وثائق سنودن تكشف ''الميزانية السوداء'' لأميركا
مصراوي وكالات:
ألقت وثائق مالية صادرة عن وكالة الاستخبارات سربها إدوارد سنودن لصحيفة واشنطن بوست، الخميس الضوء على تفاصيل ميزانية الوكالات الاستخبارية الأميركية الـ16 أو ما يعرف بـ''الميزانية السوداء'' للولايات المتحدة، ما سمح بفهم كيفية توزيع الموارد في داخل المجتمع الأميركي الاستخباري الواسع.
وحصلت الصحيفة على ميزانية السنة المالية 2013 التي لم تكن خاضعة للرقابة العامة، والتي تقدر بـ52.6 مليار دولار، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت تصدر وثائق مستوى الإنفاق منذ عام 2007، إلا أنها لم توضح كيفية الإنفاق ومكانه.
ووصف ملخص الميزانية استخدام تكنولوجيا متطورة، وتجنيد عملاء وبعض العمليات الجارية على الأرض، وقامت واشنطن بوست بحجب بعض المعلومات بعد التشاور مع مسؤولين أميركيين أعربوا عن قلقهم إزاء المخاطر التي قد يتعرض لها جهاز الاستخبارات في حال نشرها.
وترسم ''الميزانية السوداء'' للسنة المالية 2013 والتي حصلت عليها صحيفة ''واشنطن بوست'' من موظف الاستخبارات السابق إدوارد سنودن، خريطة بمشهد بيروقراطي وتنفيذي لم يخضع أبدا للرقابة العامة. ورغم أن الحكومة كانت تعلن سنويا عن حجم الإنفاق الإجمالي على الاستخبارات منذ عام 2007، إلا إنها لم تكشف عن كيفية استخدامها لهذه الأموال أو كيفية تنفيذ الأهداف التي حددها الرئيس والكونجرس.
ويسرد ملخص ميزانية برنامج الاستخبارات الوطنية، الذي يأتي في 178، صفحة نجاحات وإخفاقات وأهداف وكالات التجسس الستة عشر التي تتألف منها أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي يعمل بها 107035 موظفًا.
وتقول الصحيفة إنها حجبت بعض المعلومات بعد التشاور مع مسؤولين أمريكيين أعربوا عن قلقهم إزاء المخاطر التي تتعرض لها مصادر وأساليب استخباراتية. واحتوت الوثائق على تفاصيل حساسة منتشرة بصورة كبيرة فيها، لدرجة أن الصحيفة تنشر فقط جداول موجزة ومخططات عبر الإنترنت.
وأوضحت الصحيفة بشكل غير مباشر على دور الأقمار الاصطناعية والتنصت الإلكتروني في تعقب أسامة بن لادن في العام 2011.
وأكدت الصحيفة أن هذه الوثائق التي نشرت بعضها بالتفصيل، ''لا تأتي إلا لماما على ذكر عملية بن لادن''، إلا أنها تمثل دور وكالات الاستخبارات المتعددة في تعقب الزعيم السابق للقاعدة الذي قتل في عملية كومندوس أميركية في أبوت أباد بباكستان مطلع مايو 2011.
وتظهر إحدى الوثائق أيضًا أن الأقمار الاصطناعية التجسسية التابعة لمكتب الرصد الوطني أجرت 387 عملية ''جمع'' لصور عالية الدقة وبالأشعة ما تحت الحمراء للمجمع الذي كان يختبئ فيه بن لادن في الأشهر التي سبقت الهجوم عليه. وتم التعرف إلى مكان تواجد بن لادن في أبوت أباد إثر تعقب رجل كانت واشنطن تعتقد أنه رسول لبن لادن.
وأكدت إحدى الوثائق بحسب الصحيفة أن هذه المراقبة كانت ''جوهرية لتحضير المهمة وساهمت في اتخاذ القرار بتصفيته''.
كذلك قامت وكالة الأمن القومي الأميركية المكلفة اعتراض المكالمات الهاتفية والمراسلات الإلكترونية، من جانبها بإنشاء مجموعة متخصصة في تطوير واستخدام برمجيات تجسس على الحواسيب والهواتف المحمولة لعناصر القاعدة المشتبه في أنهم قادرين على تقديم معلومات استخبارية لرصد مكان تواجد بن لادن.
فيديو قد يعجبك: