختيار منذ عهد الفراعنة، لتصبح إحدى قلاع ''السور الأمين'' لحماية الصحراء الشرقية في الغزوات الفرعونية، ثم المعارك الفارسية القديمة، ليضيف عبد الحليم نور الدين، أستاذ التاريخ، أن المدينة الباسلة كانت تُسمى ''كليزما'' وتم تحريف اسمها إلى ''الكلزم'' بمعنى الأرض المغمورة بالماء.

آثار النضال ارتسمت على بيوت ومنازل المدينة القديمة، كما يقول ''نور الدين''؛ فبعض البيوت بالسويس متأثرة بالآثار اليونانية والرومانية القديمة، ومناطق تاريخية تحمل معنى النضال مثل حي الأربعين، بالإضافة إلى تل اليهودية، وترجع تسميته بذلك إلى إقبال اليهود عليه حين تم تهجيرهم من أرضهم.

الكتابات على الصخور والجدران لا تزال في المنطقة الباسلة، والقريبة من منطقة العين السخنة بحسب ''نور الدين''، موضحا أن للسويس كيان حضاري وتاريخي كبير، فلا يكاد يخلو بيت أو شارع من مناضل يحمل حكايات صد العدوان الإسرائيلي عن المدينة، ورغم أن الثغرة –إبان حرب أكتوبر- كانت في مدينة الإسماعيلية، إلا أن أهل السويس نجحوا في وقف مد الغزاة، بمساعدة الجيش الثاني والثالث المتواجد بها.

ومن التاريخ إلى الحاضر، يحمل الشاب السويسي ''محمد أبو عويشة'' حكايات من نضال المدينة الذي بدأ حديثا في ثورة يناير ثم في تظاهرات 30 يونيو، 26 عامًا هي عمر ''أبو عويشة''، لا يزال يتذكر غضب السوايسة من المحافظ سيف الدين جمال الموجود قبل ثورة يناير، لتبدأ المعركة بالمحافظة مبكرا عن القاهرة.

بدأت التظاهرات التي تنادي بتغيير النظام في 21 يناير في ميدان الأربعين بالسويس، ''كفاية ذل كفاية مهانة.. كفاية خيانة للأمانة''، ''يا مبارك اصحي وفوق.. ارحل ارحل زي فاروق''؛ هتافات انطلقت من حناجر ابناء السويس في يناير، ليواجه بعضهم القبض عليه مثل الشاب عربي عبد الباسط ووليد الجيلاني.

اشتعل الموقف في المدينة بعد سقوط أول شهيد في ثورة يناير وهو محمد رجب، لتبدأ المدينة كلها في الاشتعال، وتصل نيران الغضب إلى أسوار قسم الأربعين، وتجمع 3 آلاف أمام مبنى المحافظة، وهو نسبة كبيرة مقارنة بعدد سكان المدينة، ليقول ''أبو عويشة'' إن الموقف اشتعل أمام المشرحة؛ فهتف كلا من الشيخ حافظ سلامة و صفوت حجازي ضد نظام مبارك والظلم.

لا تنظيم محدد كان وراء اشتعال السويس كما يقول ''أبو عويشة''، مضيفا أنه بالرغم من حرق قسم الأربعين إلا أن الأهالي كانوا يقومون بحماية رجال الشرطة من الضرب وقت اقتحام القسم، ليذكر ''محمد'' أن حماسه للمشاركة كان في البداية بدافع معرفة ما يدور على أرض محافظته، صندوق صغير يحمله والد الشاب السويسي، به صور وحكايات عن النضال ضد إسرائيل ''لما شفت الصندوق ده، حسيت إني عايز أجيب حق البلد''.
لم يتوقف نضال شباب السويس عند ثورة يناير، لكنه كان متوهجا في حركة تمرد إبان حكم الإخوان، حيث شارك ''أبو عويشة'' بتوقيعه في حركة ''تمرد'' ضد ممارسات حكم الإخوان، وفي عيد السويس القومي يرى الشاب أن العيد بحق سيكون عند تحسن أوضاع أبناء السويس.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان