مجازر الأرمن ضد الأذريين بعيون الناجين منها
بوكا -الأناضول:
يروي ''سولماز حسنالييفا'' أحد الناجين من المجزرة التي وقعت في 25 فبراير عام 1992، إبان الحرب الأرمينية الأذرية، والتي أسفرت عن مقتل 613 أذريا، كيف قامت القوات الأرمنية بقتل الأبناء والأخوة والأمهات والآباء، أمام أعين بعضهم البعض، لافتا إلى أن ذلك الظلم والعذاب، لا يزال محفورا في ذاكرة الناجين.
وأوضح ''سولماز''، في حوار مع مراسل الأناضول في باكو، أن ذكرى المأساة لا تزال راسخة في وجدانه، بشكل يشعر أنها مأساة جديدة، وقعت حديثا.
وكشف أن والده وأخوه الكبير، قتلا ليلة الاحتلال، جراء التعذيب الشديد الذي لقياه، فيما وقعت كل من والدته وزوجة أخيه، واثنين من أبناء أخيه، أسرى بيد قوات الاحتلال الأرميني.
ولفت ''سولماز'' أنه قبيل هروبه، شهد مقتل عدد من أقاربه أمام عينه، فيما استفاد هو من ستار الليل، هاربا في جنح الظلام، حافي القدمين، الأمر الذي أنجاه من المجزرة التي وقعت تلك الليلة.
واستغرق ''سولماز'' متحدثا، أنه لم يتمكن من نسيان تلك الوحشية على حد وصفه، كون الجنود الأرمن لم يرحموا الأذربيين، سواء أكانوا صغارا أم كبارا، حتى الأجنة في بطون أمهاتهم لم يسلموا من بطشهم.
وأضاف أنه صعق من هول ما شاهد بعد أن تمكن من الهرب إلى ''آغداما''، التي نقل إلى جامعها، بشاحنة محملة بجثث مشوهة وممثل بها حيث الأعين مقلوعة، والأطراف مقطعة.
وأفرد أحد الناجين أيضا وهو ''مصطفى روزاندي''، ما شهده في تلك الليلة، لمراسل الأناضول، الذي هرب في الهجوم الأرمني المفاجئ، دون أي تحضير، مؤكدا مقتل أحد أخوته، وأسر آخر.
ووصف ''مصطفى'' أن تلك الليلة كانت باردة، وجميع الذين هربوا باتجاه الأحراش والغابات لم يجدوا الوقت ليرتدوا الملابس اللازمة، واضطر لعبور النهر باتجاه ''آغداما''، في ظروف مناخية صعبة، فيما استمرت القوات الأرمنية في إطلاق النار أثناء ذلك.
وروى كيف أن شقيقته الحبلى، تخلت عن واحد من أبنائها، أثناء فرارها إلى ''آغداما''، أملا بأن ينقذه قادم من الخلف، مصطحبة ابنها الآخر البالغ من العمر عاما ونصف العام، وبالفعل حدث ذلك، ونقل ابنها المتروك إلى المدينة لتلتقي به مجددا بعد يومين.
وكشف ''قنعت حاجييف'' أن الجنود الأرمن واصلوا إطلاق النار حتى نفاذ ذخيرتهم، الأمر الذي ساعد النساء من الهرب، من أهوال المذبحة، وعبور النهر.
وأفاد أنه أثناء هروبهم إلى ''آغداما''، أنقذت قرية أرمينية الهاربين، معطية الأمان لهم، إلا أنهم عندما وصلوا القرية، واجههم إطلاق للنار، أدى إلى مقتل كثيرين، فيما قتل 14 شخصت، من قبل جنود أرمن أمام عينيه، وأخذوا الباقين إلى مدينة ''هانكاندي''.
وشرح ''حاجييف'' معاناة الأسر، حيث احتجزوا في مكان بارد، ولم يمر يوم عليه دون تعذيب، وعندما يسألهم عن ذلك، يجيبه معتقلوه بأنه ''تركي''، إلى أن وصل إلى حالة يرثى لها، ولم يكن يقوى على المشي، عندما جرى تبادل للأسرى بعد شهرين.
يذكر أن المجزرة التي وقعت ضد الأذربيين الأتراك، تصنف على أنها جزء من الصراع بين أذربيجان وأرمينيا التي لا تزال تحتل أقاليم أذرية حتى اليوم.
فيديو قد يعجبك: